أهمية التأثيرات العضوية على الصخور الرسوبية:
هناك مواد عضوية تحمل تأثيراً كبيراً على الصخور الرسوبية وعلى الرسوبيات على حد سواء، مثل المتعضيات التي تعمل على إفساد الصخور وتسبب تفكيكها مما تشكل الترب، فمن هنا جائت أهميتها، حيث تسبب باستمرار وجودها وعموميتها، فتتواجد بعض البكتيريا مثل (نيترومونا) التي تكون في طليعة ظاهرات النترجة التي تتشكل على سطح الأرض، فالنترات عبارة عن نترات البوتاسيوم أو ملح البارود، كما أنها تتشكل عن طريق الآزوت الذي يكون مستمد بشكل مباشر من الأرض ضمن وسط كلسي.
كما أن آزوتات الكالسيوم تحدث في وسط بوتاسي (أي أنه صفاح متسخ) لتتشكل فيما بعد آزوتات البوتاس أو ما يعرف بملح البارود، أما في الأماكن الكبيرة فإن نترات الصوديوم تكون متواجده فيها بسبب تدخل مياه البحر على كميات من نترات الكالسيوم، كما أنه تم العثور على هذه الجراثيم داخل الصخور المتسخة والتي دلت على أنها هي السبب الأساسي في أغلب الأوقات لتفسخ الصخور الرسوبية، كما تتواجد العديد من النباتات التي تؤدي إلى إفساد الصخور مثل الأشنات والحزازيات لكن الطحالب تؤثر بشكل خاص في الصخور الرسوبية.
تُعتبر النباتات التي تعمل على التأثير في الصخور وتفسخها أو إنقسامها ما هي إلا منشطرات متميزه بأنها ثاقبة وناخرة بشكلٍ كبير، وتعمل على مهاجمة الحصى أو صخور الشواطئ، مما تعمل على ثقبها وتوسيعها إلى أن يتم تفتتها في النهاية فتشكل رواسب، كما كان دورها التخريبي واضح في البحيرات وفي المياه البحرية أيضاً، بالإضافة إلى تواجد حيوانات مؤثرة على الصخور وتشكيل الرواسب ومن هذه الحيوانات التي تعرف بأنها حيوانات آكلات الصخور مثل: (ليتودوم، قنافذ البحر، فولاد، حلقيات بالإضافة إلى الإسفنجيات).
فعلى سبيل المثال الإسفنج الذي يعود إلى زمرة الكليونات كان يتواجد بشكل كبير في النطاقات الساحلية لشواطئ المانش الكلسية، حيث تم اعتباره مع الليكودور والبوليدور، أي ما يعرف بالحلقيات كثيرة الأوبار، فكانت الإسفنجيات من العوامل المهمة جداً التي تعمل على تفتيت الصخور الرسوبية، لذلك تعتبر وجود التأثيرات العضوية بأنواعها المختلفة عاملاً ذو تأثير كبير في الصخور وتفتتها مما تنتج رواسب جديدة قد تعمل على تحليلها أو أنها قد تنقلها كما هي.
