الأنثروبولوجيا البيولوجية ومجالاتها

اقرأ في هذا المقال


إن الأنثروبولوجيا البيولوجية كانت تستعمل في تلك الحقبة بعض المناهج الإحصائية السهلة نسبياً. وكان يقاس طول الأشخاص، ومحيط الجمجمة والمقاييس الجسدية المتنوعة، وتصنيف المجتمعات وفقاً لمجموعة من القوانين الواضحة، بناءً على المتوسطات التي تحدد مدى النمو القائم. أما البيانات اللازمة فقد كانت مقصورة فقط على المناهج التشريحية والبيولوجية المقارنة، وعلى المعرفة المحدودة بعلوم الحفريات والآثار الإنسانية.

الأنثروبولوجيا البيولوجية:

يمكن تعريف الأنثروبولوجيا البيولوجية على أنها: دراسة الإنسان كوحدة أو ظاهرة كونية من حيث التركيب والوظيفه بوصفه كائن حي، وتعدد سماته وصفاته البيولوجية، وأيضاً علاقته مع الكائنات الحية الآخرى، وكذلك بوصفه كائن اجتماعي وصانع ثقافي له مجموعة نظم ووسائل تواصل وتفاعل منفردة، كما يهتم أيضاً بدراسة التأثير المتبادل بين الناحية البيولوجية والناحية الثقافية للإنسان.

طرأ على الأنثروبولوجيا البيولوجية منذ العشرين سنة الفائته، مجموعة من التطورات والتفرعات التي تتقدم على كل مجال من مجالات الأنثروبولوجيا، وذلك من حيث منزلة تعقد المشكلات التي تتناولها بالدراسة، وتفرعها أو ضبط وسائل البحث التي تستعملها، وكان القسم الأوضح في الأنثروبولوجيا البيولوجية يبنى فى القدم على السجلات المورفولوجية والمساحية الموحدة عن الآثار والهياكل العظمية، وأيضاً عن المجتمعات المتطورة وأقارب الشخص القريبين من المجموعة الحيوانية.

مجالات البحث البيولوجي في الأنثروبولوجيا:

أدت صعوبة توفر المهارات الضرورية لدى دارس الأنثروبولوجيا البيولوجية إلى ظهور مجموعة من مجالات الدراسة الأكثر تخصصاً، ومن الأمثلة على هذه المجالات: البحوث الإيكولوجية التى تحتوي على العلاقات بين مجموعة العوامل كالمناخ وتوزيع السلع وتوزيع الأفراد وحضارتهم، وارتباط العوامل الفكرية والانتخابية التي تتحكم فى تكوين الأطار الوراثي العام للمجتمع، وتتفاعل هذه العوامل تفاعلاً معقداً مع المظاهر الحضارية والاجتماعية. كما تحتوي بعض مجالات الدراسة فى مواضيع الأنثروبولوجيا الطبية الذي يركز على دور العوامل الوراثية والبيئية ورتباطها في المرض والرعاية الصحية وطرق العلاج.

يعتبر ما يميز الأنثروبولوجيا البيولوجية ويجعل ميدان دراستها مرتبط بمجالات الدراسة الأنثروبولوجية المتخصصة، هو تركيزها على التنوع الإنساني وأنماط التكيف والظواهر الثقافية المختلفة. فأن الكائن البشري يشترك في العديد من الصفات البيولوجية مع المجتمع الحيواني، إلا أنه تعرض لبعض التطورات البيولوجية حتى يستطيع التكيف مع الظروف الاجتماعية والثقافية الجديدة أو المتطورة. مع أن مجموعة من أسلاف الكائن البشري استطاعوا في نقطة محددة من تطوير الثقافة، مما سمح لهم زيادة فى تنويع وقدرة أكبر على التكيف.

المصدر: محمد الجوهري، مقدمة في دراسة الأنثروبولوجيا، 2007محمد الجوهري، الأنثروبولوجيا الاجتماعية، 2004ابراهيم رزقانة، الأنثروبولوجيا، 1964كاظم سعد الدين، الأنثروبولوجيا المفهوم والتاريخ، 2010


شارك المقالة: