كيف تطورت المشاكل الاجتماعية إلى ما هي عليه الآن

اقرأ في هذا المقال


يتم مناقشة تطورات المشاكل الاجتماعية إلى ما هي عليه الآن من خلال توضيح المراحل المتعددة التي ساعدت على ظهور هذه التطورات، كمرحلة الوعي وتحديد السياسة والإصلاح، وإلى ما ذلك.

كيف تطورت المشاكل الاجتماعية إلى ما هي عليه الآن

يناقش علماء الاجتماع كيف تطورت المشاكل الاجتماعية إلى ما هي عليه الآن، فمع التقدم في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين واجه العديد من الدول وبقية العالم العديد من المشكلات الاجتماعية كالفقر والجوع والعنصرية والتمييز على أساس الجنس وتعاطي المخدرات والعنف وتغير المناخ، على سبيل المثال لا الحصر، وقد أوضح علماء الاجتماع أن هناك مجموعة من المراحل التي ساعدت على تطور المشاكل الاجتماعية إلى ما هي عليه الآن وتمر من خلالها المشاكل في عملية التعريف والحل:

مرحلة الوعي

وفي هذه المرحلة الأولى يقتنع الناس بوجود المشكلة والحالة غير مرغوب فيها، وإنه يمكن فعل شيء حيالها، وفي البداية يطرح عدد قليل من الناس أسئلة، لكن تدريجياً أصبح المزيد من الناس يدركون وجود المشكلة.

تحديد السياسة

ومع انتشار الوعي إلى شرائح أكبر من المجتمع تتم مناقشة الحلول الممكنة، على سبيل المثال الانفجار السكاني في العالم ومناقشة مختلف وسائل تنظيم الأسرة في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، وبالتالي فإن التركيز في المرحلة الثانية يتحول من ما يجب القيام به إلى كيفية القيام به.

الإصلاح

عندما يتم تحديد الحلول والسياسات الأساسية يتم الوصول إلى مرحلة العمل، على سبيل المثال ليس فقط خطة لإزالة الأحياء الفقيرة يتم وضعها موضع التنفيذ، ولكن الأشخاص الذين يعيشون هناك يتم استيعابهم أيضًا في أماكن أخرى، ولا عجب أن تسمى هذه المرحلة مرحلة التنفيذ وليس مرحلة القرار.

وقد أشار علماء الاجتماع إلى خمس مراحل في سياق مشكلة اجتماعية:

1- ظهور مشكلة.

2- إضفاء الشرعية على مشكلة.

3- تعبئة العمل.

4- صياغة خطة رسمية.

5- تنفيذ الخطة الرسمية، ويقولون إن الانتقال من مرحلة إلى أخرى ليس تلقائيًا ولكنه يعتمد على العديد من الحالات الطارئة.

وتحدث عالم الاجتماع سبيكتور وكيتسيوز عن أربع مراحل في تطور مشكلة اجتماعية:

التحريض: بدأ التحريض ليس بالضرورة من قبل الضحايا ولكن حتى من قبل الأخلاقيين نيابة عن الضحايا، على سبيل المثال لم تبدأ حركة الحظر من قبل مدمني الكحول ولكن من قبل الأخصائيين الاجتماعيين والمصلحين الاجتماعيين، وبالتالي فإن التحريض هو تحويل المشاكل الخاصة إلى قضايا عامة من خلال إعلان أنها ضارة ومسيئة وغير مرغوب فيها، ومع ذلك ليس من الضروري أن تنجح جهودهم، وتفشل الجهود إما لأن الادعاءات المقدمة غامضة للغاية، أو لأن المجموعة التي تبذل هذه الجهود غير مهمة أو عاجزة أو لأن المجموعة تخلق مصالح متضاربة.

الشرعية والتقييد: عندما تقر المجموعة الحاكمة أو أصحاب السلطة بوجود المشكلة تكتسب المشكلة شرعية، بينما في المرحلة الأولى يُنظر إلى المطالبين بالمشاكل على أنهم أفراد مميزون، وفي هذه المرحلة يُنظر إليهم على أنهم متحدثون شرعيون للأشخاص المتضررين، لذلك تم اختيارهم لمناقشة الحلول البديلة، على سبيل المثال تمثيل العمال في المصانع في الهيئات الإدارية أو للطلاب في المجالس الأكاديمية.

البيروقراطية ورد الفعل: عندما يكون التركيز في المرحلة الأولى على مجموعة الشكوى وفي المرحلة الثانية يكون التركيز على متخذي القرار وفي المرحلة الثالثة يكون البيروقراطيون وكفاءتهم هي التي تسترعي الانتباه، وإن المدى الذي يبحث فيه البيروقراطيون عن حلول للمشكلة ومدى قدرتهم على التهرب من المصالح الخاصة سيحدد ما إذا كان التحريض سيأخذ شكل حركة أم لا.

عودة ظهور الحركة: إن السياسات المعيبة لصانعي القرار والبيروقراطيين وعدم اكتراثهم بالمشكلة تعيد إحياء مشاعر المتضررين الذين يبدأون حركة لإجبار أصحاب السلطة على اتخاذ تدابير تخفيفية لحل المشكلة، وهكذا وفقًا لعلماء الاجتماع فإن المشكلات الاجتماعية هي في المقام الأول عملية سياسية يتم من خلالها قبول المشكلة علنًا على هذا النحو والتي يتم من خلالها تشكيل استجابات مؤسسية معينة للمشكلة ثم إعادة تشكيلها.

مراحل التاريخ الطبيعي للمشاكل الاجتماعية

للحصول على أي شرط أو سلوك يعد مشكلة اجتماعية فإنه ينبغي أن يكون له نتائج سلبية على أعداد ضخمة من الناس، فكيف يتم معرفة ما إذا كانت مشكلة اجتماعية لها عواقب سلبية؟ من الممكن للأشخاص المعقولون أن يكونوا مختلفين فعلاً حول ما إذا كانت هذه النتائج موجودة وإذا كان الأمر كذلك على نطاقها وخطورتها.

المرحلة الأولى الظهور والمطالبات

تبدأ المشكلة الاجتماعية بالظهور عندما يقوم بناء اجتماعي مثل كيان التغيير الاجتماعي أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو الهيئات السياسية المؤثرة في لفت الانتباه إلى حالة أو حدث أو سلوك يعتبر غير مرغوب فيه ويحتاج إلى مناقشة وحل، ونظرًا لأن الكيان الاجتماعي يقدم ادعاءات حول كل هذه الأمور فإن هذا الجانب من المرحلة الأولى يسمى عملية تقديم المطالبات.

وأحياناً لا تُفلح كل الادعاءات المبذولة لتحويل حدث أو موقف إلى مشكلة اجتماعية، حيث إذا لم تفلح تلك الادعاءات فلن يكون هناك مشكلة اجتماعية، وتركز معظم الأدبيات في مرحلة الظهور والمطالبات على أعمال منظمات التغيير الاجتماعي والهيئات الاجتماعية التي تبدأ معظم المطالبات من أعمال هؤلاء المنظمات والهيئات.

المصدر: علم المشكلات الاجتماعية، الدكتور معن خليل، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الاردن، 1998المشكلات الاجتماعية المعاصرة، مداخل نظرية، أساليب المواجهة، الدكتور عصام توفيق قمر،2000علم الاجتماع والمشكلات الاجتماعية، عدلي السمري ومحمد الجوهري، دار المعرفة الجامعية، القاهرة،1998الظاهرة الاجتماعية عند إميل دوركايم، طالب عبد الكريم،2012


شارك المقالة: