مستويات التخطيط الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


التخطيط على المستوى المحلي:

ويتم هذا النوع من التخطيط على مستوى المجتمعات المحلية من أجل تنمية وتطوير تلك المجتمعات، ويرتبط هذا النوع بالتنظيمات القائمة في المجتمع المحلي، كمجلس المدينة والقرية والمحافظة.
ويُراعي الاحتياجات البيئية المحلية، ويعتمد على الموارد المتاحة بالنسبة لهذه البيئة، وفي نفس الوقت تستمد هذه الخطط المحلية اتجاهاتها وأفكارها من الخطة العامة للدولة.

إيجابيات التخطيط المحلي:

  • يُعتبر حقل تجارب ﻷنه يوضح نواحي القوة والضعف في الخطة، والمشكلات التي يمكن أن يواجهها التخطيط في المستوى القومي.
  • إمكانية الاستغلال اﻷمثل للموارد المادية والفنية القائمة في المجتمع المحلي.
  • يساعد على تنمية الشعور بالمسؤولية الاجتماعية، ويستفيد من الطاقات البشرية بصورة فعّالة.
  • يهتم التخطيط المحلي بالتفاصيل الدقيقة لحاجات المجتمع، وهذا لا يتوفر في المستوى القومي، حيث تمثل الخطة القومية الحاجات اﻷولية، والمتطلبات العامة دون تفاصيل.
  • يساعد على تخفيض النفقات ﻷقصى حد ممكن، نظراً ﻹمكان تقديرها بمعرفة أبناء المجتمع المحلي تقديراً دقيقاً، وتعاونهم بصورة تطوعية في كثير من خطوات التنفيذ.
  • يُعتبر التخطيط المحلي من أهم أسباب تدريب المجتمعات الصغيرة على الحكم الذاتي، فيؤكد بذلك على الديمقراطية، ﻷن إعداد الخطة وتنفيذها ينبع عن القاعدة الشعبية في المجتمعات المحلية.
  • يُحقق نوع من الرقابة الشعبية الجدية، إذ يُمكّن أفراد المجتمع مباشرة، بحيث تقوم هذه الرقابة على أجهزة التخطيط القائمة في المجتمع المحلي.

لكن لا يعني هذا أن خطة المجتمعات المحلية منفصلة عن الخطة القومية للمجتمع ككل ﻷنه مهما توافر لها من استقلال، إلا أنها من الصعب أن تفي بجميع احتياجات المجتمع.
فهناك حاجات كبرى تستدعي تدخّل السلطة المركزية، ومن أهمها ما يتعلق بشؤون اﻷمن والدفاع، ومشروعات الطرق الحيوية وغيرها.

التخطيط الإقليمي:

ويكون التخطيط فيه على مستوى جغرافي مُحدد “مثل مجموعة محافظات متجانسة”، وذلك نظراً لوجود إمكانيات إقامة التخطيط اﻹقليمي التي تتمثل أساساً في عدم وجود التجانس بين أقاليم الوطن الواحد.
وفي توافر قدر معين من الموارد التي تميز أقاليم الدولة وظيفياً، ويُعتبر التخطيط على المستوى اﻹقليمي وسطاً بين التخطيط القومي والتخطيط المحلي.
ومن ثمَّ يعمل على توجيه عمليات التنمية المحلية ويزيد فاعليتها، كما أنه يعمل على ضمان درجة مناسبة من التوازن بين التخطيط على المستويين القومي والمحلي.

التخطيط القومي:

ويُقصد به أن تشمل الخطة جميع المناطق والتقسيمات اﻹدارية للدولة مثل: البلديات أو المقاطعات، والتخطيط القومي يتضمن توزيع الاستثمارات على مستويين هما:

  • المستوى القطاعي: ويعني ذلك تقسيم الاستثمارات على مختلف القطاعات المتضمنة في الخطة القومية.
  • المستوى الجغرافي: ويعني تقسيم المشروعات على مختلف المناطق اﻹدارية داخل الدولة.

ولعل من أبرز مزايا التخطيط القومي ضمان تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المتوازن داخل جميع مناطق الدولة اﻹدارية والجغرافية، بمعنى تحقيق تقارب معدلات النمو داخل جميع المناطق اﻹدارية المكونة للمجتمع.
إن مبدأ التوازن هو من صفات التخطيط الجيد والناجح، إذ أنَّ اختلال التوازن بين المناطق الجغرافية أو اﻹدارية قد يَخلق مشكلة الهجرة من المناطق اﻷقل نمواً للمناطق الأكثر نمواً.
وهذه تؤدي لمشكلات أخرى أبرزها البطالة واﻹسكان، وانحراف الشباب والجريمة والتفكك اﻷسري والمواصلات، فاختلال التوازن في عملية التخطيط يؤدي لعدم المساواة بين مواطني الدولة الواحدة.
والمُحصلة أن أهداف التخطيط الاجتماعي بكل أنماطه ومستوياته يتوزع إلى أهداف عامة وأهداف متخصصة، فالهدف العام هو هدف المشروع ككل، بينما يتعلق الهدف المتخصص بجزء محدد من المشروع، وتتخذ اﻷهداف العامة أساساً تُرسَم في ضوء اﻷهداف المتخصصة.

متطلبات التخطيط القومي في تحديد الأهداف:

  • تتولى الدولة تحديد اﻷهداف القومية العامة التي تسعى لتحقيقها، من خلال أجهزة اﻹنتاج والخدمات المختلفة، وذلك خلال فترة زمنية معينة.
    وتُحقّق تلك اﻷهداف بواسطة جهاز التخطيط القومي (وزارة التخطيط)، إلى الوزارات المشرفة على قطاعات اﻹنتاج والخدمات، مثال على ذلك أن يتحدد هدف مضاعفة الدخل القومي خلال فترة معينة.
  • تتولى كل وزارة ترجمة تلك اﻷهداف القومية إلى أهداف قطاعية، مثلاً كأن تقوم وزارة الصناعة بترجمة هدف الدولة المتعلق بمضاعفة الدخل القومي إلى أهداف قطاعية لمجالات اﻹنتاج الصناعي التي تُشرِف عليها.
    فيتحدد هدف لقطاع الغزل والنسيج، وهدف لقطاع الصناعات الهندسية وهكذا، وتبلغ اﻷهداف القطاعية إلى المؤسسات النوعية المشرفة على تلك القطاعات التي تنقلها الوحدات التابعة لها.
  • تتولى الوحدات اﻹنتاجية تحديد اﻷهداف المتخصصة بها في ضوء أهداف القطاع الذي تتبعه.
  • يتم ترجمة أهداف الوحدات اﻹنتاجية إلى أهداف متخصصة، لكل جزء من أجزائها كاﻹدارات واﻷقسام.

المصدر: أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط محمد حسن، 1969.أصول علم الاجتماع، محمد طلعت عيسى، 1962.تقويم التنمية الاجتماعية، حامد عمار، 1968.


شارك المقالة: