الحاجات الاجتماعية لكبار السن

اقرأ في هذا المقال


يحتاج كبار السن إلى تعزيز علاقاتهم الاجتماعية ذلك لأن مرحلة الشيخوخة وما يُصاحبها عادةً من تقاعد عن العمل والعزلة من قطاع كبير من المجتمع تؤدي إلى زيادة إحساس المُسنين بالوَحشة، وممّا لا شكّ فيه أنَّ المُسِن يكون أكثر حاجة إلى تدعيم علاقاته الاجتماعية لمواجهة تلك المتغيرات الاجتماعية.

ماذا يحتاج كبير السن

يأتي في مقدمة ما يحتاج إليه كبار السن تدعيم العلاقات الأسرية في مواجهة تغير العادات والتقاليد من جيل إلى جيل وما يترتب عليه من اختلاف الآراء والاتجاهات بين جيل الأجداد وجيل الأبناء والأحفاد.

ولقد حرص الإسلام على تدعيم حقوق الآباء قبل أبنائهم، وحضَّ على تكريم الآباء والبرّ بهم وخاصةً عند الكِبَر، كذلك يحتاج كبار السن إلى تدعيم العلاقات الاجتماعية مع الأقران والأصدقاء وباقي فئات المجتمع بحيث يعيشون حياة تسودها البهجة والأمل.

ومن هنا يأتي دور المجتمع لتنظيم الوسائل والأساليب لتدعيم هذه العلاقات، ولعلّ أفضل ما يفعله المجتمع في هذا هو تعميم أندية المسنين وهي أندية اجتماعية تتوافر فيها احتياجات المسنين، وتضمن العناصر والمقومات لإقامة حياة خصبة لهم. يشعرون فيها بالراحة، والبشر يحسون بأنَّ لهم دوراً في هذه الحياة وأنَّ هناك مَن يهتم بهم ويعتمد عليهم وأنهم ما زالوا مرغوبين في المجتمع وأنَّ لهم احترامهم الخاص. وتؤدي هذه الأندية عدداً من الأنشطة تملأ وقت كبار السن بالحيوية والحياة. وهناك أيضاً الندوات الدينية والثقافية المليئة بالمناقشات وأعمال الفِكر وهناك الرحلات التي تجمع كبار السن فتنبت صداقات جديدة وتتدعم صداقات سابقة.

وهناك فرصة لتنمية المواهب واستثمارها سواء كانت مواهب فنية أو يدوية أو فكرية، وهناك الخدمات التي يقدمها النادي للأعضاء فيتم تيسير سُبل الحياة لهم مثل التعاون الاستهلاكي والمطاعم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية المتعددة، وهناك التكافل الاجتماعي بين كبار السن أنفسهم ويُقدِم بعضهم العون والمشورة للآخرين، وفوق كلّ ذلك فإنَّ نادي المُسنين يُعَدّ المدرسة التي تتعلم فيها أسرة المُسِن أصول الرعاية وأسلوب التعامل معه.

وهناك أيضاً التشريعات التي تكفل لهم المستوى المعيشي المناسب وكذلك التسهيلات في وسائل الانتقال والملاهي ودور السينما والمسرح والرحلات فضلاً عن تعريف المواطنين باحتياجات المُسنين وتوعيتهم بأساليب رعايتهم والدعوة إلى تكريمهم والاحتفال بهم في المناسبات المختلفة.

التواصل الاجتماعي لكبار السن

تعتبر الحاجات الاجتماعية لكبار السن من العوامل الأساسية التي تؤثر في جودة حياتهم ورفاهيتهم. يتزايد أهمية فهم هذه الحاجات وتلبيتها في مجتمعاتنا المتغيرة، حيث يسهم تحقيق التواصل الاجتماعي والانتماء في تعزيز الصحة النفسية والجسدية لكبار السن.

1. التواصل الاجتماعي:

يعد التواصل الاجتماعي أساسيًا لصحة كبار السن. يحتاجون إلى فرص للتفاعل مع أفراد المجتمع، سواء كان ذلك من خلال الأسرة، الأصدقاء، أو المشاركة في الأنشطة المجتمعية. يساعد هذا على التقليل من العزلة وتعزيز الشعور بالانتماء.

2. الدعم العاطفي:

يحتاج كبار السن إلى دعم عاطفي قوي لمواجهة التحديات المتزايدة. يمكن أن يكون ذلك من خلال الحديث مع أحبائهم أو الانضمام إلى مجموعات دعم اجتماعية. تلك الدعم يساعد على تعزيز مرونتهم النفسية.

3. المشاركة في القرارات:

يهم كبار السن المشاركة في صنع القرارات المتعلقة بحياتهم. يشمل ذلك قرارات الرعاية الصحية، والاستقرار الاقتصادي، وغيرها. الشعور بالمساهمة يعزز الاستقلالية والرفاهية.

4. الحفاظ على الروابط العائلية:

تظل الروابط العائلية ذات أهمية كبيرة في حياة كبار السن. يحتاجون إلى الدعم والتواصل مع أفراد عائلتهم. تعزيز هذه الروابط يسهم في بناء شبكة دعم قوية.

5. المشاركة في الأنشطة الترفيهية:

تلعب الأنشطة الترفيهية دورًا كبيرًا في تلبية الحاجات الاجتماعية. يمكن لكبار السن المشاركة في الفعاليات الاجتماعية والهوايات تحسين حياتهم اليومية وتعزيز رفاهيتهم.

6. الاحترام والتقدير:

يحتاج كبار السن إلى الاحترام والتقدير من قبل المجتمع. يشمل ذلك فهم القيم الحياتية واحترام تجاربهم وحكمتهم. هذا يسهم في تعزيز الشعور بالكرامة والتقدير.

تلك الحاجات الاجتماعية تشكل جزءًا أساسيًا من حياة كبار السن. من خلال تلبيتها، يمكن تعزيز الرفاهية الشاملة وتحقيق تأثير إيجابي على جودة حياتهم. الاهتمام بالحاجات الاجتماعية يعزز التفاعل الإيجابي مع المجتمع ويسهم في بناء مجتمع أكثر تفاعلا ودعمًا.


شارك المقالة: