الخليفة المُعتمد على الله أحمد بن جعفر المتوكل

اقرأ في هذا المقال


الخليفة المُعتمد على الله أحمد بن جعفر المتوكل:

هو أحمد بن جعفر المتوكل، ولد عام (229 هجري)، ووالدته أم ولد عرف باسم (فتيان)، بويع بالخلافة لأربع عشرة من رجب من عام (256 هجري)، فكان عمره يوم ولي الخلافة سبعاً وعشرين سنة. ولَّى أخاه أبا أحمد الموفق الكوفة، وطريق مكة، والحرمين، واليمن، ثم أضاف له بغداد والسواد وواسط والبصرة والأهواز وفارس، وفي عام (258 هجري)، ضم إليه أيضاً الجزيرة وقنسرين، وسُمّي الخليفة المعتمد على الله.

جلس المُعتمد على الله عام (261 هجري)، في دار العامة، وولّى ابنه جعفراً العهد من بعده وقام بتسميته المفوّض إلى الله وأعطى بولايته المغرب، وأضاف إليه موسى بن بغا، وأعطى بولايته مصر، والشام، وإفريقية، والجزيرة، والموصل، وأرمينيا، وأعطى بولاية أخاه أبا أحمد الموفق العهد بعد ابنه جعفر، وولّاه المشرق، وضمَّ إليه مسرور البلخي، وأعطاه جزيرة العرب، والأهواز، وفارس، والري، وخراسان، وطبرستان، وقزوين، وسجستان، والسند.

وفي (264 هجري)، رد المعتمد على الله إلى الوزارة الحسن بن مخلد، وعزل سليمان بن حرب دون علم أخيه الموفق، فسار إليه أخوه الموفق من بغداد، واقتحم عليه سامراء، ولم يقع بينهما قتال إذ اصطلحا غير أن الحسن بن مخلد قد ترك الوزارة، وهرب من سامراء، وأعيد سليمان بن حرب إلى الوزارة من جديد.

ومع هذا الصلح فقد بقي المعتمد على الله يتخيل أن أخاه الموفق يريد أن يضغط عليه، ويكفّ يده لذا فقد أراد اللحوق بمصر إلى عند الطولونيين غير أن أخاه الموفق قد أمر نائب الموصل إسحاق بن كنداج أن يردّ المعتمد عن غيّه فردّه. ولم يكن إليه مع أخيه شيء من الأمر حتى أن المُعتمد طلب في بعض الأيام ثلاثمائة دينار فلم يصل إليها.

وفي عام (278 هجري)، مات الموفق أخو الخليفة، وهو أصغر منه بستة أشهر، وبويع ابنه أبو العباس أحمد بن الموفق ولياً للعهد باسم المعتضد بالله. وبعد عام خلع المعتمد على الله ابنه جعفراً المفوّض إلى الله من ولاية العهد وأعطاها لابن أخيه حيث كان العسكريون يؤيدونه، وفي العام نفسه توفي الخليفة.

كان المعتمد أول خليفةٍ انتقل من سامراء إلى بغداد، ثم لم يرجع إليها أي من الخلفاء بل جعلوا إقامتهم ببغداد. وكان عمره يوم توفي خمسين سنة، فكانت مُدة خلافته بذلك ثلاثاً وعشرين سنة، وقد انصرف في أكثر هذه المدة إلى اللهو، وكان قائماً بأمر الدولة أخوه الموفق الذي تلقّب بناصر دين الله وصار إليه العقد، والحل، والولاية، والعزل، وإليه يُجبى الخراج.

وكان يقوم بالخطبة له على منبر المسجد، فيقول: اللهم أهدي الأمير الناصر لكلمة ودين الله أبو أحمد الموفّق بالله، والي عصر المسلمين، أخو أمير المؤمنين، وكان ذو عقل غزير، حسن التدبير، ويعدل للمظالم وعنده القضاة فينصف المظلوم من الظالم، وكان عالماً بالأدب، والنسب، والفقه، وسياسة الملك وغير ذلك، وله محاسن ومآثر كثيرةً جداً، وهو الذي قاد الجيوش ضد الزنج، وعلى يديه بإذن الله تمت هزيمتهم.

نهاية الخليفة المُعتمد:

وتوفي قبل أخيه الخليفة بستة أشهر بمرض النقرس فتورّمت قدماه حتى عظمت جداً، واستمر في مرضه حتى ملّه أهله والقائمون عليه. وفي أيام المعتمد على الله كثرت الحركات، وزادت غارات الروم، وقامت إمارات جديدة غير التي قامت من قبل، وعمّت تعدّيات القادة العسكريين ولولا أن قبض الموفق على زمام الأمر لانهارات الدولة أو لاستبدال الخليفة.

المصدر: ❞ كتاب الدولة العباسية ❝ مؤلفة محمود شاكر أبو فهر الجزء الثاني صفحة (65 – 67)❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث❞ كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول ❝ مؤلفة شوقي ضيف❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش


شارك المقالة: