العنوسة عند الفتيات

اقرأ في هذا المقال


تتّضح مشكلة العنوسة والعزوف عن الزواج في قضية اجتماعية مزدوجة مرتبطة بالغَلاء في المهور والعادات والتقاليد الاجتماعية وتَدّخل أولياء الأمور ومبالغة الفتيات والفتيان في المواصفات والمقاييس لاختيار الشريك.

سبب عدم وجود العنوسة قديماً:

كانت معظم المجتمعات تزوّج بناتها في سنٍّ مبكرةٍ يتراوح ما بين الثالثة عشرة إلى السادسة عشرة وكان أبرز أسباب الزواج المبكِّر يرجع إلى زيادة أعداد العائلة والقبيلة عن طريق الإنجاب السريع من أجل الدّفاع عن الأرض وحماية الموارد، وقد يكون السبب في ذلك الوقت مُرتبطاً بالنواحي الاقتصادية لحاجة النشاط الزراعي والرَّعوي إلى الأيدي العاملة لتعزيز هذا النشاط. وهذا ساهم بشكل كبير بعدم ظهور مشكلة العنوسة في تلك الفترة.

أسباب تأخر زواج الفتيات في المجتمع:

يمكن تحديد أسباب تأخر الزواج للفتيات في المجتمع فيما يأتي:

1- نزوح الأسرة من موطنها الأصلي إلى المنطقة الحضرية، واستمرار إقامة الأسرة في المنطقة الحضرية وانقطاعها عن موطنها الأصلي يشكِّل عاملاً مُهماً في إعاقة زواج فتياتها.

2- الابتعاد عن مجاورة الأقارب في السَّكن في المناطق الحضرية.

3- مشكلة تأخر زواج الفتيات تعاني منها بكثرة الأُسر ذات المستوى العالي، ويعود السَّبب إلى ما يُعتَقد من وجود علاقة عكسيّة بين فرصة الفتيات في الزواج وبين مستوى أسرة الفتاة الأقتصادية.

4- ارتفاع مستوى تعليم النساء في الأُسرة يرتبط بمشكلة تأخُّر زواج فتياتها، والمرأة كلَّما ارتفع سِنُّها قَلَّت فرصتها بالزواج خاصَّة في المجتمعات العربية التي تعطي قيمة كبرى لصِغَر عمر المرأة في عملية الاختيار للزواج.

5- عمل المرأة خارج المنزل سبب رئيسي في تأخير زواجها. ومن العوامل الرئيسية التي ترتبط بظاهرة العنوسة وتأخُّر زواج الفتيات في المجتمع في هذه الفترة وهو عملية القبول النهائي بزواج الفتاة حيث اتَّجه الآباء نحو استشارتها في عملية القبول النهائي للزواج أو منحها حرية الاختيار. وهذا التغيير في القبول النهائي لإتمام زواج الفتاة أسهم في ظهور ظاهرة العنوسة حيثُ ترتَّب على الاستشارة المتكرِّرة لأخذ رأيها تردُّدها في قبول الزواج، خاصَّة إذا كانت منتظمة في مراحل التعليم، وتطلب إكمال تعليمها قبل الزواج.

معايير أخرى للعنوسة من وجهة نظر الفتيات:

وفي دراسة استطلاعية أُجريت عن العنوسة من وجهة نظر المرأة تُبيّن سبب تأخُّر زواج الفتاة يرجع إلى الشروط في عملية اختيار الزوج والتي من أهمِّها:

1- شرط مستوى اقتصادي متميّز لأسرة المتقدِّم للزواج.

2- الإصرار على مستوى تعليمي معين للزوج.

3- شرط مستوى اجتماعي مُعيَّن لأسرة الزَّوج.

4- اشتراط الاستقلال بمسكن عن عائلة الزَّوج، أو اشتراط عدم ترك الوظيفة ،أو اشتراط مهر باهظ.

5- تدخُل ولي الأمر في عملية الاختيار عند الزواج ووضع شروط وخصائص معينة.

المصدر: التفكك الاجتماعي، معن خليل عمر، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان الأردن، 2005.علم المشكلات الاجتماعية، معن خليل عمر، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان الاردن، 1998.علم الاجتماع والمشكلات الاجتماعية، عدلي السمري ومحمد الجوهري وآخرون، دار المعرفة الجامعية، القاهرة، 1998.


شارك المقالة: