هندسة التشوهات ونطاقات القص الصخري

اقرأ في هذا المقال


ما هي نطاقات القص الصخري؟

هي عبارة عن نطاقات ضيقة متوازية الجوانب تظهر تشوهاً على الصخور الأرضية غير متحد المحور، وإما أن توجد هذه النطاقات في صورة منفردة أو في صورة أزواج مقترنة ببعضها البعض، وتوجد هذه النطاقات بأبعاد مختلفة فمنها ما يكون صغيراً جداً لدرجة أنه لا يُرى إلا تحت المجهر، ومنها ما يصل امتداده إلى عشرات أو مئات الأمتار أو ربما آلاف الكيلو مترات.
كما أن التشوه الذي يحدث بهذه النطاقات إما أن يكون هشاً (تقصفياً أو قصفياً) وإما ان يكون لدناً (مرناً أو مطيلياً أو ممطولياً)، وبعض النطاقات تتأثر بكل من التشوه الهش والتشوه اللدن، فتبدو نصف هشة ونصف لدنة، وخلال العمل الميداني يمكن التعامل مع كثير من الصدوع وبخاصة الكبيرة على أنها نطاقات قص.
وتتكون نطاقات القص الهشة في الخمسة كيلو مترات العليا من قشرة الأرض، بينما تتكون نطاقات القص اللدنة فيما بين 5 إلى 10 كيلو متر في الغالب، وصخور معقد القاعدة التي توجد في الدرع العربي النوبي، وفي غيره من الدروع تحتوي على عدد كبير من نطاقات القص اللدنة، كما تحتوي أيضاً على نطاقات القص نصف الهشة ونصف اللدنة.
ومن أشهر الأمثلة على ذلك نطاق قص (العلاقي) الشهير الذي يمتد من جنوب الصحراء الشرقية المصرية إلى شمال شرق السودان ونطاق قص آدام (الدام) الموجودة في غرب الدرع العربي جنوب شرق مكة المكرمة ومدينة جدة، ومن المهم ذكر أن نطاقات القص اللدنة تمتاز بكل مما يلي:

  • إن نطاقات القص اللدنة عبارة عن نطاقات عالية الانفعال مقارنة بما حولها من مكاشف صخرية.
  • التورق الصخري فيها يكون شديداً ودرجة تفسخ أسطح التورق عالية.
  • الإزاحات التي تحدثها هذه النطاقات كبيرة جداً مقارنة بعرضها المحدود نسبياً.
  • تبدأ عملية التشوه عادة في صخر متجانس التركيب ومتجانس الخواص ثم بعد ذلك يمتد تأثيرها في نطاق محدد.

ما هي هندسة نطاقات القص؟

في أي نطاق قص هشي أو أي صدع يمكن أن تظهر ثلاث مجموعات من الشقوق (القص الثانوي الرئيسي، القص الثانوي المقترن، قص متوافق من الممكن أن يظهر أو أن لا يظهر كما أن اتجهاته تتأثر بظروف نطاقات القص)، واتجاهات الإجهاد واتجاهات القص يمكن الوقوف عليها من دراسة أنماط القص أو من العلاقات النسيجية لطين الصدوع.
وفي نطاقات القص نصف الهشة مثل عروق الشد الانهيارية المتجاوزة يكون التشوه اللدن جزئياً، وتكون أطراف العروق الانهيارية موازية لمحور الإجهاد الأكبر، وتمتلئ هذه العروق بمعادن نسيجية تنمو في اتجاه محور الإجهاد الأصغر.
والشقوق الناجمة عن ضغط المحاليل إن ظهرت فإنها تظهر في الأجزاء الوسطى من نطاقات القص وتصبح عند بداية تكوينها عمودية على اتجاه محور الإجهاد الأكبر وأطراف العروق الانهيارية، ثم بعد فترة يحدث لها دوران بموازاة حواف نطاقات القص.
وفي نطاقات القص اللدنة ينجم عن التشوه اللدن تكون تورقات شديدة باتجاه عمودي على محور الإجهاد الأكبر وتكون الزاوية بين أسطح التورقات وبين نطاقات القص نحو 45 درجة، ومع ازدياد معدل التشوه يحدث انحناء للتورقات باتجاه نطاقات القص حتى تصبح موازية لها تماماً عندما تصل الانفعالات إلى أقصاها.

التراكيب المصاحبة لنطاقات القص:

اتجاهات العناصر البنائية أو التركيبية داخل وخارج نطاقات القص تعتبر غاية في الأهمية، حيث أنه يمكن من خلالها معرفة اتجاهات القص والانفعالات والإزاحات في داخل هذه النطاقات، وفيما يلي وصفاً مبسطاً لأهم العناصر التي يمكن مشاهدتها في الحقل:

  • التراكيب المستوية: (خاصة التورقات الصخرية) إن العلاقة الزاوية بين التورقات الصخرية في حال نشأتها ونطاقات القص تكون 45 درجة، وبازدياد الانفعال يحدث دوران في أسطح التورقات حتى تصبح موازية لحواف النطاقات القصية.
  • الطبقات الخامدة: هي عبارة عن مجموعة من الطبقات الصخرية (أو التورقات القديمة) تشبة الصخور التي يتألف منها نطاق القص من حيث درجة التماسك، ولكنها لا تتأثر تأثير ميكانيكي أثناء عملية القص وكل ما يحدث لها عملية دوران بموازة نطاق القص.
  • الطبقات النشطة: هي مجموعة من الطبقات التي تختلف عن صخور نطاق القص في درجة التماسك وتتأثر بعملية القص فتنطوي أو تتكون فيها بعض التراكيب الشدية السجقية الشكل، اعتماداً على وضعها الأولي ومحاور الطيات المتكونة لا تقع في مستوى الاستقامة من مجيم الانفعال.
  • الخطيات (التراكيب الخطية): تظهر في معظم نطاقات القص بجلاء مجموعة من الخطيات المعدنية الممطوطة، كما أنه يحدث دوران ولف لبعض الخطيات القديمة المتكونة قبل عملية القص، مثل محاور الطيات القديمة حتى تصبح موازية لاتجاه القص، وفي مثل هذه الحالة تتقوس خطوط نطاق المفصلة في هذه الطيات القديمة لتتكون طيات مغلقة.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: