انتقادات على راد كليف براون في التحليل البنائي في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


انتقادات على راد كليف براون في التحليل البنائي في علم الاجتماع:

  • تعريف البناء الاجتماعي عند براون واسع جداً بحيث أدخل فيه جميع أنواع العلاقات الثنائية في المجتمع، التي يمكن ملاحظتها مباشرة، ويفضل إيفانز بريتشارد في معرض تعليقه على هذه العمومية في تعريف براون عدم التركيز على العلاقات الثنائية، لما تتميز به من تغير، وعدم ثبات، والتركيز بدلاً من ذلك على الجماعات الكبيرة المستقرة في المجتمع مثل القبائل والعشائر، والعلاقات بينها.
    ودعا العالم روبرت ردفيلد إلى تطبيق (مبدأ الأهمية)، على الوحدات والعلاقات الاجتماعية لتحديد تلك الوحدات، أو العلاقات التي يمكن اعتبارها بنائية، أي تدخل في تكوين البناء، وتلك التي لا تعتبر كذلك.
    والمعيار هنا هو مدى أهمية هذه الوحدة، أو هذه العلاقة للبناء مقاسة من خلال مدى التأثير الذي يمكن أن تتركه على البناء في حال اختفائها كوحدة، أو علاقة متميزة، فعلاقات الصداقة أو الخصومة، أو الزمالة بين شخصين يجب أن لا تعتبر علاقة بنائية، إذ أن اختفائها كعلاقة لا تترك أثراً على البناء، وعلى طابعه العام.
    فبتطبيق مبدأ الأهمية نجد أن مثل هذه العلاقات غير مهمة، أي لا تؤثر على الطابع العام للمجتمع سواء في وجودها أو اختفائها، فهي قد تختفي دون أن يترك ذلك أثراً على البناء الاجتماعي.
  • كما وجهت انتقادات إلى التفرقة التي يقيمها براون بين البناء الواقعي والبناء المثالي، وقد رأينا أن براون لجأ إلى هذه التفرقة لتفسير الثبات والتغير في المجتمع، فبينما يتصف البناء الواقعي بالمرونة، والتغير باستمرار يتصف البناء الواقعي بالثبات والجمود.
    وأشهر من انتقده على ذلك، كما يورد أحمد أبو زيد العالم ما يرى فورتيس الذي يرى أن بعض العلاقات الاجتماعية، من وحدات البناء الاجتماعي، تظهر وتتكرر في كل المواقف تقريباً، وهي بالتالي عناصر ثابتة، ودائمة في البناء، ووجودها يدل على وجود الثبات في هذا البناء.
    بينما هناك فئة أخرى من العلاقات تتغير بتغير الظروف الحياتية، مما يشير إلى وجود نمو، أو تغير في البناء نتيجة لتغير الظروف المحيطة في المجتمع.
    وهكذا يمكن تفسير التغير في رأي فورتيس دونما حاجة للموافقة على افتراض براون المتعلق بوجود نوعين من أنواع البناء الاجتماعي، وهما: البناء الواقعي، والبناء المثالي، فالبناء الاجتماعي دائم التغير نتيجة لعوامل وظروف يمكن ملاحظتها.

المصدر: الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي، عبد القادر جغلول، 1982.التفكير الاجتماعي نشأته وتطوره، زيدان عبد الباقي، 1972.النظرة الارتقائية، محمد الطالبي، 1979.السببية والحتمية عند ابن خلدون، مها المقدم، 1990.


شارك المقالة: