العصر الحجري الصيني

اقرأ في هذا المقال


تعد الصين هي أول دولة أقام فيها الإنسان الأول ، فقد تم العثور على الحفريات والآثار والتي تدل على أنّ الإنسان الأول كان قد سكن فيها، فقد تم العثور في مدينة بكين وفي عدد من المدن الصينية على أسنان متحجرة والتي يعود تاريخها إلى سبعة عشر مئة ألف سنة، كما تم العثور على أحافير الثدييات وتشير كل تلك الأدلة أنّ الإنسان الأول قد أقام في الصين.

العصر الحجري الصيني

تمكن علاء التاريخ من العثور في بكين على رأس إنسان شبيه القرد البشري، ولكن كانت هناك ميزات مختلفة من حيث الدماغ والجبين وتشير الدراسات بأنّ الإنسان التايواني يختلف عن القرد البشري ببعض الميزات، تمكن الإنسان الأول في بكين من صناعة بعض الأدوات البسيطة والصغيرة والتي كان يقوم بصناعتها من الخشب والحجر، ليتمكن من خلال ذلك التصرف تسجيل فروقاً بين الإنسان والحيوان في ذلك الوقت وكانوا يستخدمون تلك الأدوات في عملية الصيد والحصول على الطعام.

وفي الفترة المبكرة من العصر الحجري القديم تمكن الإنسان ن الحصول على النار وذلك بمساعدة الصواعق والغابات المحترقة وقد ساعده ذلك من الحصول على الطعام الناضج، كما ساعدته النار على التدفئة والإضاءة، وكان في ذلك الوقت لا يوجد لديه الأدلة الكافية فقام الإنسان في بكين بالعمل بشكل جماعي وكان يعيش بشكل جماعي؛ وذلك من أجل أنّ يتمكن أنّ يحمي نفسه، وكان يقو بجميع أعماله في النهار، وكان يقيم في الكهوف ويقوم إضاءتها بالمشاعل البسيطة وتمكن بعد ذلك من التعبير عن مشاعره.

بدأ الإنسان الأول في بكين بالتطور والعمل وتحدي الطبيعة وبعد إنسان بكين الأول ظهر إنسان مايا والذي كانت بداية ظهوره في نهر اللؤلؤ وحوض اليانغتسي، وقبل سبعة عشر ألف عاماً كان هناك كائن يعيش يشبه الإنسان الحديث وكان يقيم في كهوف تأتي فوق كهوف إنسان بكين وكان يسمى باسم إنسان الكهف الأعلى وكان يتميز ذلك الإنسان بميزات مختلفة عن الإنسان الحجري، حيث كان يقوم بعملية الحفر وخياطة الملابس من الجلد وصيد الأسماك وأكل النباتات وإشعال النار.

بدأ الإنسان بعد ذلك بعملية تغيير النظام الاجتماعي، حيث تم تحويل نظام الإقامة العشوائية إلى النظام العشري المشترك والذي كان يعتمد على رابطة الدم بين أفراد النظام وكان يطلق على ذلك النظام اسم أموميا وخلال الفترات القادمة بدأت الصين في حالة ن ظهور القبائل البشرية والتي كانت تقوم بتأسيس المدن لها، وظهرت عدد من الشعوب والتي يعود تاريخها إلى العصر الحجري الجديد والتي كانت تعتمد على النظام العشاري في حياتها وتشكل نظام العمل الجماعي.

ومن بين تلك العشائر البشرية عشيرة بانبوه والتي تطورت بشكل كبير خلال فترة النظام العشائري الأمومي المشترك، وكان للمرأة خلال تلك الفترة دور كبير في عملية الإنتاج والمشاركة في الحياة، كما تم خلال تلك الفترة استخدام السكين الحجري والفأس والإبرة والتي كان يتم صناعتها من القرون والعظام وكان يتم استخدامها في عملية الصيد، وبدأت خلال تلك الفترة عملية الزراعة والتي كانت بدايتها على يد المرأة والتي كانت بري البذور وتلاحظ من خلالها نمو النباتات.

كما بدأ الإنسان في تلك الفترة بتنظيف الأرض من الأشجار والأعشاب وذلك من أجل تجهيزها لعملية الزراعة، تعد الصين من أوائل الدول التي قامت بزراعة الذرة، كما هي من أوائل الدول التي بدأت بتربية الحيوانات مثل الدجاج والبقر والأغنام والخنازير، وحتى هذا الوقت تعد الصين من أوائل الدول التي تهتم بالزراعة والإنتاج، وبدأ إنسان بانبوه بعد ذلك بعملية إنتاج المواد الفخارية والتي كانت تستخدمها في الطبخ وكانوا يقومون بالكتابة على الفخاريات.

وخلال وجود إنسان بانبوه تم تغير عيش الإنسان من الكهوف إلى المنازل والتي كان يتم بناؤها على شكل أكواخ دائري ومستطيل الشكل وكانت كل منطقة تضم خمسون بيتاً ولم تكن تلك البيوت تحتوي على نوافذ، وكانت أبوابها طويلة وكان حجم الباب ستة أمتار وكانت تلك البيوت تعيش بشكل جماعي وتم العثور على الخنادق والتي تدل على أنّه كان يتم دفن الإنسان فيها، وكانت الأدوات الزراعية يتم صناعتها من الخشب والعظام والحجارة وكان الإنسان يعيش على القطاع الزراعي.

يعد إنسان خمدو ونانبوه يعيشان ضمن نظام عشيري مشترك، حيث كانت الحيوانات والأراضي والمنازل تشكل ممتلكات عامة ومشتركة بين الشعب، حيث كان يشترك السكان في جميع المنتجات بشكل عادل، حيث لا يمكن الوجود خلال تلك الفترة إنسان غني أو فقير، حيث كان الجميع يشكلون نفس الطبقة الاجتماعية، وكان كبير العشيرة هو الذي يقوم بإدارة امور العشيرة ولكن لم تكن له سلطة مسيطرة، حيث كان يتم التشاور بين القبائل وكان يضم الشعوب إلى تلك القبائل ويقومون بالعمل الجماعي.

تقدمت الزراعة وتربية الحيوانات وبدأ الرجل بالسيطرة على الوضع وتولى القيادة بدلاً من المرأة وظهرت في العشيرة نظام الأبوية والتي تحدد نظام رابطة الدم من جهة الأب، وفي عام 1959 ميلادي تم العثور على عدد من الآثار والتي يرجع تاريخها إلى قبل ستة آلاف سنة، خلال عصر داونكو بدأ الإنسان بزراعة الأراضي والعمل على استصلاحها وكان يقوم بزراعة الأراضي باستخدام الأدوات الحجرية وكان يتم سكيناً من الحجر للحصاد، كما تطورت خلال تلك الفترة أنظمة تربية الحيوانات والطيور، الأمور الذي ساعدهم على توفير كمية كبيرة من اللحوم.

بدأ الإنسان بعد ذلك باستخدام العظام والعاج واتخذوا من تلك المواد حِف للاستفادة منها وكانوا يقومون بصناعة المواد وظهرت خلال تلك الفترة الحِرف المتنوعة، أدت تلك التغيرات إلى تغيير نظام الطبقات في المجتمع العشيري في بكين وظهرت عدد من الطبقات الاجتماعية وبدأت الصراعات الطبقية خلال فترة حضارة داونكو والذي أدى بالنهاية إلى تأسيس الدولة وكان لذلك الظهور أثر في بداية الخلافات، فقد كان الجميع في العشيرة ينوي بأنّ يقود الحكم، ولعل تلك الفترة هي فترة الصراعات في البشرية.

في عام 2100 قبل الميلاد قامت سلالة شيا بتأسيس دولة والتي كانت أول دولة في الصين ووضعوا النظام الوراثي في الحكم وتم خلال ذلك تحول جميع قادة العشيرة إلى أغنياء و زادت سيطرتهم؛ ممّا دفعهم إلى خوض الحروب وكانوا يأخذون أسرى الحروب للعمل لديه وتم تحويل الفقراء للعمل كعبيد لدى الأغنياء، كانت تلك الفترة بداية لظهور المجتمع العبودي وتم إنهاء نظام الملكية العامة وإلغاء المساواة بين طبقات المجتمع، وقد أدى النظام العبودي إلى زيادة عملية الإنتاج وبداية لانتشار الثقافات والحضارات بين الشعوب.

المصدر: تاريخ آسيا الحديث والمعاصر: شرق آسيا، الصين، اليابان، كوريا-المؤلف: مقرحي -ميلاد-1997تاريخ شرق آسيا الحديث-المؤلف: ياغي -إسماعيل أحمد -1994موجز تاريخ جنوب شرق آسيا-المؤلف:هاريسون-بريان-1979مختصر تاريخ الصين: نانسي محمد-المؤلف: مايكل ديلون-2018


شارك المقالة: