أساليب تحديد اﻷولويات في التخطيط الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


الخبرات الأساسية في اتخاذ قرارات ناجحة:

وتتمثل الخبرات اﻷساسية في اتخاذ قرارات ناجحة في تحديد درجة أفضلية برنامج أو مشروع آخر عن طريق ثلاث حالات:

مدى الحاجة ﻹيجاد حل للموقف الاجتماعي:

تتوقف على اتخاذ قرار بمدى حاجة المجتمع لخدمة معينة يواجه بها احتياجاً ضرورياً أو مشكلة تتطلب مقترحاً، على تقدير المجتمع ﻷهمية الحاجات الاجتماعية.
وأيضاً عمق تأثيرها وتغيرها إلى مشكلة اجتماعية تحتاج إلى حل ضروري، وبعد مرحلة تصميم حلول المشكلات تبدأ مرحلة قياس مدى فعالية هذه الحلول وأهميتها.
إن أهمية المشكلة ليست فقط في ذاتها، بل في فعالية الحلول التي يمكن الوصول إليها وضروريتها، وفي إمكان وجود الموارد اللازمة التي تساعد على إتمامها.

مؤشرات تحديد مدى أهمية المشكلات الاجتماعية:

  • تحديد وقياس حجم خطر المشكلات بحجم وعدد اﻷفراد الذين يَمرّون بها، فبقدر حجمهم نستطيع أن نقيس عمق المشكلة وعمق الاحتياج، أي كلما زاد عدد المتأثرين بالمشكلة، زادت أهميتها.
  • درجة اهتمام أفراد المجتمع بالمشكلة الاجتماعية ورغبتهم في مواجهتها فكلما زاد اهتمامهم بها، زادت درجة أفضليتها عن مشكلة أخرى.
  • درجة عمق وصعوبة تأثير المشكلة الاجتماعية؛ فكلما ازادت درجة عمق التأثير السلبي للمشكلات على المجتمع، كلما ازدادت درجة أفضليتها.
  • التكاليف المُقدَّرة لحل المشكلات الاجتماعية لها أهمية في تحديد اﻷولويات وهذا مؤشر يعطي دلالة عن التكلفة المُقدَّرة، فكلما كانت التكلفة أقل، تحددت درجة اﻷفضلية لأقل كُلفة من حلول أخرى تعطي نفس النتائج.
  • للزمن أهمية في تحديد أولويات المشروع كما كان الوقت المُقدر يقتصر في مشروع من المشاريع، كلما كان هذا مبرراً كافياً لاختياره وتفضيله عن مشروع يستغرق مدة طويلة.
  • كلما كانت المشكلات الاجتماعية ذات حلول وبرامج مجربة ومضمونة النجاح إلى حد كبير، كلما كان هذا دافعاً للموافقة عليها وتفضيلها على غيرها من البرامج والحلول اﻷقل ضماناً للنجاح.
  • لرأي خبراء التخطيط الاجتماعي في العوامل السابقة أهمية خاصة وتقدير كافٍ في لجان تحديد اﻷولويات، حتى نضمن الوصول لقرارات حاسمة في تحديد اﻷولويات بمعرفة اللجان المختصة.

مدى وفرة الموارد:

وهي عامل مهم في تحديد اﻷولويات، والخطة المتكاملة تعتمد على الموارد الميسرة في المجتمع ويعتبر الاستخدام اﻷفضل للموارد من ضرورات التخطيط الاجتماعي.
فإشباع المتطلبات والتغلب على مصاعبها يَستلزم وجود موارد كافية تتناسب مع الحاجات الاجتماعية وهذه الموارد هي:

  • موارد مادية: وتشمل الموارد المالية والطبيعة والمادية.
  • موارد بشرية: وتشمل توفر القيادات والقوة العاملة المستعدة للعمل سواء من المختصين أو العاملين اللازمين ﻷداء العمل.
  • موارد تنظيمية وتشريعية: وتتمثل اﻷجهزة الواجب توافرها، سواء أجهزة تخطيطية أو تنفيذية، وكذلك اللوائح والتشريعات التي لها أثرها في سير الخطة الكاملة وتحقيق اﻷهداف.

فاعلية اﻷجهزة المختصة بتحديد اﻷولويات:

وهو العامل الثالث المؤثر في تحديد اﻷولويات، وهو عامل هام، بدون فعاليته لا يمكن أن نصل إلى تحديد سليم للأولويات.
إن اﻷسلوب العلمي في التخطيط الاجتماعي يُحتّم وجود التفكير الجماعي في كل عملياته، هذا التفكير يكون مضموناً من حيث فاعليته وشموله عندما يتم عن طريق لجان متكاملة يمثل فيها الخبراء والقيادات الشعبية.
وعن طريقها يمكن الوصول لقرارات في تحديد درجة اﻷولويات بين الحاجات المتنوعة، وبين الحلول التي تتضمنها الخطة الكاملة، لذا يتوقف النجاح في تحديد اﻷولويات على وجود أجهزة ذات خبرة عالية، وقدرة هائلة على القيام بمهامها، فبدونها تكون القرارات ناقصة.
ومشاركة القيادات الشعبية السياسية أمر أساسي، فالمشاركة والتكامل ضمانة للوصول إلى قرارات تخطيطية ناجحة، وهنا تزيد أهمية المشاركة ﻷن تفضيل حاجة على أخرى أو مشروع على آخر يعتبر اﻷساس الذي نبني عليه خطة التنمية الشاملة.

تحديد اﻷوليات في وضع الجداول:

لقد حاول بعض علماء التخطيط الاجتماعي معرفة مقاييس لتحديد اﻷولويات تتصف بالموضوعية، وحتى تتقيد لجان تحديد اﻷولويات باﻷسلوب العلمي ﻹبعادهم عن الذاتية والتحيز.
لذلك تمَّ وضع خطوات لتحديد اﻷولويات بموجب جداول يتم الاتفاق عليها مقدماً قبل بدء أعمال لجان تحديد اﻷولويات بمعرفة خبراء وأعضاء من القيادات الشعبية، وتتضمن هذه الجداول معايير يتم أساسها تحديد درجة اﻷفضلية للمشروع عن غيره من المشاريع.

معايير تحديد اﻷولويات في وضع الجداول:

  • طبيعة المجتمع “صناعية، زراعية، حضرية، ريفية”، ومعايير اﻷولويات “متخلف جداً، متخلف، متوسط، متقدم، متقدم جداً”.
  • فئات سكان المجتمع “أطفال، شباب، عاملون، مسنون”، ومعايير اﻷولويات “محتاجة جداً، محتاجة، متوسط الاحتياج، في حاجة إلى حد ما، ليست في حاجة اﻵن”.
  • أهمية الاحتياجات: وترتبط بالنسبة الكبرى من عدد السكان “مرتبط بأكثر من ثمانين بالمئة، أكثر من ستين بالمئة، أكثر من عشرين بالمئة، أكثر من عشرة بالمئة، أقل من عشرة بالمئة”، ومعايير اﻷولويات “مهمة جداً، مهمة، متوسط اﻷهمية، سطحية، سطحية جداً”.

المصدر: أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط محمد حسن، 1969.تقويم التنمية الاجتماعية، حامد عمار، 1968.أصول علم الاجتماع، محمد طلعت عيسى، 1962.


شارك المقالة: