كيف يتم التمييز بين الأقسام المختلفة للطيات القصية

اقرأ في هذا المقال


ما هي أشهر أنواع الطيات القصية؟

في بعض المناطق تؤدي عملية القص التي تنتاب مستويات التطبق الصخرية إلى تكون تراكيب جيولوجية انكماشية (تضاغطية) مثل الطيات والتجاعيد الصخرية، وقد تؤدي إلى تكوين تراكيب شدية مثل التراكيب سجقية الشكل والتجاعيد الشدية والأحزمة القصية، وأحياناً توجد التراكيب الانكماشية التضاغطية والتراكيب الشدية بجوار بعضها البعض.
أما الطيات التي تتكون مع نهاية عمليات القص الصخري فإنها تعتبر من أكثر التراكيب التي تناولتها الدراسات والأبحاث المنشورة في الدوريات والمجالات العلمية، ومن المهم معرفة أن هذه الطيات تنشأ على أسطح أو على مستويات تورق صخري تكونت بفعل عمليات القص، وهذه المستويات تبدو موازية تقريباً لحواف نطاقات القص.
ومثل هذه الطيات التي تتكون مع نهاية عملية القص يمكن التعرف عليها بسهولة ويسر في الحقل وبخاصة متى كان هناك عرق من عروق المرو (الكوارتز) أو جدة نارية قاطعة للصخور الموجودة داخل نطاق القص، ويكون هذا العرق أو تكون هذه الجدة متأثرة بشدة بالتورق الصخري، كما يمكن التعرف على هذا القسم من الطيات في الحقل عندما تحدث عملية طي لتراكيب خطية تكون متزامنة ودالة على عملية القص.

كيف يتم التمييز بين أقسام الطيات القصية؟

يمكن تمييز الطيات القصية من بعضها البعض عندما يكون نطاق القص في حد ذاته في صورة حزام متمايز وواضح المعالم عن ما حوله من صخر منخفضة الانفعال، وليس ثمة قاعدة واحدة يمكن الاعتماد عليها في تمييز أو تفريق الأقسام الثلاثة من الطيات القصية عن بعضها البعض، ومع هذا يوجد مجموعة من الأدلة التي يمكن استخدامها في هذا الشأن وفي ما يلي أهم هذه الأدلة:

  1. الطيات الموجودة قبل عملية القص والطيات التي تتكون مع بداية عملية القص يصعب عادة تمييزها عن بعضها البعض؛ والسبب في ذلك أن كليهما توجدان في مناطق منخفضة الانفعال، وللتتمييز بينهما يتحتم معرفة هل هناك اختلاف في توزيع وتكرارية الطيات في داخل وخارج نطاق القص، كما ينبغي أيضاً معرفة الارتباط المكاني بين عملية الطي والقص فضلاً عن معرفة التشابه أو الاختلاف في عملية التشوه وفي سحنات التحول.
  2. إن المعيار الرئيسي في تمييز الطيات التي تتكون مع بداية عملية القص من الطيات التي تتكون مع نهاية عملية القص هو أن القسم الأخير يوجد في نطاقات عالية الانفعال.
    وغالباً ما يكون السطح الذي تحدث له عملية طي أو انطواء عبارة عن تورق صخري ناجم عن عملية القص ذاتها، أو جدّة قاطعة أو عرق من عروق الكوارتز (المرو) يظهر غير متأثر بعملية التشوه في النطاقات منخفضة الانفعال؛ (أي خارج نطاق القص ويظهر مطوياً في النطاقات عالية الانفعال (أي في الأجزاء الداخلية من نطاق القص).

هل يمكن استخدام الطيات القصية كأحد أدلة الحركة؟

تشترك أقسام الطيات القصية جميعها في حقيقة واحدة، وهي أنه بصرف النظر عن الاتجاه الأولي أو الابتدائي للطبات فإن محاورها عادة ما يحدث لها دوران لتصبح موازية لاتجاه القص السائد، وفي ضوء هذه الحقيقة فإن القطاعات العرضية التي تكون موازية لاتجاه القص تظهر قطاعاً ظاهرياً في مثل هذه الطيات القصيّة الصخريّة.
يضاف إلى ذلك أن القواعد التي تتحكم في عدم تماثل مثل هذه الطيات تختلف في الأقسام الثلاثة من هذه الطيات (الأقسام الرئيسية للطيات الصخرية القصية)، وعند الحديث عن أي أن أنموذج حركي يستلزم بداية معرفة إلى أي قسم من الأقسام الثلاثة يمكن تنسيب الطيات التي نشاهدها في نطاقات القص تلك التي يقوم الجيولوجييون بدراستها.
وفي الطيات التي تكون موجودة قبل علية القص فإن عدم التماثل في الشكل الهندسي للطيات يكون ناتج عن تاريخ تشوهي معقد للغاية، وهذا بدوره يعتمد على الاتجاه الأولي للطيات الصخرية، ومن المهم هنا الإشارة إلى أنه في نفس الإطار الحركي فإن الطيات غير المتماثلة التي تأخذ شكل حرف الـS والتي تأخذ شكل حرف الـZ محتمل تواجدها.
وهذا يعني أن تفهم الإطار أو الأنموذج الحركي يتطلب أولاً الوقوف على أنماط تداخل الطيات، فعندما تؤدي هذه العملية إلى تكوين طيات مغلقة، فإن عدم تماثل هذه الطيات يمكن أن يمدنا بمجموعة من المعلومات المفيدة عن الأنموذج الحركي.
أما في الطيات التي تتكون مع بداية عملية القص فإنه لا توجد ثمة علاقة محددة بين المحاور الهندسية والمحاور الحركية، وفي الوقت الذي تكون فيه الزاوية بين محور الدوران واتجاه القص ثابتة فإن الزاوية بين محور الطية واتجاه القص تتغير بزيادة عملية القص، وبالتالي فإن الوضع الهندسي الأولي والنهائي وعدم التماثل في الطيات سوف يعتمد على عدة متغيرات مثل العلاقة الزاوية بين التورق أو التطبق الصخري بالإضافة إلى الانسيابية.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: