النظرة القديمة والحديثة للإدمان

اقرأ في هذا المقال


لا شكّ بأنَّ الإدمان على المخدرات مشكلة اجتماعية كبيرة، ولكنْ سوف نعرض أهم وجهات النَّظر حولها قديماً وحديثاً وعند بعض العلماء الاجتماعيين والنفسيين، وهناك صِفة مشتركة لها في القديم والحاضر بأنَّها وسيلة لإشباع حاجة ورغبة معينة للهروب من الواقعِ وليس بالضرورة أنْ تكون هنا وسيلة صحيحة بل إنَّها وسيلة خاطئة وسلبية.

النظرة القديمة للإدمان:

في القديم كان يُنظَر إلى الإدمان بأنَّه وسيلة لإشباع الرّغبات وتحقيق الرضا، وكان البحث عن المخدرات أَمر في غاية الصعوبة ولكنَّه في النهاية يُحقق السّعادة من وِجهة نظرهم، ولمْ يَعتبروه مشكلة اجتماعية ذات أهميَّة بل وسيلة للوصول إلى السعادة.

النظرة الحديثة للإدمان:

في العصر الحديث يُنظر إلى الإدمان من عِدَّة جوانب ونواحي، فهو مشكلة اجتماعية، وبنفس الوقت تمَّ دراسته من ناحية سيكولوجية وظيفية بأنَّه يُحقق السعادة والإشباع للرَّغبات، وأيضاً يُنظر إلى الإدمان بأنَّه وسيلة دفاعيَّة للهروب من الواقع المؤلم الذي يَعيشه الفرد ولا يمكنه تَحمّلها، ويجب التّصدِّي له ومحاولة علاجه وتحسين الأحوال المحيطة بالفرد حتى لا يلجأ إلى الإدمان لحلّ مشكلاته.

للإدمان وظيفة حسب رأي بعض العلماء:

هناك مجموعة من العلماء نظروا إلى الإدمان بأنَّ له وظيفة دفاعية، نذكر منهم ما يلي:

1- فرويد: يَصف فرويد المخدرات بأنَّها وسيلة وطريقة للتعامل مع المواقف المؤلمة، وطريقة للابتعاد عن الحزن والهموم.

2- جلوفر: يرى جلوفر أنَّ للإدمان وظيقة دفاعيّة وأهمّها تحكّم الفرد في القوى الساديّة، وأيضاً يعمل الإدمان على تعاطي المخدرات من وجهة نظره بطريقة وقائية من الاختلالات الذهانية.

3- فينيكل: يرى أنَّ الإدمان وسيلة وطريقة لتفادي الاكتئاب.

4- وايدر وكابلان: يقول أنَّ الدَّافع إلى الإدمان هو دافع شعوري ولكنَّه ليس البحث عن نواحي جنسية، ولكنْ الشعور بالرَّغبة في تخفيض الإحساس بالكآبة التي لا يستطيع الفرد تحمّلها والتعامل معها بمفرده.

5- هارتمان: يقول هارتمان بأنَّ هناك دوافع لا شعورية تدفع الشخص إلى الإدمان وهي محاولة تفادي المشاعر والمواقف المؤلمة.

للإدمان وظيفتان دفاعيتان أساسيتان:

1- الهرب من المواقف التي تضغط على الشخص ولا يمكنه مواجهتها.

2- الإدمان له وظيفة دفاعية تمنع ظهور الحزن والكآبة وأي أعراض نفسية قد تدمر الشخص.

سيكولوجية الإدمان:

تقوم سيكولوجية الإدمان على أساسين هما:

1- صراعات نفسية: وترجع هذه الصراعات إلى ما يلي:

  • الحاجة الشديدة للشعور بالأمن.
  • الحاجة الشدية لتأكيد الذّات وتثبيتها.
  • الحاجة الجنسية المَرَضيّة التي ترجع بالأصل إلى اضطرابات نفسية وعضويّة.

وتكرار تعاطي المخدرات يؤدِّي إلى المزيد من الفشل في إشباع هذه الحاجات وبالتالي تزيد هذه الصراعات.

2- الأثر الكيميائي للمخدرات: فالتغيرات التي تحدث للشخص بعد تعاطيه للمخدرات تُميزه عن غيره من الأشخاص، فهناك أثر كيمائي للمخدر يظهر على الحالة النفسيَّة والعقليَّة والجسديَّة للمدمن.

المصدر: علم المشكلات الاجتماعية، معن خليل عمر، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان الأردن، 1998.علم الاجتماع والمشكلات الاجتماعية، عدلي السمري ومحمد الجوهري وآخرون، دار المعرفة الجامعية، القاهرة، 1998.المشكلات الاجتماعية المعاصرة، مداخل نظرية، تجارب عربية، أساليب المواجهة، الدكتور عصام توفيق قمر، الدكتورة سحر فتحي مبروك، الدكتورة عبير عبد المنعم فيصل، ط 4، 2016.


شارك المقالة: