الصور التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


للصور التعليمية أهمية كبيرة في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، ويوجد نوعين للصور التي تستخدم مع ذوي الاحتياجات الخاصة، منها مواد ووسائط الصور التعليمية الثابتة ومواد ووسائط الصور المتحركة وتتميز هذه المواد بعرض الصوت والصورة والحركة.

الصور التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة

1- مواد ووسائط الصور التعليمية الثابتة

تستعمل الصور بهدف تقريب المصطلحات المجردة إلى أذهان الطلاب، فهي تقوم بجعل الفكرة المجردة أقرب إلى الواقعية، فيتم من خلال ذلك إدراكها بسهولة، فالصور تقوم بنقل المعاني وبنقل الأفكار بصورة أكثر فعالية من اللغة اللفظية، تعد الصور بأنواعها من طرق التعلم البصري، لذلك يراعي وجود حاسة البصر لمشاهدتها، إضافة إلى ذلك أنها غير مجدية مع الطلاب ذوي الإعاقة البصرية.

يتفاعل التلميذ مع الصور عن طريق المشاهدة وعن طريق استنتاج العلاقات، ويبدأ التعلم البصري في فترة مبكرة من العمر عندما يبدأ الأفراد في تعلم الصور المرئية قبل أن يتم تعلم الكلام، فيتعرفوا الأفراد على صورة أمهاتهم، ويقوموا بتخزين تلك الصور، وتزداد ضرورة الصور عند الأفراد صغار السن، في المراحل المبكرة من فترة التعليم أو الأفراد الكبار الذين يجهلون الكتابة.

والذين يجهلون القراءة حيث تتمكن من نقل معاني الكلمات من دون قراءتها، وقد وضحت الكثير من الدراسات على ضرورة تطوير مهارة قراءة الصور ومهارة الرسوم لدى التلاميذ، كما أننا نقوم بتدريس الطلاب قراءة الكلمة المكتوبة، كذلك يفترض أن نعلمه قراءة الصور المعروضة، ومن الممكن أن نميز ما بين ثلاثة درجات في قراءة الصور الدرجة الأولى فيه يتعرف الطالب على محتويات الصورة ويقوم بذكر أسماء كل من تلك المحتويات، فمثلاً هذا ولد، هذا تليفون.

والدرجة الثاني، يحدد فيها التلميذ بعض التفاصيل الموجودة في الصورة ويقوم بوصف ما يراه، فيقول هذه بنت جميلة وكذلك ترتدي ثوب أنيق، أو يقول هذة الغرفة منظمة ومرتبة، والدرجة الثالثة يستخلص الطالب مجموعة من الأحكام تجاه الأشخاص أو تجاة محتويات الصورة، فيقوم الطالب بتفسير ما يشاهده بناءاً على خبراته الخاصة مثل أن يقول يحمل الأشخاص في الصورة مظلاتهم؛ لأن الجو ماطر.

ويفترض أن يتدرب الطالب على مهارات قراءة الصور يتعلم على مثلاً القيام بوصف تعبيرات الوجه في الصورة، كما يبين العلاقات ما بين مكونات الصورة ويقوم بإصدار أحكام عليها، وترجع أهمية الصور في مجال التعلم إلى عدة أمور منها، أنها تعمل على جذب انتباه الطالب وتستثير اهتمامه، وتساعد الفرد المتعلم على أن يتذكر المعلومات التي ترافق تلك الصور.

ويمكن استعمالها مع الطلاب صغار السن يعني في المراحل التعليمية المبكرة، إذ لا تكون بحاجة إلى مخزون لغوي حتى يتمكن من استيعاب محتواها، وإمكانية تعلم المهارات عن طريق عرض صور متتابعة لأجزاء تلك المهارة، واختيار الصور اخذ الحيطة والحذر والدقة عند القيام باختيار الصور التعليمية مع الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة.

الأمور الواجب مراعاتها عند اختيار الصور لذوي الاحتياجات الخاصة

1- أن تكون الصورة ملائمة لخصائص الفرد المتعلم، وكذلك لطبيعة إعاقته ولخبراته التعليمية المتواجدة عنده سابقاً، ويفترض معرفته لمحتوي الصورة.

2- يجب أن تكون الصورة مثيرة لاهتمام الطالب إذ تستحوذ على اهتمامه.

3- يجب مراعاة البساطة ويجب مراعاة عدم التعقيد في الصورة وفي ازدحامها، وبشكل خاص عند استعمالها مع الأفراد المتخلفين عقلياً، وبعد ذلك يفترض أن تركز الصورة على المطلوب منهم يفترض عليهم إدراكه بعيداً عن ازدحام المصورة وبعيداً عن تضمينها إلى تفصیلات غير ضرورية في التعلم، مما يعمل على يشتت انتباههم ومما يقلل تركيزهم خلال قراءة الصورة.

4- يفترض أن ترتبط الصورة بالأهداف التعليمية المرغوب تحقيقها، ويفترض ان تكون مرتبطة بالمحتوى التعليمي للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة.

5- يفترض أن يكون إنتاجها من الجانب الفني جيداً، مثل الوضوح ومثل دقة الألوان ومثل الطباعة الجيدة إلى غير ذلك من مواصفات الإنتاج السليم.

6- يجب أن تعكس الصورة بيئة التعلم وبصورة خاصة من الأفراد ذوي الإعاقة السمعية والأفراد المتخلفين عقلياً، مما يعطي له فرصة التعرف على بيئته.

7- يجب أن تتلاءم حجم الصورة مع طريقة عرضها، مثلاً تكون مكبرة إذا كان الطلاب مجموعة كبيرة، بما يعطي فرصة لكل منهم رؤيتها بوضوح.

طرق لزيادة الاستفادة من الصور التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة

1- التأكد من استيعاب الطالب من ذوي الإعاقات المطلوب منه خلال مشاهدة الصورة، أو بعد مشاهدتها مثال على ذلك أن يتعرف على محتويات الصورة، أو أن يقارن ما بين الصور وأن يصنفها حسب معيار معين  مثل الألوان، وبعد ذلك يجب أن تكون أسئلة المدرس واضحة ويجب أن تكون محددة.

2- إشراك الطلاب في اختيار الصور وفي جمعها وكذلك عرضها، مثلاً يقوم الطالب بجمع الصور ويقوم بتصنيفها ويقوم بحفظها في ملف محدد بكل موضوع أو استعمالها في إقامة معرض.

3- وإعطاء الوقت الكافي بما يتلاءم مع طبيعة الإعاقة؛ بهدف مشاهدة الصورة وبهدف فهما وكذلك تحليل مكوناتها.

4- والإقلال من البيانات المكتوبة على الصورة والاعتماد في توظيفها؛ بهدف التعبير البصري بهدف تطوير قدرته على التعبير وقدرته على الوصف وفهم العلاقات دون التقيد بمحتواة اللغوي.

5- تفسير الفرق ما بين الصورة وما الحقيقة وإعطاء الفرصة للطالب بمشاهدة الأشياء الحقيقية، إذ يتم تکوین مدرکات صحيحة ومدركات خاصة عن الأحجام، أما فيما يخص مجالات استعمال الصور مع الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة فهي متنوعة ومتعددة منها عن طريقها يمكن تدريب حاسة الإبصار للفرد ذوي الإعاقة العقلية.

فيمكن استعمال صور لبعض الأشكال المتنوعة، وكذلك صور لبعض الألوان، إضافة إلى صور لأحجام متنوعة للأشياء، حتى يتعرف الفرد على الأشكال، ويقوم بذكر  أسمائها، کما يتعرف على الألوان، ويفرق ما بين الأشياء المتشابهة وما بين الأشياء المختلفة بناءً على ألوانها أو على أحجامها، ويرتب التلميذ الأشياء ويصنفها بناءاً على ألوانها أو على أحجامها، و يدرك التلميذ العلاقة ما بين الأشياء.

وبعد ذلك يمكن أن يقوم بتقديم مجموعة من أنشطة التعلم ؛بهدف تطوير التمييز البصري للفرد ذوي الإعاقة العقلية مثلاً يقدم لهم المدرس الصور، وبعد ذلك يطلب منهم القيام برفع أيديهم بالصورة الملائمة عندما يذكر لهم اسم الصورة، أو عندما يقدم لهم صور لحيوانات متنوعة ويطلب منهم رفع الصور الملائمة للحيوان في حال  سماع صوت هذا الحيوان.

وعن طريقها يمكن تدريب حاسة الإبصار للفرد ذوي الإعاقة السمعية، وتطوير المهارات اللغوية عنده مثال على ذلك تحصيل الكلمات والعبارات القصيرة إضافة إلى التعرف على الجمل، وعن طريقها يمكن تدريب الأفراد ذوي الإعاقات بصورة عامة والفرد الصم والفرد المتخلف عقلياً، بصفة خاصة على مهارة معينه إذ يتم تعليم بعض المهارات من خلال عرض مجموعة صور في تسلسل معين ترتبط بأعمال متنوعة.

ويفترض القيام بها بالترتيب الصحيح مثال على ذلك زرع نبتة في حديقة، وعن طريقها يمكن تدريب الطلاب على ترتيب وقائع قصة وتطوير القدرة على كتابتها إذ يتم عرض مجموعة صور في تسلسل، يؤدي إلى تكوين قصة ويطلب من الطالب التعبير الشفهي، أو يطلب منه الكتابة عن كل صورة بجملة أو الكتابة عن كل صورة بجملتين.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة. 2- عبدالله الكيلاني وفاروق الروسان.القياس والتشخيص في التربية الخاصة. 3- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد. 4- أمل سويدان ومنى الجزار. تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة. دار الفكر: عمان.


شارك المقالة: