الفتح والولاية في عهد أبو العباس السفاح

اقرأ في هذا المقال


الفتح والولاية في عهد أبو العباس السفاح:

كان أبو العباس مشغولاً بتوحيد أركان الدولة، كما كانت هناك قوى عديدة كلأنصار الأمويين في الجزيرة، وفي الشام، وفي اليمامة، وقامت حركات فلا بد من خضد شوكتها لذا فقد انصرف عن الفتوحات والغزو. وكل ما حدث أن توجَّه خالد بن إبراهيم عام (133 هجري)،‏ على رأس قوة إلى بلاد الترك فيما بعد بلخ وحصل على غنائم، كما سار إلى بلاد ما وراء النهر، وتوغل في بلاد الترك ونال منهم، وربما كان ذلك أن خراسان كانت أكثر استقراراً من غيرها.

وعندما عمَّ الاستقرار في أوضاع بلاد الشام وجَّه صالح بن علي لغزو الصائفة سعيد بن عبد الله فحصل على بعض الغنائم. كما عقد أبو العباس لعمه عبد الله بن علي عندما زاره في الأنبار على صائفة تضم أهل خراسان، والموصل، والجزيرة، والشام فسار حتى بلغ دلوك، ولم يُغادرها حتى جاء نبأ وفاة أبي العباس. وفي الوقت نفسه فقدّ استغل قسطنطين ملك الروم انتفاضة الجزيرة على أبي العباس ودخل مدينة ملاطية، وقاليقلا، وانتصر على المسلمين.

ولاية الشام في عهد أبو العباس السفاح:

كان عبد الله بن علي يتتبع مروان بن محمد من حرّان، إلى منبج، فقنسرين، فحمص، فبعلبك، فكان كلما وصل عبد الله بن علي إلى مدينة استقبله أهلها، وبايعوه، ودخلوا في طاعته، فلما وصل إلى دمشق حاصرها وقادته، وعليها الوليد بن معاوية بن مروان وهو ختن مروان، عنده ابنته أم الوليد، ففتحت دمشق أبوابها في العاشر من رمضان ‎عام (132 هجري).

وقتل الوليد بن معاوية، وذهب عبد الله بن علي إلى الكسوة فالأردن فبايعوه أهلها، ثم سار إلى فلسطين فنزل بيسان، ثم مرج الروم، ثم نهر أبي فُطْرُس، وجاء كتاب أبي العباس إلى عبد الله بن علي أن يوجّه أخاه صالح بن علي ليُلاحق مروان بن محمد ويلتفت هو إلى أمور الشام. وبقي بعدها صالح بن علي أميراً على فلسطين.

أما عبد الله بن علي فقد ذهب إلى محاربة حبيب بن مرة المري في منطقة البلقاء، والبَثنيّة، وحوران، وهو أحد قادة مروان. وفي هذه الأثناء ذهب أبو الورد إلى مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي بقنسرين، وقد كان من أصحاب مروان وقواده، فلما هزم مروان وجاء عبد الله بن على لقيه أبو الورد وبايعه ودخل في طاعته.

كان أبو الورد جار ولد مسلمة بن عبد الملك. فجاء قائد من قواد عبد الله بن علي يحمل مائة وخمسين فارساً وحمل أولاد مسلمة بن عبد الملك وأزواجهم قهراً من غير ذنب سوى أنهم أمويون، فشكا بعضهم إلى أبي الورد فأخذته الحمية والنخوة، وهجم على القائد وقتله ومن معه، ودعا أهل قنسرين إلى خلع طاعة عبد الله بن علي ففعلوا، وبايعته قيس، فخاف على نفسه، وأعلن الثورة، وهكذا كان تصرف قائد صغير مدعاة لثورة أربكت الدولة.

وعندما وصل الخبر إلى عبد الله بن علي صالح عدوه حبيب بن مرة واتجه إلى قنسرين ماراً بدمشق، وما أن اجتاز دمشق حتى انتفضت عليه لما صدر من أفعال من بعض أتباعه، ونهبوا متاعه فيها، ولم يتعرضوا إلى أهله، إذا لم يرغبوا أن يفعلوا ما اشتكوا منه. كاتب أهل قنسرين أهل حمص وتدّمُر فوافقوهم وجاءوا بمدد إليهم، وعليهم أبو محمد زياد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الذي عرف بالسفياني.

وصل عبد الله بن علي على مقربة من جيش السفياني فأرسل إليهم أخوه عبد الصمد بن علي بعشرة آلاف رأس فلقيهم أبو الورد وهزمهم في منطقة مرج الأخرم، فعادوا إلى عبد الله بن علي أشتاتاً، فذهب إليهم بنفسه ومعه عبد الصمد، وحميد بن قُحطبة وعدد من القادة البارزين، فانكشفت جماعة عبد الله بن علي، ولكنه ثبت هو وحميد بن قُحطبة، وأعادوا الكرة وثبت لهم أبو الورد في خمسمائة من أهله وقادته، فقتلوا جميعاً، وهرب أبو محمد السفياني ومن معه من الكلبية ولاذوا بتدّمُر، ثم فرَّ وأبناؤه إلى الحجاز.

أمّن عبد الله بن علي أهل قنسرين فبايعوه من جديدن وأعلنوا ولاءهم له، وعاد إلى دمشق التي انتفضت عليه وهزمت نائبه أبا غانم عبد الحميد بن ربعيّ الطائيّ فلما اقترب منها هرب الناس منها وتفرقوا، ولم تحدث بينهم وبين عبد الله بن علي وقائع، فأمنهم، فجاءوا إليه وبايعوه، ولم ينتقم من أحد منهم تهدئةً لأحوالهم وأُلفةً لقلوبهم. وبقي عبد الله بن علي أميراً على الشام مُدّة خلافة السفاح.

ولاية مصر في عهد أبو العباس السفاح:

كان من الأواخر ولاة بني أُمية على مصر عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير، وقد وصل إليها مروان بن محمد فاراً من وجه العباسيين فمات فيها، وتولى أمرها أبو العون عبد الملك بن يزيد الأزدي وبقي فيها حتى عام (136 هجري)، حيث ولي أمرها صالح بن علي.

ولاية إفريقية في عهد أبو العباس السفاح:

حكم الخوارج على إفريقية في أواخر عهد الدولة الأموية، وذهب إليهم محمد بن الأشعث فوصل إفريقية، وفيها عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة الفهري يُقاتل الخوارج.

ولاية الأندلس في عهد أبو العباس السفاح:

فقد كان عليها يوسف بن عبد الرحمن الفهري، وصاحب الكلمة فيها الصميل بن حاتم، واستمرا حتى جاء عبد الرحمن الداخل الأموي فقاومه يوسف والصميل ثم خضعا.

ولاية الحجاز في عهد أبو العباس السفاح:

عيّن أبو العباس بعد مدة من قيامه عمه داود بن علي على مكة والمدينة واليمن واليمامة بعد أن عزله عن الكوفة، إلا أن هذه الولاية كانت اسمية، وخاصةً على اليمامة إذ كان واليها الحقيقي المثنى بن يزيد بن عمر بن هبيرة، غير أن داود بن علي لم يلبث أن توفي واستخلف مكانه ابنه موسى، ولكن السفاح أرسل خاله زياد بن عبد الله الحارثي على المدينة، فضبط أمرها، وأرسل جيشاً إلى اليمامة بإمرة إبراهيم بن حسان السلمي استطاع أن يخضعها ويقتُل المثنى بن يزيد.

وأرسل إلى اليمن محمد بن يزيد بن عبد الله الحارثّي، فلما توفي عام (‎134 هجري)،‏ كتب إلى عامل مكة علي بن الربيع بن عبيد الله الحارثي أن يتوجه إلى اليمن فسار إليها. وتولى أمر مكة العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس.

ولاية البحرين وعُمان في عهد أبو العباس السفاح:

كانت تتبع إمارة البصرة التي عليها إسماعيل بن علي.

المصدر: ❞ كتاب الدولة العباسية ❝ مؤلفة محمود شاكر أبو فهر صفحة (82 – 86)❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث❞ كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول ❝ مؤلفة شوقي ضيف❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش


شارك المقالة: