ما هي آراء العلماء حول الشعاب المرجانية؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو المرجان؟

هو عبارة عن تكوينات كلسية تكونت في البحر منذ ملايين السنين من قبل وجود الحيوانات الصغيرة جداً (أحافير)، ومن الممكن أن تظهر تكوينات المرجان مثل فروع الأشجار أو مثل القباب الكبيرة أو على هيئة قشور صغيرة ذات أشكال غير منظمة او على هيئة أعضاء أنبوبية صغيرة جداً، حيث أن الحيوانات التي تشكل المرجان تعمل على تلوينه بضلال جميلة من الألوان السمراء أو البرتقالية أو الصفراء والأرجوانية والخضراء.
وعندما تموت هذه الحيوانات تقوم بترك هياكلها الكلسية أي أنها تصبح أحافير، تلك التي تعمل على تشكيل الحواف والموانع البحرية وتم تسميتها باسم الحيد البحري (الشعب المرجانية)، وتظهر الشعب المرجانية مثل حدائق البحر الجميلة لأن الكثير من حيوانات البحر الملونة تعيش بين هذه الشعاب، وهذه الحيوانات تشمل الأسماك ونجوم البحر بالإضافة إلى شقائق نعمان البحر.
ومن الممكن أن ترتفع هذه الكتل المرجانية إلى فوق سطح البحر بحيث تشكل الجزر المرجانية، كما أن ضربات البحر تساعد في تفتيت المرجان وبناء الجزر المرجانية، حيث تنفصل الأجزاء المحطمة وتنمو من جديد متراكمة فوق المرجان الأم، كما يوجد مخلوقات أخرى مثل الطحالب الكلسية تعمل على لصق هذه القطع المحطمة مع بعضها لتنتج أشكال متصلبة، وفي الغالب تستقر التربة فوق المرجان مما يتسبب في نمو النبات، ومن الممكن أن تكون معظم جزر الباسفيك تشكلت بهذه الطريقة.

أماكن تواجد الشعاب المرجانية:

في الغالب إن الشعاب المرجانية توجد في البحار الاستوائية الضحلة الدافئة؛ نظراً لأن المرجان الذي يقوم بتشكيل الشعاب لا يملك القدرة على العيش في ماء أبرد من 18 درجة مئوية، تتواجد الشعاب المرجانية بكثرة في منطقة جنوب الباسفيك وفي الهند الشرقية وأيضاً في المحيط الهندي وحتى سيريلانكا وحول مدغشقر في جنوب شرق الساحل الأفريقي، كما تكون الشعاب على طول الساحل الاستوائي الشرقي للبرازيل وفي الهند الغربية وعلى طول ساحل فلوريدا وبرمودا.

أنواع الشعاب المرجانية:

يوجد ثلاثة أنواع من الشعاب المرجانية وأول هذه الأنواع هي الشعاب المرجانية الهدبية، حيث أن هذا النوع يتميز بأنه يوجد على شكل أرصفة غاطسة من حيوانات المرجان الحية الممتدة من الشاطئ إلى داخل البحر، وثاني نوع من أنواع الشعاب المرجانية هي الشعاب المرجانية الحاجزة، حيث أن هذه الشعاب المرجانية تكون تابعة لخط الشاطئ لكنها تنفصل عنه بواسطة الماء مكونة حواجز بين الماء القريب من الشاطئ وبين البحر المفتوح.
يتشكل الحاجز المرجاني من سلسلة طويلة من الشعاب التي تفصل عن البحر المفتوح بواسطة قنوات، ومثل هذه الشعاب المرجانية في العادة تحيط بالجزر البركانية في جزر الباسيفيك، وطول الحاجز العظيم في أستراليا يبلغ حوالي 2010 كيلو مترات وهو أعظم الشعاب المرجانية في العالم، وآخر هذه الأنواع هي الشعب المرجانية، حيث تتخذ الجزر المرجانية شكل حلقة في البحر المفتوح.
إن الجزر المرجانية تتكون عندما يبدأ المرجان بالصعود إلى الأعلى فوق الضفاف الطينية الغاطسة أو على حواف حفر البراكين الغارقة، كما أن الجزر المرجانية تحيط بجزر من الماء تسمى الغدير الذي يصل بينه وبين البحر المفتوح عدد من القنوات.
إن الشعاب المرجاني لا تتطور على الساحل الشرقي في أمريكا الشمالية شمال فلوريدا أو برمودا، في حال أن بقعاً صغيرة من المرجان تنمو بعيداً في الشمال بالقرب من نيو إنجلاند.
كما أن الحيوانات التي تكون المرجان تنتمي إلى نفس مجموعة الحيوانات التي تنتمي لها الهايدرا وقناديل البحر بالإضافة إلى شقائق نعمان البحر، معظم حيوانات المرجان فردية تدعى البوليب (المرجل)، حيث يبلغ قطرها أقل من بوصة واحدة في القطر، في حين أن نسبة قليلة منها فقط يصل قياسها إلى حوالي قدم (30 سنتيمتر).
إن البوليب (المرجل أو زوائد لحمية) يحتوي على جسم اسطواني في إحدى نهايته وعلى فم يحيط بمجموعة صغيرة من اللوامس ذات الحجم الصغير، أما النهاية الأخرى تكون مرتبطة بالهيكل الكلسي للبوليب الميت، حيث أن أغلب بوليب المرجان الحي يعيش معاً في مستعمرات.
أما المرجان الحجري يرتبط مع بعضه البعض عن طريق شرائح مسطحة من الأنسجة المتصلة في وسط الجسم، حيث يكون نصف هذا البوليب ممتد فوق الشريحة والنصف الآخر في الأسفل، يقوم البوليب المرجاني ببناء هيكله الكلسي من خلال استخلاص الكالسيوم من ماء البحر، ومن بعد ذلك تقوم بترسيب الحجر الجيري (كربونات الكالسيوم) حول النصف السفلي من الجسم.
كلما نمت أجسام لحمية يقوم البوليب بتشكيل الحجر الجيري ليصبح أكبر وأكبر، إذ أن المرجان ذو الزوائد اللحمية يتغذى بشكل رئيسي على الحيوانات السابحة الصغيرة مثل اليرقات والكثير من أنواع الأسماك الصدفية.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: