وجهة نظر إيميل دور كايم في الظاهرة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


استفاد إميل دوركايم من جميع الدراسات الاجتماعية التي سبقت دراسته، ولا سيما أفكار أوجست كونت وهربرت سبنسر، ولكن دور كايم قام بنقل جميع هذه الدراسات لكي يأخذ طريق خاص به، حيث يرى أنّ المدارس الميكانيكية والحيوية والنفسية غير كافية من أجل تفسير الظواهر الاجتماعية.

الظاهرة الاجتماعية عند إميل دور كايم:

علم الاجتماع من وجهة نظر إيميل دور كايم يقوم بدراسة الظواهر الاجتماعية من أجل استخراج والوصول إلى القوانين التي تخضع لها، وبالتالي يستطيع على هذا الأساس وبهذه القوانين أنّ يعمل الإصلاحات التي يراها مناسبة وملائمة من خلال أسس علمية مفيدة.
كما يرى دور كايم أنه يجب دراسة الظواهر الاجتماعية في حد ذاتها، التي لا يمكن أنّ تكون متشابهة للفرد في صفاته الحيوية والنفسية، وذلك لأن دراسة نفسية الفرد أو صفاته البيولوجية لا تقوم بالوصول إلى الظواهر الاجتماعية الخارجة من الإنسان أو الفرد نفسه.
كما أنه يوجد في داخل كل فرد بشكل خاص القواعد الأخلاقية والدينية والقومية والسياسية واللغوية وبالتالي يعتقد أن الظاهرة الاجتماعية مختلفة.

ما هي الظاهرة الاجتماعية وخصائصها النوعية؟

حيث يرى دور كايم من خلال تحديد شكل أو نمط الظاهرة الاجتماعية وتحديد الماهية من أجل الظاهرة الاجتماعية وخصائصها النوعية، من الأولويات في البحث العلمي الموضوعي، كما ركز دور كايم في جزء من كتابه “قواعد المنهج في علم الاجتماع” من أجل معالجة هذا الموضوع، حيث أشار إلى وجود مجموعة ظواهر معينة في الحياة الاجتماعية.
كما أنه يصعب تفسيرها من خلال التحليل النفسي أو طبيعية الفرد، وأنه هناك أنماط وأشكال من السلوك وأشكال من التفكير والشعور، وتتميز بأنها تكون بمعزل عن إرادة الفرد وتعتبر أنها قوية وقهرية ومن هذه الظواهر يذكر دور كايم الممارسات الدينية والقواعد التي تكون في إطار الأسرهة، وكل ما يتعلق بها من نشاطات الأفراد السياسية أو الاقتصادية.
كما يقوم دور كايم بتحديد شكل طبيعة الظواهر الاجتماعية قبل البدء في تحديد المنهج الذي تم استخدامه في دراسة هذه الظاهرة، حيث يرى أنه إذا لم يكن وجود الظواهر الاجتماعية مستقل عن الظواهر التي يقوم بدراستها علماء النفس لم يكن هناك حاجة من‏ أجل إنشاء علم جديد وهو علم الاجتماع.

كما يرى دور كايم أنه ليس كل شيء موجود في المجتمع يعتبر ظاهرة اجتماعية، فمثلاً النوم والأكل أو الطعام والتأمل لا تعتبر ظواهر اجتماعية.
ومن الأمثلة على الظواهر من وجهة نظر إميل دور كايم الطقوس الدينية والعادات والتقاليد الاجتماعية وأشكال الزواج والطلاق والقرابة ‏والمظاهرات كلها تعتبر من الظواهر الاجتماعية عنده، كما أن الظواهر الاجتماعية تفرض على الفرد الالتزام بها بشكل معين وهو سلوك معين وعدم الابتعاد عن القواعد والأحكام التي ترتبط بها‏.
كما يرى دور كايم أنه يمكن التمييز بين الظواهر الإجتماعية، حيث أنه لا يستطيع الفرد التعرف إليها من خلال ما تمارسه من قوة إلزام على الأفراد، وأشار دور كايم في مواضيع ومجالات كثيرة إلى الحالات التي يمكن من خلالها أن نعرف الظاهرة الاجتماعية مثل القهر والغضب فهناك قهر مفروض على الفرد عندما يختلط فيه مجموعة من الأفراد أو حشد.

ويجب أن تظهر الاستجابة الجمعية ‏في المواقف ونيبغي أن يطغى الشعور الجمعي على شعور الفرد، وحيث يرى دور كايم أن هذه الظاهرة الاجتماعية تؤخذ من الجماعة بشكل كامل وليس لها أي شكل فردي.
وهناك طريقة أخرى تتمثل في انتشار الظاهرة الاجتماعية ومدى عموميتها في الجماعة، ويرى دور كايم أنه يوجد محاكاة من أجل الظاهرة الاجتماعية، وأن الظاهرة الاجتماعية حقيقية لكن المحاكاة تعتبر عملية فردية من خلال الفرد ذاته، على الرغم من النتائج الاجتماعية الناتجة عنها، وقد تكون المحاكاة بشكل عام أي أنها ظاهرة عامة.
وتعرف النظم الاجتماعية على أنها معتقدات من السلوك الذي ينتج عن الحياة الجماعية ومجموعة من الأفراد، وبالتالي تصبح وتتكون الظواهر الإجتماعية حقيقية لها كيان خاص ووجود مستقل خارج إطار الفرد ولا قوة أو قهر تمكنها من فرض نفسها على المجتمع.
‏كما يضيف دور كايم أنه ليس بإمكان الفرد أن يخلط بين الظواهر وبين العضوية؛ لأن الظواهر الأولى تنحصر في بعض التصورات والأفعال، لذلك لا يمكن الخلط بينها وبين الظواهر النفسية، وذلك لأن الظواهر النفسية لا توجد إلا داخل شعور الفرد وبسببه.

المصدر: مدخل إلى علم الاجتماع،محمد عبدالهادي،2002مقدمة في دراسة علم الاجتماع،ابراهيم عثمان،2012الظاهرة الاجتماعية عند إميل دوركايم،طالب عبدالكريم،2012التفكير الاجتماعي نشأته وتطوره، زيدان عبد الباقي، 1972.


شارك المقالة: