الأنثروبولوجيا كعلم إمبيريقي

اقرأ في هذا المقال


الأنثروبولوجيا كعلم حديث:

الأنثروبولوجيا كعلم إمبيريقي يهدف إلى شرح وتحليل وتفسير الشؤون الإنسانية أو توظيف المعاني الذاتية في الخبرات الإنسانية. حيث بهذا لا يوجد هناك أي تناقض بين الأهداف العلمية والإنسانية في الأنثروبولوجيا الحديثة.

الأنثروبولوجيا كعلم إمبيريقي:

الأنثروبولوجيا كعلم إمبيريقي تناول الإشكاليات التي تتعرض لها الأنثروبولوجيا، حيث يأتي في مقدمتها استنادها في المرتبة الأولى على الفهم في تناول الظاهرة، ويصف البعض هذا الفهم بسمة ذاتية في تحليل الظواهر، بحيث ينعكس استيعاب الفاعلين على الباحث الأنثروبولوجي في فهمه للكثير من المصطلحات.

وهنا تظهر مشكلة الانعكاسية، بمعنى أن الباحث الأنثروبولوجي يعكس ذات الفاعلين وذاتيته، كذلك في تحليل الظواهر، لهذا تُفقد الموضوعية في الوسائل والأدوات البحثية، وهنا تظهر الإشكالية في مدى حدود الذاتية والموضوعية في الدراسات والبحوث الأنثروبولوجية. وذلك ما أدى إلى قول البعض أن الوسائل والأدوات البحثية في هذا العلم غير كافية، حيث أنها تعتمد على النص في تحليل وتفسير المعلومات الميدانية.

إضافة أن تكويد أو ترميز المواد الثقافية تعتبر نوع من الاستبدادية بسبب ذاتية البيانات التي جاءت عن نفس الإخباري أو نفس الباحث، ويوافقون على هذا الفكر لأن الثقافة لا تعتبر فقط قيم ومعايير ومصطلحات تنعكس على أفعال الأشخاص، إلا أنها هي أسباب أكثر منها معان. وتأتي هذه الادعاءت من جانب علماء الاجتماع، حيث أن تحليل النص لا يتوقف عند ذلك فقط، بل يبحث عن المفهوم وراء هذا النص في حدود المعرفة التي يكتسبها الشخص، وأيضاً في حدود البناء الاجتماعي الذي يضمه.

حيث بعد ذلك يتوجب على الباحثين الأنثروبولوجيين تصحيح تلك الانتقادات الخاصة وأن علماء الاجتماع ذاتهم يواجهون صعوبة في التمثيل الفعلي للظواهر التي يتناولونها.

الأنثروبولوجيا تركز على أطر نظرية:

الأنثروبولوجيا تركز على أطر نظرية، حيث تقوم على اختبارها بشكل ميداني، وعن طريق ذلك تكشف عن مدى ملائمة الفرضية للموضوع المطروح. ويتم تناول موضوعات كثيرة مثل الظواهر الحضارية والأنساق والمفارقات الحضارية وغيرها، حيث يكون التفسير الكيفي لتلك الموضوعات ضروري ومهم، من حيث المعرفة الأنثروبولوجية والخبرة ذات المنطلق العلمي. زيادةً على أن وسائل البحث الأنثروبولوجي وأدواته تمكن من الوصول إلى الدقة والوضوح في النتائج، وتعطي التحليل قوة، حيث أن ذلك يعتمد على مهارة الباحث.

المصدر: محمد الجوهري، مقدمة في دراسة الأنثروبولوجيا، 2007محمد الجوهري، الأنثروبولوجيا الاجتماعية، 2004ابراهيم رزقانة، الأنثروبولوجيا، 1964كاظم سعد الدين، الأنثروبولوجيا المفهوم والتاريخ، 2010


شارك المقالة: