أهمية الرعاية الاجتماعية في تنمية القدرة على حل المشكلات

اقرأ في هذا المقال


مفهوم حل المشكلات في الرعاية الاجتماعية:

حل المشكلات هو جوهر التطور البشري، إنها الأساليب التي نستخدمها لفهم ما يحدث في بيئتنا، وتحديد الأشياء التي نريد تغييرها، ثم اكتشاف الأشياء التي يجب القيام بها لتحقيق النتيجة المرجوة، حل المشكلات في الرعاية الاجتماعية هو مصدر جميع الاختراعات الجديدة والتطور الاجتماعيوالثقافي، وأساس الاقتصادات القائمة على السوق إنه أساس التحسين المستمر والتواصل والتعلم.

حل المشكلات هو تشخيص سبب كون الحالة الراهنة على ما هي عليه، والعوامل والقوى التي تؤثر عليها وتطوير المناهج والبدائل للتأثير على التغيير، اتخاذ القرارات بشأن البديل الذي يجب اختياره واتخاذ إجراءات لتنفيذ التغييرات، ومراقبة تأثير تلك الإجراءات في البيئة الاجتماعية.

نستخدم في عملية حل المشكلات المهارات والأساليب التي تساهم في الرعاية الاجتماعية للتأثير على التغيير، وتحديد مستوى تعقيد المشكلة الذي يمكن معالجته، يتعلم البشر كيفية حل المشكلات البسيطة في سن مبكرة جداً تعلم تناول الطعام والقيام بحركات منسقة، والتواصل عندما يمر الشخص بمهارات حل المشكلات في الحياة، يتم صقلها وتنضجها وتصبح أكثر تطوراً مما يمكننا من حل المشكلات الأكثر صعوبة.

طرق الرعاية الاجتماعية في تنمية القدرة على حل المشكلات:

1- إصلاح الأشياء المعطلة:

بعض الأشياء تبلى وتتكسر وتتلاشى بمرور الوقت، والبعض الآخر معيوب من بدايته، تمتلئ البيئات الشخصية والاجتماعية بالمشكلات والأشياء والأنشطة والتفاعلات والعمليات التي تلعب الرعاية الاجتماعية دوراً مهماً في إصلاحها مما تمنح  المشكلات آلية لحل هذه الأشياء ومعرفة سبب كسرها، وتحديد مسار العمل لإصلاحها.

2- معالجة المخاطر:

لقد تعلم البشر تحديد الاتجاهات وطورها وعياً بإنها السبب التي تؤدي إلى حل مشكلات الرعاية الاجتماعية، هذه المهارات لا تمكننا فقط من إصلاح الأشياء عند كسرها ولكن أيضاً توقع ما قد يحدث في المستقبل، بناء على الخبرة السابقة والأحداث الجارية يمكن تطبيق حل المشكلات على الأحداث المستقبلية المتوقعة، واستخدامها لتمكين اتخاذ إجراء في الوقت الحاضر للتأثير على احتمالية وقوع الحدث أو تغيير التأثير إذا حدث الحدث.

3- تحسين الأداء:

لا يتواجد الأفراد والمؤسسات بمعزل عن البيئة، توجد شبكة علاقات معقدة ومتغيرة باستمرار ونتيجة لذلك، غالباً ما يكون لأفعال شخص ما تأثير مباشر على الآخرين أو تأثير غير مباشر من خلال تغيير ديناميات البيئة، تمكن هذه الترابطات البشر من العمل معاً لحل مشاكل أكثر تعقيداً لكنها أيضاً تخلق قوة تتطلب من الجميع تحسين الأداء باستمرار للتكيف مع التحسينات التي يقوم بها الآخرون، يساعدنا حل المشكلات على فهم العلاقات وتنفيذ التغييرات، والتحسينات اللازمة للتنافس والبقاء في بيئة متغيرة باستمرار.

4- اغتنام الفرصة:

لا يقتصر حل المشكلات على الاستجابة وإصلاح البيئة، يتعلق الأمر أيضاً بالابتكار وخلق أشياء جديدة وتغيير البيئة لتكون مرغوبة أكثر، يمكن حل المشكلات من تحديد واستغلال الفرص في البيئة وممارسة مستوى معين من السيطرة على المستقبل.

مهارات الرعاية الاجتماعية في تنمية القدرة على حل المشكلات:

1- تحديد المشاكل: القدرة على جمع المعلومات والحقائق لحل المشكلة.

2- تحديد الأهداف الشخصية: القدرة على تحديد أهداف مناسبة لحل المشكلات.

3- التحقيق في الأفكار والحلول: تطبيق التفكير العقلاني لتوليد الحلول الممكنة، قد تجد بعض الأفكار الموجودة على صفحة التفكير الإبداعي مفيدة لحل المشكلة.

4- صنع القرار: مهارات جيدة في اتخاذ القرار لتحديد الحل الأفضل.

5- مهارات التنفيذ: التي تشمل القدرة على التخطيط والتنظيم، والقيام على تخطيط العمل إدارة المشاريع وتنفيذ حلول مفيدة لحل المشكلة.

استراتيجيات الرعاية الاجتماعية في تنمية القدرة على حل المشكلات:

1- استراتيجية التدخل:

تتبع الرعاية الاجتماعية عملية تدريجية من التدخل لمعالجة مشكلة اجتماعية، يتضمن كل نهج اجتماعي عملية تدخل تتضمن مرحلة التقييم والتخطيط والتنفيذ، والتقييم لا توجد جداول زمنية للإنجاز محددة في كل مرحلة، بدلاً من ذلك يقوم الممارس الاجتماعي والعملاء والأفراد، أو المجموعات المتأثرة الأخرى بتحديد المواعيد النهائية ومعايير الإنجاز بناء على الحاجة.

2- استراتيجية التنفيذ:

يضع التنفيذ الخطة موضع التنفيذ باتباع التسلسل والجدول الزمني، تتضمن هذه المرحلة استراتيجيات من أجل تحقيق الأهداف على سبيل المثال، قد يتطلب حل الفقر المزمن في مجتمعك استخدام العديد من الاستراتيجيات مثل تحسين التعليم من رياض الأطفال، وحتى التعليم الثانوي وزيادة الالتحاق بالتعليم العالي والتدريب على المهارات الوظيفية وتوفير الوصول إلى الرعاية الاجتماعية وتطوير فرص العمل، خلال مرحلة التنفيذ سيبدأ المتدخلون والمتعاونون يعملون على كل استراتيجية للتغيير.

3- استراتيجية التقييم:

تعمل الرعاية الاجتماعية مع العملاء لتحديد نقاط القوة والضعف في البرنامج، ومجالات التحسين لتقوية البرنامج أو تكييفه وتأثير البرنامج أو الخدمة أو التدخل على العملاء، أو المشاركين وتحقيق المعايير أو إجراء تغييرات، يقيس الممارسون في الرعاية الاجتماعية التغييرات العملاء خلال مدة مشاركتهم من البداية إلى النهاية.

التقييم هو مهمة مستمرة لتتبع تقدم البرنامج من البداية إلى النهاية، يجب على المتدخلين والممارسين مراقبة البرنامج باستمرار للتأكد من أن الرعاية الاجتماعية تتقدم نحو التغيير، ويتم نشر التعديلات أو البدائل لزيادة الفعالية في الوقت المناسب.

يتطلب التقييم بيانات كمية ونوعية باستخدام مجموعة متنوعة من أساليب وأدوات جمع البيانات لجمع المعلومات، تختلف أدوات جمع البيانات من برنامج إلى آخر، وفي بعض الأحيان توجد أدوات لإجراء تقييم تقود الرعاية الاجتماعية في تطوير بروتوكولات، وأدوات جمع البيانات لمراجعتها من قبل المشاركين العملاء، وأعضاء المجتمع قبل أن يكونوا جاهزين للاستخدام.

المصدر: إتجاهات حديثة في الخدمة الاجتماعية، ابراهيم عبد الرحمن رجب، 1999الخدمة الاجتماعية العولمة وتحديات العصر، ابراهيم عبد الرحمن رجب، 2000موسوعة نهج الممارسة المتقدمة للخدمة الاجتماعية، احمد محمد السنهوري، 2007الممارسة العامة منظور حديث في الخدمة الاجتماعية، جمال شحاته، 2008


شارك المقالة: