المداخل النظرية المفسرة لظاهرة الشيخوخة

اقرأ في هذا المقال


كثرت المداخل التي توضح مرحلة التطور في العمر وما يحدث له كبير السن من تقدمات وتحوّلات في بدنه وذاته وعلاقاته مع الآخرين وتعايشه معهم، بين المدخل النفسي والمدخل الاجتماعي والمدخل النفسي الاجتماعي، هذه المداخل التي تحاول تعين أنماط الأداء المتصلة بهذه المرحلة وكيف توضح نوعية الحياة وتعايش كبير المسن مع البيئة التي ينتمي إليها.

المداخل النظرية المفسرة لظاهرة الشيخوخة

1- المدخل النفسي

يتمثل المدخل النفسي أبرز نظرية درست مراحل التقدم الإنساني بما فيها مرحلة الشيخوخة وجزئتها إلى ثمانية مراحل، وهذه النظرية هي نظرية العالم إريك إريكسون.

أما نظرية إريك إريكسون لتخطي الأزمات يرى صاحب هذه النظرية أن النمو هو استمرار لمراحل متأزمة تتكون من أحداث بيولوجية واجتماعية ونفسية، حيث يمكن أن تمر في مدى الحياة فترات حساسة يكون فيها الإنسان مستهدفاً؛ لأنه يقابل بعض المشكلات أو الاضطرابات أو المآزق التي تستدعي مقابلة وتوافقاً.

2- المدخل الاجتماعي

يتضمن المدخل الاجتماعي على عدة نظريات وضحت كل نظرية مرحلة الشيخوخة بأسلوبها العلمي الخاص ومن أبرز هذه النظريات:

أ- نظرية الأزمة

أثبتت نظرية الأزمة على أهمية الدور المهني بالنسبة لشخص في مرحلة الشيخوخة فقيام الشخص المسن بمهام ما يعد في غاية الاهتمام بالنسبة له؛ لأنه يساهم على استمرارية نسج الارتباطات الاجتماعية مع الآخرين ويملكه هويته، وبالتالي يتحقق لديه الانسجام النفسي والاجتماعي.

ب- نظرية التبادل الاجتماعي

تعد نظرية التبادل الاجتماعي من المداخل الضرورية في إدراك العلاقات الاجتماعية وتحليها، وتقوم هذه النظرية على أن كل فرد يساهم في أي تفاعل لتوقير العائد منه وفي ذات الوقت يستدعي لتحقيق الحد الأدنى من التكلفة بما في ذلك من تقدير النفس والوضع التحوّلات الأخرى، وفي هذا الكلام توضح العلاقة المتبادلة بين كبار السن والنسق الاجتماعي عن طريق عملية الأخذ والعطاء المتبادلين.

3- المدخل النفسي الاجتماعي

يجمع المدخل النفسي الاجتماعي نظرية الشخصية كون أنها تدرس الشخص كفرد وسط بيئته الاجتماعية، ونظرية التلاؤم بنوعيه النفسي والاجتماعي ومن ثم تتضمن هذه النظريتين فيما يأتي:

أ- نظرية الشخصية

تهدف هذه النظرية إلى توضيح أنماط التعايش في الأعوام الأخيرة من الحياة على أصل أنماط السلوك التي يجري تعميمها عن طريق مقصود الشخصية، وعليه يرى أصحاب هذه النظرية أمثال راسل ونيزجارتن، أن الانسجام في مرحلة الشيخوخة يتصل بنمط كبير السن وصفاته، كما أن التحوّلات المصاحبة للتقدم في السن هي نتيجة للتفاعل بين التحوّلات الاجتماعية والنفسية الخارجية والتحوّلات البيولوجية، وفقاً لهذه النظرية فإن الأفراد ذوي الشخصيات المتكاملة يمكنهم الأداء بصورة أفضل؛ وذلك لأن لديهم مستوى عالي من المرونة والخبرة والنضج والسيطرة في النفس.

ب- نظرية التوافق

وجد أن عملية التوافق تقوم على عنصرين رئيسيين هما، التسوية الداخلية وهي التي تتضمن في إعادة النظر في معايير اتخاذ القرار، والتفاوض والتفاهم بين الأفراد، وينظر إليه كعملية يتم فيها مناقشة الشخص لغاياته وطموحاته مع الآخرين ممن يتصرفون معهم، ويمكن أن يترتب عليها تغيير الشخص لغاياته.

المصدر: دور النظريات الاجتماعية في أبحاث الشيخوخة، ابراهيم العبيدي، 1989.تطور مفهوم القوة الاجتماعية في الفكر الاجتماعي، ابراهيم العبيدي، 1996.التوجيه التربوي لكبار السن، ترجمة محمد عبد المنعم نور، 1980.مرض الخرف انتشاره والخصائص المرتبطة به، سامي الدامغ، 2001.


شارك المقالة: