العوامل التي أدت لظهور مهنة الخدمة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


تعد مهنة الخدمة الاجتماعية بمفهومها الجديد وليدة القرن العشرين، ولقد كانت نشاطات الرعاية الاجتماعية التي مارستها الجماعات والمجتمعات الإنسانية منذ بداية التاريخ هي البدايات الأولية التي نشأت عنها مهنة الخدمة الاجتماعية.

العوامل التي أدت لظهور مهنة الخدمة الاجتماعية:

  • الثورة الصناعية: تلك الثورة التي ميزت كثيراً من معالم الإنسانية بنظمها وظواهرها، وقد صاحب هذه الثورة الكثير من المشكلات التي لم يعرفها الإنسان من قبل، ومنها البطالة والأزمات الاقتصادية وأخطار الحوادث وغيرها من المشكلات الذي عجز النظم التقليدية السائدة عن مقابلتها مواجهةً مؤثرة.
  • الحروب المتوالية: وهذه الحروب المتوالية التي صاحبت النزعات الاستعمارية لاستقلال الشعوب وما خلفته من ضحايا وعجزة ومشوهين وأرامل وأيتام وتفضيل العائدين من الحرب البقاء في المدن بدلاً من عودتهم إلى قراهم الأصلية، والتجائهم للتسول بالمدن، وبذلك فقد كشفت هذه الحروب عن فئات أخرى، غير تلك الفئات التقليدية التي كانت تتضمن في فئات الفقراء والمحتاجين.
  • فشل التشريعات المتوالية عن مواجهة مشكلات الفقر: لم تستطع التشريعات المتوالية مقابلة مشكلات الفقراء ابتداء من قانون الفقر، وما تبع ذلك من تشريعات وذلك لقيامها على أسس غير علمية، إذ كانت معظم هذه التشريعات تظهر مسؤولية الفرد المُطلقة، كما أن فشل هذه القوانين في علاج مشكلات الفقر والجوع يرجع إلى أنها كانت تسلم بالظروف الاقتصادية والساسية القائمة وتعالج مشكلة الفقر سطحياً، في حين أن علاج هذه المشكلة يحتاج إلى معرفة الأسباب الفعلية لها، ثم تغيير الظروف والنظم التي أدت إلى إيجاد هذه المشكلات.
  • ظهور الأفكار الاشتراكية: لقد سعت هذه الأفكار في توجيه الأنظار إلى القيم الإنسانية التي أغفلت في غمار المجتمع الصناعي الكبير ونبذها للأفكار الأروبية التي كانت تنادي بالبقاء للأقوى وإهمال العناصر الضئيلة في المجتمع، وقد اهتمت تلك الأفكار الاشتراكية بعلاقة الفرد بمجتمعه، ومسؤولية المجتمع تجاه أفراده وأهمية وجود مؤسسات لرعاية هؤلاء الأفراد تدار عن طريق متخصصين يمكنهم تقديم الخدمات للناس في المجتمع.
  • الاكتشافات العلمية الحديثة: كان من نتيجة الاكتشافات العلمية الحديثة التي حققتها العلوم الإنسانية، حول حقيقة الإنسان ودوافع سلوكه، إلقاء الضوء على حقائق لم تكن معروفه من قبل، أمكن على أساسها تفسير سلوك الإنسان ومعرفة دوافع أو أسباب السلوك وكيفية مواجهته وخاصة السلوك الشاذ، وتأكد أنه لا يمكن مواجهة تلك المواقف، إلا عن طريق مهنة كالخدمة الاجتماعية الذي يتوفر لممارسيها من الأساليب، التي تمكنهم من القيام بهذا الدور.

المصدر: موسوعة منهج الممارسة العامة المتقدمة للخدمة الاجتماعية، أحمد محمد السنهوري، 2007.اتجاهات حديثة في الخدمة الاجتماعية، إبراهيم عبد الرحمن رجب، 1999.الممارسة العامة منظور حديث في الخدمة الاجتماعية، جمال شحاته حبيب، 2008.الخدمة الاجتماعية والعولمة وتحديات العصر، إبراهيم عبد الرحمن رجب، 2000.


شارك المقالة: