التقييم المستمر لفاعلية إجراءات تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


التقييم المستمر لفاعلية إجراءات تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

من السمات الأساسية المهمة لمنحى تعديل السلوك هي القياس المتكرر للسلوك المستهدف، واعتماد التغير الذي يحدث له كمعيار أساسي، للحكم على فاعلية تقنيات تعديل السلوك المستخدمة، في مجال تعديل السلوك.

إن البحوث في هذا الميدان تهدف إلى التحقق تجريبياً من صحة المبادئ والأساليب المتبعة، فاتباع منحى تعديل السلوك يبيّن اهتماماً بالغاً بتقديم الأدلة العلمية التي تدعم فاعلية أساليب تعديل السلوك التي يستخدمونها.

ويتضمن المنهج العلمي التجريبي في ميدان تعديل السلوك، على القياس الموضوعي والتحليل الوظيفي لمبدأ السلوكية، إن الهدف المركزي في تعديل السلوك، هو إيضاح العلاقات الوظيفية بين المتغيرات البيئية والسلوك.

وهذا يتم من خلال ضبط تلك المتغيرات، ومراقبة نتائج ذلك على السلوك موضع الدراسة، فمعدل السلوك يعمل على إيضاح مسؤولية إجراءات التعديل التي استخدمها عند التغير الذي حدث في السلوك من خلال استخدام تصميمات البحث المناسبة.

ونتيجة تبني هذه الاستراتيجية، فإن أدب تعديل السلوك إنما هو بحوث ودراسات علمية تتصف بالضبط التجريبي، وما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن تعديل السلوك يعتمد على تصميم بحث الحالة الواحدة، أكثر من اعتماده على استراتيجيات البحث التقليدية في علم النفس.

كذلك فالبحث في تعديل السلوك يتصف بقلة استخدامه للمفاهيم الإحصائية لتفسير النتائج، إذ أن الأداة الشائعة لتقييم فعالية برامج تعديل السلوك، هي التفحص البصري للرسومات البيانية، خلافاً لنظريات علم النفس التقليدية التي وضعت المفاهيم والقوانين.

ومن ثم بدأ الباحثون بالتحقق من صحتها أو عدم صحتها، فإن القوانين في تبديل السلوك تم اشتقاقها بالكامل من نتائج البحوث العلمية لا من الآراء الشخصية والتخمين.

المزايا المركزية للبحث في خطة تعديل السلوك:

1- أنه تطبيقي- Applied:

المقصود بذلك هو أن السلوك الذي يُدرس ذو أهمية للفرد والمجتمع، فتعديل السلوك يبحث في السلوكيات؛ بسبب أهميتها الاجتماعية لا بسبب أهميتها النظرية، كما هو الحال في البحث المخبري وعملية اختيار سلوك ما بهدف تعديله.

وتستند إلى كون هذا السلوك ذو علاقة مباشرة بمقدرة الفرد على تأدية وظائفه بشكل مناسب، فإذا كانت المشكلة التي يواجهها الفرد مشكلة صفية، فمعدل السلوك يعمل على معالجتها في الصف وليس في بيئة صممت خصيصاً للعلاج.

2- أنه سلوكي- Behavioral:

أما الميزة الثانية فهي أن البحث في تعديل السلوك سلوكي، وما يعنيه ذلك أن تعديل السلوك يتعامل مع ما يفعله الإنسان لا مع ما يقوله، وإلا إذا كان السلوك اللفظي هو السلوك المستهدف، وتشتمل هذه الميزة على تعريف السلوك إجرائياً وقياسه بشكل مباشر والتحقق من دلالة ثبات البيانات التي جمعت.

3- أنه تحليلي- Analytic:

كذلك فالبحث في تعديل السلوك تحليلي، وذلك يعني أنه يقدم توضيح مقنع للمتغير المسؤولة عن التغير الذي يحدث في السلوك، ويكون الباحث السلوكي قد حلل سلوكاً ما إذا استطاع تعديله، فهو لن يستطيع تعديل السلوك دون تحديد المتغيرات المسؤولة عنه.

كما أنه لا يكفي أن يبين معدل السلوك أن السلوك المستهدف قد تغير، ولكن الأهم من ذلك هو أن يبين الأسباب المسؤولة عن ذلك التغير، ولكي يتضح أن إجراء التعديل هو المسؤول عن تغير السلوك فالقياس وحده يكفي ولكن لا بد من استخدام تصميم البحث المناسب.

4- إنه تقني- Technological:

يكون البحث في تعديل السلوك تقنياً إذا قام الباحث بوصف الإجراءات، التي استخدمها بشكل واضح وكامل، والسؤال الذي نحاول الإجابة عنه في هذا الصدد هو، هل يستطيع معالجين آخرون تكرار البث على نحو يؤدي إلى النتائج نفسها بمجرد قراءتهم لطريقة العلاج كما وصفها المعالج الأصلي.

وكما أشرنا فذلك يتطلب وصف الإجراءات بكل دقة، فأن يشير الباحث إلى أنه استخدام التعزيز الإيجابي،  فذلك يعني أن دراسته ليست تقنية، ولكن على الباحث أن يحدد نوع المعززات التي استخدمها، وكيف ومتى وفي أي ظروف.

5- أنه فعال- Effective:

يكون البحث السلوكي فعالاً إذا أدى إجراء التعديل الذي تم استخدامه إلى تغيرات ذات دلالة في السلوك المستهدف، ويكون التغيير ذا دلالة إذا كان كبيراً، بما فيه الكفاية أي كان ذا قيمة علمية أو ذا أهمية اجتماعية في مساعدة الفرد على تأدية وظائفه على النحو المتوقع منه في مجتمعه.

وهكذا، فإجراء التعديل يكون فعالاً إذا كان التغير في السلوك ليس ذا دلالة إحصائية فحسب، وانما ذا دلالة اجتماعية أيضاً، فعلى سبيل المثال، إن تقليل عدد المرات التي يضرب فيها الطفل زملاءه في الصف من (15) مرة إلى (8) مرات في اليوم الواحد.

بالرغم من أنه يكون ذا دلالة إحصائية، إلا أنه ليس ذا دلالة اجتماعية، فسلوك هذا الطفل بعد المعالجة لم يصبح مقبولاً اجتماعياً، ولو أنه أصبح أقل مما كان عليه قبل المعالجة.

6- أنه يتصف بالعمومية- Generality:

الميزة الأخرى للبحث في تعديل السلوك، هو أن التغير الذي حدث في السلوك المستهدف يتصف بالعمومية، وهذا يعني أن الباحث السلوكي يوضح أن السلوك المكتسب قد استمر بعد الانتهاء من المعالجة، وأنه قد تم تعميمه إلى المواقف المناسبة الأخرى التي لم تحدث المعالجة فيها.

المصدر: 1- جمال الخطيب. تعديل السلوك الإنساني. عمان: دار الفكر.2- فاروق الروسان. تعديل وبناء السلوك الإنساني. عمان: دار الفكر.3- فاروق الروسان. دراسات وبحوث في التربية الخاصة. عمان: دار الفكر.4- عادل محمد. مدخل إلى التربية الخاصة. الرياض: دار الزهراء.


شارك المقالة: