الوالي أشناس التركي

اقرأ في هذا المقال


هو أبو جعفر أشناس التركي، كان جنرال للخليفة العباسي المعتصم ومن أوائل وأبرز أعضاء الحرس التركي له، ارتقى أشناس ليصبح أحد الشخصيات البارزة في الإمبراطورية تحت حكم المعتصم، حيث كان قائداً في حملة أمريوم ولعب دور قيادي في تطهير النخب العباسية القديمة التي تلت ذلك، كما أنه كان والي مصر عام 834 ميلادي ومن بلاد الشام و أعالي بلاد ما بين النهرين.

الوالي أشناس التركي:

في عهد الخليفة الواثق امتدت صلاحيات أشناس التركي إلى ولاية افتراضية على جميع المحافظات الغربية للخلافة، كان أشيناس واحد من العبيد الأولى التي اشتراها أبي إسحاق لحرسه التركي، جنباً إلى جنب مع إيتاخ آل الخزر وسيما الدمشقي، حيث كان يتم شراء العبيد في آسيا الوسطى، تم شراء هؤلاء وغيرهم من أفراد الحرس في بغداد في عام 814 ميلادي.

في عهد المعتصم كان أشيناس يرافق يتاخ و آل أفشين، هو أحد الرجال الذين برزوا في الخلافة، في عام 834 ميلادي تم تعيين أشيناس والي لمصر وهو المنصب الذي كان المعتصم قد شغله قبل توليه منصبه،  لم يحكم أشيناس بشكل مباشر في العراق ولكنه قام بتعيين نواب كمحافظين بينما هو  بقي في العراق.

عندما أسس المعتصم سامراء كعاصمته الجديدة ومقر إقامته في 836 ميلادي، تلقى أشناس مع الأتراك الآخرين مخصصات في الجانب الغربي من المدينة الجديدة المعروفة باسم الكرخ، قام أشيناس ببناء قصره الخاص، قاد كذلك طليعة الجيش وكان أحد القادة الرئيسيين أثناء حصار المدينة، أثار صعوده والأتراك الآخرين غضب النخب العباسية، الذين رأوا قوتهم تتضاءل لصالح هؤلاء البارفين من أصل ذليل.

كرر الخليفة الواثق حفل التتويج لأشناس عام 843، مات أشيناس في 17 أو 19 ديسمبر 844  ميلادي في أوج قوته، ذلك وفقاً للمؤرخين في القرن الرابع عشر على الرغم من عدم تأكيده في مصادر أخرى، فقد ترك وراءه ثروة قدرها 100000 دينار ذهبي والتي صادرها الخليفة.

لا يُعرف سوى القليل عن ظروف وفاته ولكن كما يعلق ماثيو جوردون، إذا كانت وفاته ناجمة عن المرض أو الشيخوخة، فإنّ أشيناس كان من بين عدد قليل من الأتراك السامريين البارزين الذين تمكنوا من تجنُّب العنف.

برز زملاء أشناس الأتراك إيتاخ وواصف بعد وفاته وخلف إيتاخ على وجه الخصوص أشناس في رتبته وحكمه الزائد للمقاطعات الغربية، كما أصبح قصر أشناس فيما بعد مقر إقامة الفتح بن خاقان المقرب الرئيسي للخليفة المتوكل.

المصدر: صدر الإسلام والدولة الأموية، محمد عبد الحي ملوك العرب، أمين ريحاني أدب صدر الإسلام، واضح الصمد الدولة العربية في صدر الإسـلام، عبد الحكيم الكعبي


شارك المقالة: