المعالم الفكرية لعلم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


المعالم الفكرية لعلم الاجتماع الطبي:

يتناول علم الاجتماع الطبي أو علم اجتماع الصحة والمرض ميداناً علمياً جديداً من ميادين علم الاجتماع، حيث بدأت الأهمية به منذ السبعينات القرن الماضي، ويكمن توضيح تلك التكوّن الحديث لهذا العلم في أن الاتجاه المعروف للنظريات الاجتماعية، نجم عن حركة التنوير والحركات السياسية والاجتماعية في القرن الثامن عشر القائمة على مفاهيم التقدم باستخدام التفكير العقلي والمنطقي.

الصحة والجسد في النظرية الكلاسيكية:

في حين كانت الموضوعات المحددة بالصحة والجسد جديدة في النظرية الكلاسيكية، كان تراث حركة التنوير يقصد بإمكانية النظر إلى تعامل الأفراد كمترادفة للإدراك والنشاط العقلي، كما كان الوفاة ميداناً بالنسبة لعلم اجتمام الصحة والمرض في حالات جديرة بالاعتبار، والأكثر أهمية أن موضوعات الصحة والمرض والبدن لم تكن جزءاً من الطرح الواضح لعلم الاجتماع في مراحله المبكرة، إذ كان قائمة في ذلك الوقت على اختلافه عن العلوم الطبيعية.

إن هذه النظرة أثرت تأثيراً كبيراً على علم الاجتماع، وتشير على أن العلوم الطبيعية والبيولوجية كانت مستبعدة، وغير مهمة للتخصص التقليدي ﻷبحاث علم الاجتماع، حيث كانت تستند هذه الأبحاث على عوامل اجتماعية بالكامل، والشيء المثير أن هذا الميدان الثانوي لعلم الاجتماع قد ألقي للتيار متشبهاً بجوهر علم الاجتماع ذاته، معرضاً عن البدن الفيزيقي، ومثبتاً في بعض الأحيان على مدلول المرض على حساب الخبرة البدنية.

ونلاحظ من هنا أن الأوضاع مقلوبة ﻷن النظرية الاجتماعية تلفت الانتباه دائماً إلى الطبيعة التي تحتوي الخبرة التي تنعكس على الشخص، وإلى الخطر في المجتمع المعاصر ومن ثم يرتبط علم اجتماع الصحة والمرض بالتجربة الاجتماعية الشاملة.

غير أنه قد تبيّن اعتراف مباشر بالعوامل الاجتماعية للصحة والمرض، وعلاقة المرض بالبيئة الاجتماعية من ناحية الطب الأمر الذي انعكس في النظرية والتطبيق، حيث انكشف مع بداية الثلاثينات من القرن العشرين، علاقات تبادلية بين الطب وعلم الاجتماع، مما يقصد به أن الطب لم يعي الأبعاد الاجتماعية سواء على مستوى النظرية أم التطبيق حتى منتصف القرن التاسع عشر.

على عكس علم الاجتماع الذي أبدى اهتماماً بسيطاً حال ظهوره بالنواحي الاجتماعية التي تتعلق بالطب، حيث نظر علماء الاجتماع إلى الطب باعتباره مجالاً من مجالات دراستهم للثقافة الإنسانية واستمدوا نظرتهم العلمية من الأفكار البيولوجية المحتواة في علم الطب.

المصدر: حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، 1983.سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، 2004.إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، 1991.فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، 1985.


شارك المقالة: