الأساس النظري لنموذج التركيز على المهام لممارسة خدمة الجماعة

اقرأ في هذا المقال


يقوم الأساس النظري للنموذج على فكرة رئيسية تتمثل في أن الوظيفة الأساسية للنموذج هي مساعدة الأفراد على إيجاد حلول للمشكلات النفسية والاجتماعية التي تواجههم ويرغبون في حلها، وأن مسؤولية إحداث التغيير في جوهر المشكلة لا يقع على عاتق الأخصائي الاجتماعي بل يقع على عاتق عضو الجماعة ويقوم الأخصائي بمساعدته على تنفيذ المهام التي يحددها لتحقيق التغيرات التي يرجوا العضو حدوثها وذلك بمساعدته على اجتياز العقبات التي قد تواجهه أثناء المهام.

الأساس النظري لنموذج التركيز على المهام لممارسة خدمة الجماعة

ما يجب الإشارة إليه أن الأساس النظري لهذا النموذج قد يكون من الصياغات التي تهتم بطبيعة ومصادر المشكلات النفسية والاجتماعية ووضعها كذلك في إطار التصنيفات المناسبة لها، هذا وكان النموذج في بدايات ظهوره يتناول مشكلات معينة يتم عرضها في النقاط التالية:

1- مشكلات التفاعل بين الأشخاص (الصراعات الشخصية).

2- مشكلات العلاقات الاجتماعية مثل مشكلات العزلة، الاعتماد الزائد الذي يشكل ضغوطاً زائدة على صاحب المشكلة في علاقاته بالآخرين.

3- مشكلات التنظيمات الرسمية مثل المدارس والمستشفيات، جماعات العمل في المجالات المختلفة.

4- الصعوبة في أداء الدور.

5- مشكلات التحول الاجتماعي.

6- مشكلات القلق والاكتئاب الناتج عن حدوث حادثة أو موقف معين.

7- عدم كفاية الموارد مثل المسكن، والرعاية الطبية ونقص الموارد المادية.

هذا وقد استفاد نموذج التركيز على المهام من بعض الصياغات المتطورة لفهم طبيعة وديناميكية المشكلات النفسية الاجتماعية والاجراءات التي يقوم بها الإنسان؛ لتقليلها أو الحد منها ومن هذه الصياغات صياغة (Goldiman) الذي يفترض أن المشكلات النفسية الاجتماعية تعبر دائماً عن شيء يريده العميل ولا يملكه سواء كان شيئاً بسيطاً ملموساً مثل الغذاء والدواء، أو شيئاً معقداً مثل تحقيق ذاته.

والطريقة الفعالة والمعتادة في الحصول على شيء يريده الفرد هي أن يقوم بإجراء أو بعمل للحصول عليه والعميل كإنسان أفعاله توجه بواسطة مجموعة معقدة من المعتقدات عن نفسه وعن عالمهـ وهذه المعتقدات تساعد في تشكيل وتنفيذ خططه لما يجب أن يفعله وكيفية فعله.

وجدير بالذكر أن نموذج التركيز على المهام في الخدمة الاجتماعية لا يتعامل مع الأصول التاريخية أو البعيدة للمشكلة أي أنه لا يغوص في ماضي المشكلة، ولكنه يتعامل مع العوامل الحالية المسببة للمشكلة وكذلك يركز الاهتمام على تلك العوامل التي يستطيع الأخصائي والعميل معاً للعمل على تغييرها.

وتعتبر هذه العوامل في تأثيرها معوقات لحل المشكلة والتي يمكن تعديلها من خلال الجهود التعاونية بين الأخصائي والعميل وهذه المعوقات، وكذلك القوى التي تساعد في حل المشكلة توجد معاً في أفعال العميل ومعتقداته ونسقه الاجتماعي، فيعتبر سواء التوظيف في أداء الأفعال والمعتقدات الخاصة بالعميل وجوانب العجز في شخصيته معوقات لحل والتخفيف من حدتها.

نموذج التركيز على المهام والعلاج القصير في الخدمة الاجتماعية

ونموذج التركيز على المهام  في الخدمة الاجتماعية يعتبر كأحد أشكال العلاج القصير يقوم على افتراض أن الفائدة الكبرى للعملاء سوف تعود عليهم من العلاج الذي يتم في جلسات قليلة نسبياً، وفي فترة وجيزة من الوقت، حيث أن وضع حدود للوقت في الخدمة القصيرة يتوقع أن يزيد من فعالية التدخل.

وذلك من خلال تحريك جهود كل من الأخصائي والعميل لحل المشكلة، وكذلك تزداد الفاعلية بتركيز الاهتمام على مشكلات معينة والتي يساعد الأخصائي العملاء على صياغة وتنفيذ اجراءات حلها.

وهذا الافتراض دعمه عدد كبير من الأبحاث التي أوضحت أن المتلقي للعلاج القصير أظهر في النهاية تحسناً ملحوظاً أكثر من المتلقي للعلاج الطويل ذو النهايات المفتوحة، بالإضافة إلى أن معظم التحسن المرتبط بالعلاج الطويل يحدث بسرعة نسبياً بعد بداية العلاج.

ومن الطرح السابق يتضح أن الأسس النظرية لنموذج التركيز على المهام تستند إلى نظريات نفسية واجتماعية متنوعة، وإن هذا النموذج لا يعتمد على أساس نظري معين فلا تكتفي نظرية واحدة في تفسير المشكلات المتعددة والمتنوعة التي يتعامل معها الأخصائيين الاجتماعيين بل يعتمد على الاختيار الحر.

وهذا يتيح للأخصائي الاجتماعي اختيار ما يراه مناسباً من المداخل العلاجية المختلفة لحل مشكلات العملاء وهذا ما جعل كثير من الباحثين يضعون نموذج التركيز على المهام بأنه نموذج انتقائي بمعنى أنه ينتقي من المداخل والاتجاهات والنظريات المختلفة ما يناسب المشكلة التي يتصرف معها.

وهذا يمكن تسميته بالنظرية الحرة في المساعدة، ونهاية كل هذا يتحرر الأخصائي الاجتماعي من قيود الممارسة المهنية والتقيد بنموذج أو نظرية واحدة في الممارسة.

المصدر: الأساليب التخطيطية لمواجهة مشكلة البطالة، محمد شفيق، 1990.علم الاجتماع الصناعي، عبد المنعم عبد الحي، 1992.إدارة وتنمية الموارد البشرية، إبراهيم بسيوني، 1997.الخدمة الاجتماعية في المجال العمالي وحماية البيئة، نظيمة أحمد سرحان، 2004.


شارك المقالة: