أحداث ما قبل معركة الأمتعة الأموية

اقرأ في هذا المقال


متى وقعت معركة الأمتعة

اندلعت معركة الأمتعة بين قوات الخلافة الأموية وقبائل تورجش التركية في شهر سبتمبر و أكتوبر من عام (737)م، كان الأمويون تحت حكم حاكم خراسان، أسد بن عبد الله القسري، قد غزوا إمارة ختال في ما وراء النهر، وطلب الحاكم المحلي لما وراء النهر المساعدة من قبائل التورجش.

قام الجيش الأموي بالتراجع قبل وصول قوات التورجش، واستطاعوا المرور عبر نهر أوكسوس في الوقت المناسب، حصلت مناوشات بين الحرس الخلفي مع قوات التورجش، عبر التورجش بعد ذلك مباشرة، وبعد ذلك قاموا بمهاجمهة قطار الأمتعة المسلم، والذي تم إرساله إلى أمام، وسيطروا عليه، جاءت قوات الجيش الأموي الرئيسي من أجل دعم القوات العسكرية التي تحمي قطار الأمتعة والتي عانت من  خسائر كبيرة، كان فشل الأمويين في هذه المعركة قد أدى إلى فقدان السيطرة الأموية في وادي أوكسوس الأعلى، وسهل فتح التورجش لمدينة خراسان.

ما قبل معركة الأمتعة الأموية

فتح الأمويون منطقة ما وراء النهر تحت حكم قتيبة بن مسلم في عهد الوليد الأول (حكم من 705 إلى 715)، بعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس وخراسان في منتصف القرن السابع، لم يكن ولاء الحكام والسكان الأصليين من الإيرانيين والأتراك لصالح الأمويين، وفي عام (719)، أرسلوا إلى الصينيين وأتباعهم من قبائل التورجيش من أجل الحصول على دعم عسكري ضد المسلمين.

استجابت قبائل التورغش في (720)، وبدأ الصغديون ثوراتهم  ضد الخلافة الأموية، واستطاع حاكم خراسان سعيد بن عمرو الحراشي من قمع ثورتهم، وفي عام (724) عانى الوالي مسلم بن سعيد الكلبي الذي عقب الوالي الحراشي، من هزيمة كبيرة عندما أراد استرداد فرغانة (ما يسمى “يوم العطش”).

تراجع الأمويون عن جهودهم من أجل كسب دعم السكان المحليين، وكانت سياسات الأمويون آنذاك قد زادت من نفور السكان منهم، في عام (728) حدثت ثورة كبيرة وممتدة في منطقة ما وراء النهر، واستطاعت قبائل التورجش من أن تغزو الكثير من المناطق، وهذا أدى إلى فقدان قوات الخلافة معظم أراضي ما وراء النهر باستثناء المنطقة المحيطة بسمرقند.

خسر الأمويون ايضًا في معركة الدجيل عام (731)، وكانت خسائرهم فادحة وذُكر أنهم فقدوا حوالي (20.000) إلى (30.000) مقاتل، وبعد هذه الخسائر البشرية الكبيرة في خراسان كان يجب طلب المدد العسكري من العراق، وبعد معركة الدنس، فقد الأمويون سمرقند واستعادها الصغديون تحت حكم غورك واعلنوا استقلالهم، وبعد كل هذه الأحداث تقلص الوجود العسكري الأموي شمال نهر أوكسوس.

ذكرت المصادر التاريخية عن الأحداث التي وقعت قبل (735) كانت عن نشاط الأمويين من اجل الحفاظ على ولاء إمارات توخارستان في أعالي وادي أوكسوس، كما و كانت القوات الأموية انشغلت آنذاك بثورة الحارث بن الصريج، التي وقعت في عام (734) ، والتي سرعان ما انتشرت واستطاع الحصول على دعم كبير من السكان الإيرانيين الأصليين، وصل تمرد الثوار في ثورة ابن الصريج إلى عاصمة المقاطعة مرو.

استطاع الوالي أسد بن عبد الله القصري الذي كان حاكم خراسان في (725-727) وبعد أن جلب معه المدد من سوريا حوالي (20000) جندي سوري من الجنود المخلصين والأقوياء، من قمع ثورة الحارث بن الصريج، إلا أن الحارث تمكن من الهروب إلى بدخشان.

في عام (736)، اهتم الوالي أسد بن عبدالله القسري بالشؤون الإدارية في ولاية خراسان، وقام بإعادة بناء مدينة بلخ، والتي جعلها عاصمة لولايته بدل مدينة مرو، في أثناء ذلك، قام الوالي القسري بتوكيل جنيد الكرماني من أجل ملاحقة أتباع الحارث بن الصريج، وقد استطاع طردهم من توخارستان العليا وبدخشان.

المصدر: فجر الإسلام: يبحث عن الحياة العقلية في صدر الإسلام إلى آخر الدولة الأموية (الطبعة العاشرة سنة 1969). الحروب الصليبية في المشرق (الطبعة الأولى سنة 1984). سعيد أحمد برجاوي. دار الآفاق الجديدة. تاريخ الأمم الإسلامية 1-2: الدولة الأموية (1969). محمد الضخري بك. المكتبة التجارية الكبرى.الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط (2006). محمد قباني. دار الفاتح - دار وحي القلم.


شارك المقالة: