أحداث معركة كوفادونجا

اقرأ في هذا المقال


أهمية معركة كوفادونجا

كانت لمعركة كوفادونجا أهمية كبيرة في العالم المسيحي، فقد كانت الشرارة الأولى التي أشعلت حروب الاسترداد، وانتصر فيها المسيحيون في أيبيريا بعد فتح المسلمين لتلك المناطق في عام (711)، وتذكر المصادر أنها وقعت في كوفادونجا في عام (722)، وكان لها الدور المهم في تأسيس مملكة أستورياس، ساهمت هذه المعركة في تكوين قاعدة عسكرية في شمال أيبيريا، ومن هناك بدأت عودة السيطرة المسيحية على شبه الجزيرة الأيبيرية (اسبانيا والبرتغال اليوم) بأكملها.

أحداث معركة كوفادونجا

في عام (722)، تم إرسال القوات التي يقودها القائد الأموي ابن علقمة اللخمي ومونوزا، برفقة المطران أوباس من إشبيلية، شقيق الملك القوط الغربي السابق ويتسا، إلى أستورياس، استطاع الأمويين السيطرة على معظم المنطقة، قام أوباس بمحاولة التوسط في عملية استسلام المسيحيين، لكنه فشل في هذا الجهد.

قام بيلاجيوس بالتراجع هو وقوته في داخل جبال أستورياس، وقاموا بالنهاية بالتراجع إلى واد ضيق تحيط به الجبال، والذي كان يسهل القيام بالدفاع عنه وذلك بسبب صعوبة شن هجوم واسع الجبهات، ربما كان بيلاجيوس يصاحبه ما يقارب ثلاثمائة رجل، وصل الأمويين في النهاية إلى كوفادونجا، وقام بإرسال مبعوثًا من أجل القيام بإقناع بيلاجيوس بالخضوع والاستسلام.

طلب القائد الأموي ابن علقمة اللخمي من أفضل قواته الدخول إلى الوادي للقتال، فتح الأستوريون النار من منحدرات الجبال، وبعد ذلك، في لحظة الذروة، قام بيلاجيوس شخصيًا بالذهاب مع بعض جنوده إلى الوادي، حيث كانوا ينتظروه في كهف لم يره الأمويون، تذكر المصادر التاريخية ان المعركة كانت حامية الوطيس وقُتل فيها الكثير من المسلمين، بينما المصادر الأموية تذكر أنها كانت مجرد مناوشة.

وقُتل ابن علقمة في المعركة وهرب جنوده من ساحة المعركة، بعد انتصار بيلاجيوس، قام سكان قرى أستورياس المحتلة بالمشاركة بالقتال بأسلحتهم، وقتلوا المئات من جنود الأمويين الهاربين، عندما علم مونوزا بالهزيمة التي تعرض المسيحيون لها، وجهز قوة عسكرية أُخرى وواجه القائد بيلاجيوس.

قام بيلاجيوس بقتال القائد  مونوزا وقوته، بالقرب من مدينة بروزا الحديثة، واستطاع بيلاجيوس التغلب عليهم وقتل مونوزا، وعلى الرغم من أن المسلمين في تاريخهم أطلقوا على بيلاجيوس ورجاله “ثلاثون كفارًا، ماذا يمكنهم أن يفعلوا”، إلا أنهم لم اتحدوا واستطاعوا هزيمة الأمويين وتاسيس مملكة أستورياس.

المصدر: فجر الإسلام: يبحث عن الحياة العقلية في صدر الإسلام إلى آخر الدولة الأموية (الطبعة العاشرة سنة 1969). الحروب الصليبية في المشرق (الطبعة الأولى سنة 1984). سعيد أحمد برجاوي. دار الآفاق الجديدة.تاريخ الأمم الإسلامية 1-2: الدولة الأموية (1969). محمد الضخري بك. المكتبة التجارية الكبرى.الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط (2006). محمد قباني. دار الفاتح - دار وحي القلم.


شارك المقالة: