العوامل المسببة لانحراف الأحداث

اقرأ في هذا المقال


انحراف الأحداث: هو قيام الحدث بسلوك ما، يعاقب عليه القانون كالسرقة مثلاً.

أولاً: العوامل الذاتية:

وهي تنقسم بدورها إلى عوامل عضوية، عوامل عقلية، عوامل نفسية.

  • عوامل عضوية:
    اتفق الكثير من العلماء على أنَّ الانحراف ناتج لعوامل ذاتية وبيئية معاً، لكن معظمها عوامل بيئية، ويرى البعض الآخر أنَّ هناك كثيراً من الحالات التي تظهر فيها أثر العوامل العضوية واضحة بحيث تعتبر دوافع رئيسية للانحراف، ومن أمثلتها العوامل العضوية المكتسبة ومنها العاهات الحسية والحركية.
    إنَّ وجود تلك العوامل العضوية غالباً ما تؤدي إلى النقص، ومحاولة التعويض لتخفيف الشعور بالنقص والإحساس بالقوة، ومن أساليب التعويض السلبية، إخفاء النقص وراء ظلم الغير، أو الإنضمام إلى عصابة من الساخطين الذين يتكتلون ضدّ المجتمع الذي لم يمنحهم فرصة مشروعة للعيش في حدود قدراتهم المتبقية، وغالباً ما تقودهم مثل هذه المسالك التعويضية إلى ارتكاب الجريمة أو الانحراف.
  • عوامل عقلية:
    لا يرتبط الانحراف دائماً بالنقص العقلي وسوء التصرف فقط، إنَّما يرتبط أيضاً بالذكاء المرتفع، فأقصى أنواع الجرائم يقوم بها أشخاص ذوي ذكاء مرتفع، وتتميز هذه الجرائم بإتقان رسم خطتها، ومن أمثلتها الجرائم الانتقامية، كالقتل وجرائم النصب والاحتيال، والأغلب يكون التفوق الذهني سبب الجنوح في هذه الحالات.
  • عوامل نفسية:
    لا يمكن فصل العوامل النفسية للانحراف عن العوامل الأخرى، فهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً، ولا يكون للعوامل الأخرى خطر إلا بارتباطها بالعامل النفسي، الذي يدفع الفرد ويوجه سلوكه باتجاه معين، لذا ينبغي إدراك خطر العوامل النفسية في السلوك من خلال التعرف على حقيقة السلوك الإنساني.

ثانياً: العوامل البيئية:

  • عوامل البيئة الداخلية:
    إذ من المتفق عليه أنَّ الأسرة تعمل على تكوين نمط شخصية الفرد، وهو الإطار العام الذي تمارس فيه جميع الأدوار الاجتماعية المختلفة التي يؤديها الفرد في الحياة، وهي الأساس الذي يُحدد استجاباته المختلفة تجاه بيئته.
  • عوامل البيئة الخارجية:
    تتوافر في البيئة المقومات المعيشية التي لها صلة وثيقة بالحياة اليومية للحدث، تتأثر بها شخصيته، وذلك سواء كانت داخل المنزل أو خارجه، فقد دلت الدراسات على أنَّ للشارع وحيّ السكن والرفاق وظروف العمل أو البطالة أثر واضح في تشكل حالة الانحراف.

ثالثاً: العوامل التربوية والثقافية:

إذا لم تكن العلاقة بين التلميذ ومعلمه حسنة وودودة نظراً لجهل المعلم بخصائص التلاميذ النفسية والعقلية والجسمية والوجدانية والاجتماعية في مراحل نموهم المختلفة أو لما يعانيه من إرهاق في العمل فأنَّه سوف يكره المعلم.
وقد يلجأ التلميذ نتيجة لذلك إلى الهروب من المدرسة والعودة إلى المنزل في المواعيد المدرسية لإنتهاء الدوام المدرسي؛ حتى لا يتعرض لعقاب والديه، ويقضي هذا الوقت في الشوارع والأزقَّة بين رفاق السوء ومغريات الطريق التي تدفعه إلى الانحراف.

المصدر: انحراف الصغار، سعد المغربي، 1960.اتفاقية حقوق الطفل، هيئة الأمم المتحدة، 1989.استراتيجيات التعامل مع الأحداث والأطفال الواقعين في نزاع مع القانون، محمود الكفاوين، 2002.


شارك المقالة: