الملاحظة المباشرة في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


الملاحظة المباشرة في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

إن معظم السلوكات لا تترك أثراً دائماً، ولذلك فإن على المعالج السلوکي ملاحظتها عند حدوثها مباشرة، والأمثلة على هذه السلوكيات كثيرة جداً، فالإجابات اللفظية وإيذاء الآخرين والخروج من المقعد وعدم الانتباه، وإحداث الفوضى، كلها أمثلة على سلوکيات لا تترك أثراً دائماً.

وفي هذا الوضع يتطلب من المعالج السلوكي إلى مراقبة السلوك بطريقة مباشرة عند حدوثه، وهذا ما يسمى بالملاحظة المباشرة.

طرق القياس المباشر في تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

1- تسجيل تكرار السلوك:

أكثر طرق القياس انتشاراً في تعديل السلوك هي تدوين المرات التي حصل فيها السلوك في مدة زمنية محددة، وبالتالي يكون دور الملاحظ عند استعمال هذا الأسلوب، هو تحديد مدة الملاحظة وتدوين السلوك مباشرة عند حدوثه.

وهذا هو نظام القياس الملائم عندما تكون الغاية من برنامج العلاج، هي ازدياد معدل حدوث سلوك المناسب، أو تقليل سلوك غير مناسب، ولكنها ليست مناسبة إذا استمر السلوك فترة زمنية طويلة، فقد لا يكون مناسباً، مثلاً تسجيل عدد المرات التي يمص فيها الطفل إبهامه.

فإذا كانت فترة الملاحظة مثلاً ربع ساعة، فاستمر الفرد بقضم أظافره طوال تلك الفترة، فالملاحظ سيدون أن السلوك حدث مرة أثناء فترة الملاحظة، وهذا بالطبع لا يعكس حقيقة ما حدث، وستكون المعلومات خادعة.

كذلك فإن تسجيل تكرار السلوك لا يزودنا بالمعلومات عن طريق طوبوغرافية السلوك، فإذا سجل الملاحظ أن الطفل بكى أربع مرات خلال ساعة واحدة، فماذا عن مدة البكاء وماذا عن شدته.

2- تسجيل مدة حدوث السلوك:

عندما يهتم المعالج السلوكي بمعرفة المدة الزمنية التي يستغرقها السلوك عند الحدوث، فإن أسلوب القياس الملائمة هي تدوين فترة حدوثه، وهذه هو الأسلوب الملائم للقياس بالذات عندما تكون مدة حصول السلوك طويلة أو قصيرة.

مما يجعله سلوكاً غير مناسباً، وهي أيضاً أسلوب ملائم لقياس السلوك الذي يحصل كثيرة، أو الذي تتبدل مدة حدوثه من فتره إلى أخرى، وغالباً ما يقوم الملاحظ بتقدير مدة السلوك عن طريق نسبة الحدوث خلال فترة الملاحظة.

وذلك من خلال المعادلة البسيطة، وهي نسبة الحدوث تساوي مدة الحدوث تقسيم مدة الملاحظة مضروبة 100، فإذا كان طول فترة الملاحظة (20) دقيقة واستمر السلوك بالحدوث مدة (5) دقائق أثناء تلك الفترة، فإن نسبة الحدوث (25%) من فترة الملاحظة.

بعد كتابة مدة حدوث السلوك، هو الأسلوب المناسب إذا كانت الغاية هي التعرف على فترة بكاء عند الفرد أثناء وضعه في سريره على سبيل المثال، أو الفترة التي يستغرقها خارج مقعده أو الوقت الذي يقضيه الطالب في تأديته واجبه المدرسي.

3- تسجيل الفواصل الزمنية:

هناك أسلوب آخر لقياس السلوك تتمثل في تسجيل الفواصل الزمنية، والتي تضمن تقسيم فترة الملاحظة الكاملة (5 دقائق) إلى إجزاء زمنية بتساوي (10 ثانية) حصول أو عدم حصول السلوك المستهدف في كل من تلك الفترات الجزئية.

في هذه الطريقة يتم تسجل الاستجابة الأولى التي تحصل في الفاصل الزمني، ونتيجة لذلك لا يعطي هذا الأسلوب صورة كاملة عن السلوك، فإذا كانت فترة الملاحظة طويلة وكان معدل حدوث السلوك عالي، فقد يحدث السلوك عدة مرات في الفاصل الزمني الواحد مع أننا لا نسجله إلا مرة واحدة.

ويجب أخذ اعتبار آخر مهم عند استخدام هذه الطريقة، بتعيين الفاصل الزمني الملائم، ويركز ذلك على عدد مرات حدوث السلوك، وفترة حدوثه وقدرة المراقب على ملاحظة وتدوين نسب ذلك السلوك.

فإذا كان السلوك يحصل بطريقة مستمرة ولمدة قصيرة، عندها يجب استعمال فواصل زمنية قصيرة (10 ثواني)، أما إذا كان السلوك قليل ما يحصل ولكن لمدة طويلة، فيجب استعمال فواصل زمنية طويلة (3 دقائق)، إن هذه الطريقة تساعدنا على التعرف على فترة حصول السلوك وتكراره.

4- تسجيل العينات الزمنية اللحظية:

والطريقة الرابعة للقياس هي حصول أو عدم حصول السلوك خلال بعض الفترات الزمنية، وفي هذا الأسلوب يقسم الملاحظ مدة الملاحظة الإجمالية إلى مسافات زمنية قصيرة وبالإضافة إلى أنها يجب أن تكون متساوية، كما في الطريقة السابقة.

ومع ذلك عند استعمال هذه الطريقة لا يحتاج المراقب لأن يلاحظ السلوك بشكل مستمر خلال كل وحدة زمنية، ولكن ملاحظة وتسجيل حصوله أو عدم حصوله فقط عند نهاية كل مدة زمنية. وهذه الطريقة عملية أكثر من الطريقة السابقة؛ لأنها لا تتطلب انتباه الملاحظ المتواصل.

المصدر: 1- جمال الخطيب. تعديل السلوك الإنساني. عمان: دار الفكر.2- فاروق الروسان. تعديل وبناء السلوك الإنساني. عمان: دار الفكر.3- فاروق الروسان. دراسات وبحوث في التربية الخاصة. عمان: دار الفكر.4- عادل محمد. مدخل إلى التربية الخاصة. الرياض:دار الزهراء.


شارك المقالة: