ما هو التبلور التجزيئي؟

اقرأ في هذا المقال


التبلور التجزيئي:

تمكّن العلماء الجيولوجيين من خلال نظرية التمايز الصهاري من تفسير مسببات الاحتفاظ بجزء من المعادن التي تكونت بشكلٍ مُبكر خلال التغيير في التركيب الصهاري، حيث قام الجيولوجي الكندي بوين في بداية القرن السابق بوضع واكتشاف آلية تُفسر سبب الاحتفاظ ببعضاً من تلك المعادن، وفي عام “1928” للميلاد عمل بوين على دراسة سلسلة التفاعل المتصلة وسلسلة التفاعل غير المتصلة.
هذا وقد يعود السبب في ذلك لاهتمام بوين بفهم ومعرفة عملية التبلور وتحديداً في المواقع التي بقي فيها تركيب الفلسبارات والبلاجيوكليز ثابتاً دون أن يتغير، كما أنّه كان يحرص أيضاً على فهم ومعرفة المعادن المافية خلال عملية التفاعل مع ما تبقى من السوائل، حيث أنّه إذا تم تبريد الصهارة بطريقة سريعة جداً على غير المعتاد فإنّ ذلك سيؤدي إلى نمو بلورات فلسبار البلاجيوكليز بوقتٍ كافي، لكنها لن تتفاعل مع الصهير إلاّ من خلال الأسطح الخارجية لضيق وقت التفاعل.
ونتيجةً لتفاعل السطح الخارجي سينتج تغير في تركيب كل من الطبقة الخارجية والجزء الداخلي لبلورات الفلسبار، بحيث تصبح غنية بالكالسيوم ومحاطة بطبقات متتالية من البلاجيوكليز الغني بعنصر الصوديوم، وفي نهاية الأمر تنتج البلورة المتمنطقة والتي تكون متميزة بمعدن واحد، حتى أنّ التركيب الكيميائي للأجزاء الخارجية الموجودة فيها ستختلف كلياً عن التركيب الكيميائي للأجزاء الداخلية.
هذا وقد قام بوين بإجراء العديد من التجارب العملية والمخبرية بالإضافة إلى المشاهدات الميدانية، حيث كان الهدف من تلك الدراسات هو اقتراح نظرية جديدة تعمل على تفسير عملية التمايز الصهاري، والتي من خلالها ستتجمع البلورات التي تكونت في المرحلة البدائية مع بعضها البعض، ومن ثم سيتم عزلها عن ما تبقى من المصهور، حيث يتم ذلك من خلال عملية الاستقرار البلوري القائمة على أساس ترسُّب البلورات وتجمعها في قاع غرفة الصهارة، لتنفصل بعد ذلك عن جميع التفاعلات المتبقية في السائل.
وإذا تم ضغط ما تبقى من سائل في غرفة الصهارة بسبب التشوهات التكتونية لغرفة الصهارة خلال عملية التبلور، فإنّ ذلك سيؤدي إلى عزل تلك البلورات وضغطها، حيث تتشابه بذلك مع الجسم الناري المتداخل ذو المعالم الواضحة، ثم تهاجر الصهارة للأماكن الجديدة مكونة غرفاً جديدة للصهارة، إلى جانب ذلك فقد تم استخدام التبلور التجزيئي لتوضيح آلية الإنفصال لأجزاء البلورات عندما تبرد الصهارة.
وأشار بوين إلى أنّ عملية التبلور التجزيئي لها تأثير في المعادن المافية لسلسلة التفاعل غير المتصلة، وبذلك فإنّ كل من السلسلتين المتصلة وغير المتصلة يعملان على تكوين معادن متبلورة تملك تشابهاً كبيراً مع تلك المعادن المتواجدة في الصخور النارية.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد/1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا/2014جيولوجيا المحاجر/نور الدين زكى محمد/1994


شارك المقالة: