الدولة الغزنوية في ظل حكم محمود غازان

اقرأ في هذا المقال


ولد محمود الغزنوي في مدينة غزنة، وكان يسمى باسم محمود الغزنوي، وهو مؤسس السلالة الغزنوية، وعند توليه الحكم تحولت مملكته إلى إمبراطورية عسكرية إلى مملكة كبيرة، وشملت أراضيها من شمال غرب إيران إلى البنجاب في شبه القارة الهندية وخوارزم في بلاد ما وراء النهر ومكران.

الدولة الغزنوية في ظل حكم محمود غازان

كان محمود غازان من الحكام الذين اتبعوا العادات السياسية والثقافية لأجداده السامانيون، والتي أرست الأرض لدولة فارسية في شمال غرب الهند، تطورت مدينة غزنة فيما بعد وأصبحت مركز ثقافي وتجاري من أهم المراكز في العالم الإسلامي، وكانت تنافس مدينة بغداد في ذلك الوقت، كانت مدينة غزنة من أهم المدن التي استقبلت العلماء، تولى محمود غازان الحكم عندما توفى والده وكان يبلغ السابعة والعشرين من عمره، وذلك بعد انتهاء حرب الخلافة مع أخيه إسماعيل، حيث كان أول حاكم يحمل لقب سلطان، وقد كان ذلك يدل على مدى محافظته على الحكم،  عندما تولى الحكم قام بغزو ونهب أغنى المدن وبلدات المعابد الموجودة في الهند خلال فترة العصور الوسطى سبعة عشر مرة.

ولد محمود في بلدة غزنة الأفغانستانية، كان والده قائد للعبيد التركي والذي وضع أساس للسلالة الغزنوية في غزنة عام 977 ميلادي، وتولى الحكم فيها كونه تابعاً للسامانيين الذين حكموا خراسان وبلاد ما وراء النهر، يعود أصل والدة محمود إلى الأصول الطاجيكية وهي من عائلة أرستقراطية ثرية، تزوج محمود من امرأة اسمها قصري جهان وأنجبا توأمان وحفيده مسعود مودود غزنوي، أصبح فيما بعد حاكماً للإمبراطورية المغولية، في عام 994 ميلادي شارك محمود مع والده في السيطرة على خراسان وحمايتها من المتمردين فائق بمساعدة الأمير الساماني نوح الثاني.

كانت الإمبراطورية السامانية في تلك الفترة تعاني من الصراعات وخاصة مع تزايد الصراع السياسي الداخلي، حيث كان يوجد صراع داخلي بين الفصائل؛ من أجل السيطرة على الحكم، في عام 997 ميلادي توفي والد محمود الغزنوي وتولى ابنه إسماعيل الحكم للسلالة الغزنوية من بعده، وكان والده قد اختاره؛ لأنّه الأكثر خبرة، الأمر الذي أدى إلى غضب محمود ، وساعده أخيه الآخر  أبو المظفر حاكم منطقة بوست وتمكن من هزيمة إسماعيل في معركة غزنة وسيطر على المملكة الغزنوية.

في عام 998 ميلادي، سافر محمود إلى بلخ وقدم تحية للأمير أبو الحارث منصور، ثم توجه إلى المناطق الغربية، وكان يريد السيطرة على مدينة قندهار وتحويلها إلى مدينة عسكرية، في عام 1001 ميلادي بدأ محمود غزواته إلى شمال الهند، وخاض  جيشه معركة كبيرة وتمكن من هزيمة جيش راجا جايابالا من كابول شاهيس في معركة بيشاور، في 1002 ميلادي قام محمود بغزو سيستان وخلع خلف بن أحمد من الحكم، وتمكن من خلال ذلك إنهاء حكم السلالة الصفارية، بدأ بعد ذلك التركيز على المناطق الشرقية والجنوبية والسيطرة على هندوستان والسيطرة على أراضي البنجاب.

حملات محمود غازان العسكرية

كانت حملة محمود غازان الأولى في الجنوب ضد الدولة الإسماعيلية والتي تم تأسيسها في عام 965 ميلادي في أراضي ملتان، وقد قام بتأسيسها داعي الخلافة الفاطمية؛ وذلك من أجل كسب تأييد سياسي والاعتراف بالخلافة العباسية، كما اندمج في أماكن أخرى مع الفاطميين، خلال تلك الفترة حاول جايابالا الانتقام لهزيمة عسكرية سابقة على يد والد محمود، الذي سيطر على غزنة في نهاية القرن التاسع عشر ميلادي وكلف ذلك جايابالا أراضي كثيرة، تولى إبنه أناندابالا وواصل الحروب من أجل الانتقام من انتحار والده، قام بجمع اتحاد كونفدرالي قوي عانى من الهزيمة عندما عاد من المعركة في لحظة حاسمة، وقد أدى ذلك أدى إلى قلب الحرب لصالح محمود غازان في لاهور،  وفي عام 1008 ميلادي سيطر محمود على شاهي في أودان دبورا.

بعد هزيمة الكونفدرالية الهندية، قاد محمود غازان عدد من الحملات العسكرية المنظمة ضدهم، تاركاً الممالك التي تم فتحها في أيدي الهندوس التابعين وضم فقط منطقة البنجاب، كما أنّه تعهد بغزو ونهب المنطقة الغنية بشمال غرب الهند كل عام، في عام 1001 ميلادي، قام محمود الغزنوي بغزو أراضي باكستان ثم توجه لغزو جزء من أراضي الهند، أجزاء من الهند، تمكن محمود من تحقيق النصر وقام بإطلاق سراح الحاكم الهندوسي شاه جايابالا، الذي نقل عاصمته إلى بيشاور، قتل جايابالا نفسه وتولى ابنه أناندابالا الحكم من بعده.

في عام 1005 ميلادي قام محمود بغزو  أراضي بهاتيا، وفي عام 1006 ميلادي غزا ملتان ، وفي ذلك الوقت تعرض لهجوم جيش أناندابالا، قام  محمود الغزنوي بمهاجمة شيكابالا وتمكن من تحقيق النصر، في 1008 ميلادي تمكن محمود من هزيمة الشاهيين الهندوس خلال معركة تشاتش، في عام 1013 ميلادي قاد محمود رحلة إلى شرق أفغانستان وباكستان، وقام بإنهاء حكم مملكة الشاهي، في عام 1014 توجه محمود إلى ثانيسار، ومن ثم غزا كشمير، شكل حاكم كشمير سانجر امراجا تحالفاً مع الشاهيين الهندوس ضد الغزنويين ، وكان محمود يريد الانتقام،  تحرك بعد ذلك على طول وادي نهر توهي وكان يخطط لدخول أراضي كشمير عبر ممر كمساميدا.

قام بمحاصرة الحصن لمدة شهر، إلا أنّه تخلى عن الحصار فيما بعد وتراجع، وخسر خلال تلك العملية الكثير من قواته، في عام 1021 ميلادي، حاول محمود مرة أخرى غزو كشمير، لكنه لم يتمكن مرة أخرى من التقدم خارج حصن لوهاركوت، وبعد المحاولات الفاشلة لم يحاول غزو كشمير من جديد، في عام 1018 ميلادي غزا محمود أراضي ماثورا وهزم تحالف الحكام، تعرضت مدينة ماثورا للنهب والتدمير والتدنيس، حيث قام محمود الغزنوي بتدمير المعابد، ودمر فيها الأصنام وبعد أنّ كانت في القرن السادس عشر ميلادي من أغنى المدن.

في عام 1021 ميلادي قدم محمود الدعم إلى ملك كانوج ضد تشانديلا جاندام، وتمكن من السيطرة على أراضي باكستان وضمها إلى حكمه، في عام 1923 ميلادي حاصر محمود أراضي جواليور وفي عام 1025 ميلادي هاجم محمود أراضي سومناث وهرب حاكمها بهيما الأول، وتمكن من السيطرة على سومناث وتوجه إلى كاش ضد بهيما الأول، في نفس الفترة، غزا محمود جاتس جود وتمكن من هزيمتهم، على الرغم من الخسائر الفادحة التي كان يتعرض لها محمود الغزنوي، إلا أنّه كان يستمر في السير ومواصلة خوض الحروب والصراعات والسيطرة على المزيد من المدن.

تمكن من السيطرة على عدد من الممالك والتي كانت في السابق تحت سيطرة البوذيين والهندوس، كما قام بمنع بناء معابد البوذين وجند سكان المناطق للقتال معه في الحروب التي كان يخوضها.

المصدر: تاريخ المغول وسقوط بغداد-المؤلف: رجب محمود إبراھيم بخيت‎معجم المعارك التاريخية-المؤلف: نجاة سليم محاسيس‎-2011التاريخ والعلاقات الدولية: منظور حضاري مقارن. الجزء الثاني-المؤلف: نادية محمود مصطفى‎-2015إمبراطورية المغول: دراسة تحليلية عن التاريخ المبكر للمغول وتكوين-المؤلف: رغد عبد الكريم أحمد النجار‎-2012


شارك المقالة: