العلاقة بين الثقافة والتكنولوجيا

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين الثقافة والتكنولوجيا:

لا بد لنا من المعرفة التامة بتواجد لكل ثقافة تطور تكنولوجي خاصة بها، فمثلاً نظام النقل في دولة معينة يختلف عنه في دول وأماكن أخرى، حيث تعمل الثقافة توضيح الشخصية المستقلة للفرد، حيث تعتمد الثقافة بشكل أساسي على طبيعة العلاقات القائمة بين كافة الأفراد، ومن الأمثلة على ذلك تتنوع وسائط النقل العام  بين الدول فيمكن أن تكون صعيفة أو قوية كما هو حالها في المدن المتقدمة التي تعتمد على وسائط النقل العامة فوق الأرض وتحتها بشكل كثيف.

لا بد لنا من المعرفة بالتأثير القوي للثقافة على التكنولوجيا، فقد سادت طوابع التكنولوجيا، على سبيل المثال في التقدم الملحوظ الذي طرأ على مجموعة من أساليب الزراعة وتربية الماشية، كان لها الدور الكبير في تحسن الأحوال الاقتصادية، مما كان للتكنولوجيا كذلك الدور الكبير في دفعهم نحو تفعيل مجموعة من النشاطات.

على الرغم من تنوع أساليب التكنولوجيا ما بين الثقافات، لا بد أن تحتوي على مجموعة من الفنون والمعتقدات، القائمة على التكنولوجيا بشكل تام، وقد يرجع هذا الترابط إلى الحضارة الثقافية، وقد حدث انقطاع بين الثقافة والتكنولوجيا، وقد كان سببه الرئيسي هو عملية المبالغة في الفصل ما بينهما.

دور التكنولوجيا في العمل الثقافي:

كان للتكنولوجيا الدور الأكبر على سبيل المثال في استغناء العمل على الآلة، وعندما بدأ هذا الاستغناء كان قد تم تفعيل هذا العمل التكنولوجي إذّ أصبح العمل اليدوي ينحصر بشكل سريع في الزراعة، وأصبح كافة العمال ينظرون إليه بدونية، وقد امتد ذلك التغيير إلى عملية الفصل ما بين الإنتاج الصناعي والإنتاج المتعتمد على الثقافة التكنولوجية، وقد تم تفعيل هذا التطور التكنولوجي في الكثير من الدول المنظمة، وأيضاً في الدول القوية ذات الأبعاد الاقتصادية والعسكرية،مقارنة مع الدول الضعيفة والممزقة ثقافياً وتكنولوجياً.

أخذت مجموعة من أمور التمايز التكنولوجية المتقدمة ترتبط بشكل متناقض بالتمايز القديم بين الثقافة والبيئة القائمة، وقد عملت هذه الأمور بشكل رئيسي على استخدام الثنائية في عملية الفصل ما بين التكنولوجيا والعلم من جهة وبين الثقافة من وجهة نظر أخرى، وقد تم الاعتماد بشكل رئيسي على النظرة الثقافية المادية من جهة، والنظرة التكنولوجية الروحية من الجهة الأخرى.

المصدر: الثقافة والطبيعة، عبد السلام بن عبد العالي، 2004الانثروبولوججيا الاجتماعية، محمد الجابري


شارك المقالة: