الوحدة الإسلاميّة أحد أفكار عبد الحميد

اقرأ في هذا المقال


كان عبد الحميد يعتقد أنّ أفكار التنظيمات لا يمكن أنّ تجلب شعوب الإمبراطوريّة المتباينة إلى هويّة مُشتركة مثل العثمانيّة، تبنّى مبدأ إيديولوجي جديد هو الوحدة الإسلاميّة، منذ أنّ كان السلاطين العثمانيون الذين بدأوا عام (1517) هم أيضًا الخلفاء إسميًا ، أراد تعزيز هذه الحقيقة وأكد على الخلافة العثمانيّة.
رأى السلطان عبد الحميد التنوع الهائل في الأعراق في الإمبراطوريّة العثمانيّة وكان يعتقد أنّ الإسلام هو السبيل الوحيد لتوحيد شعبه المسلم، وشجّع الوحدة الإسلاميّة، داعيا المسلمين إلى الإتحاد ضد الاستعمار الأوروبي، وقد هدد ذلك العديد من الدول الأوروبيّة، وبالتحديد النمسا من خلال المسلمين الألبان، وروسيا من خلال التتار والأكراد، وفرنسا من خلال المسلمين المغاربة، وبريطانيا من خلال المسلمين الهنود.
تمّ تقليص امتيازات الأجانب في الإمبراطوريّة العثمانيّة، والتي كانت عقبة أمام حكومة فعالة في نهاية عهده، قدم أخيراً أموالاً لبدء بناء خط سكك حديد القسطنطينية-بغداد، استراتيجيًا، خط سكك حديد القسطنطينية-المدينة، ممّا يجعل الرحلة إلى مكة للحج أكثر كفاءة.
بعد خلعه، تمَّّ تسريع بناء كل من السكك الحديديّة وإكماله من قبل الأتراك الشباب، تمّ إرسال المبشرين إلى البلدان البعيدة التي تدعو إلى الإسلام وتفوق الخليفة، خلال فترة حكمه، رفض عبد الحميد عروض ثيودور هرتزل بسداد جزء كبير من الدين العثماني (150 مليون جنيه إسترليني من الذهب) مقابل ميثاق يسمح للصهاينة بالاستقرار في فلسطين، ويقال عنه أنّه أرسل لمبعوث هرتزل وقال له ما يأتي:

“انصحوا هرتزل بألا يتخذ خطوات جديّة في هذا الموضوع فإني لا أستطيع أنّ أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلاميّة، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض وروّاها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنَّهم يستطيعون آنذاك أنّ يأخذوا فلسطين بلا ثمن.. ولكن التقسيم لن يتمّ إلا على أجسادنا”


كانت الوحدة الإسلاميّة ناجحة بشكل كبير، بعد الحرب اليونانيّة العثمانيّة، احتفل العديد من المسلمين بالنصر ورأوا أنّ النصر العثماني هو نصر المسلمين، تمّ الإبلاغ عن الانتفاضات والإغلاق والاعتراضات ضد الاستعمار الأوروبي في الصحف في المناطق الإسلامية بعد الحرب، ومع ذلك فإنّ مُناشدات عبد الحميد للمشاعر الإسلامية لم تكن دائمًا فعالة للغاية بسبب السخط الواسع النطاق داخل الإمبراطوريّة.


شارك المقالة: