بداية دراسات الأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


عندما أخذت دراسات الأنثروبولوجيا تتضح من حيث قواعدها وأهدافها، كان هناك محاولات جادة لوصفها كعلم خاص، ومن ثمَ تصنيفها لعدة أفرع وأقسام بهدف تحقيق المنهجية التطبيقية من ناحية، والشمولية البحثية التكاملية من ناحية أخرى. فظهرت نتيجة ذلك تصنيفات مختلفة، ركز بعضها على طبيعة الدراسة ومنطلقاتها، بينما ركز بعضها الآخر على أهدافها.

مقدمة في بداية الأنثروبولوجيا:

لم يكن لللأنثروبولوجيا قبل النصف الثاني من القرن العشرين، أقسام وأفرع، إذ كانت تتم لأغراض خاصة بالباحث أو من يقوم بتكلّيفه، كدراسة حياة بعض المجتمعات ومكوناتها الثقافية والاجتماعية. ومع انطلاقتها في الستينات والسبعينات من القرن العشرين، أخذت تتضح من حيث مبادئها وأهدافها، كان هناك محاولات جادة لتوصيفها كعلم خاص، وبالتالي وضع تقسيمات لها وفروع بهدف تحقيق المنهجية التطبيقية من ناحية، والشمولية البحثية التكاملية من ناحية أخرى. فظهرت نتيجة ذلك تصـنيفات مختلفة، ركز بعضها على طبيعة الدراسة ومنطلقاتها، بينما ركز بعضها الآخر على أهدافها.

البدايات الأولى لدراسة الأنثروبولوجيا:

حظيت الأنثروبولوجيا في القرن العشرين بخطوات عدة لتأسيسها وازدهارها، لتصبح ذات بنية أكاديمية ومهنية متخصصة عند كثير من العلماء والباحثين. وبالرغم من أن الفكر الأنثروبولوجي بقي في أثناء ذلك العقدين الأوليين من القرن العشرين، متأثّراً إلى حد بعيد، بالنظريات التي انتشرت وتبلورت في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر، فإنّه سرعان ما تغير وتحول إلى منطلقات جديدة، نتج عنها اتّجاهات متعددة إزاء دراسة الإنسان وحضارته، سواء ما كان منها نظرياً أو منهجياً.

إن الاتجاه العلمي الذي ازدهر في القرن التاسع عشر، واتضحَ في مجالات متعددة، دفع العقل الإنساني إلى نبذ الفكر الفلسفي الذي لا زال يتحفّظ على قوة تمكن العقل الإنساني في التوصل إلى الحقيقة المطلقة. وهذا ما نتج عنه قيم فكرية جديدة تدعو إلى النظر إلى العقل والمنطق المحسوس، والواقع الملموس كأدوات للمعرفة، كما تدعو إلى التفاؤل بمستقبل الإنسانية.

إلاّ أن مجريات الحرب العالمية الأولى وما نتج عنها من آثار سلبية على المجتمع الإنساني، أزالت هذا التفاؤل، ووضعت محلّه النظرة التشاؤمية. وهذا ما بدا في نظرة الفلاسفة إلى مشكلات الإنسان في هذا القرن (القرن العشرين)، إلى حد اعتقاد بعضهم أن المستقبل صعب ومظلم مع ظهور النازية في ألمانيا، والفاشية في إيطاليا. وبلغ هذا الاتّجاه ذروته فيما عرف بالحركة (الوجودية) التي شاعت في فرنسا، وعلى رأسها جان بول سارتر، ومن هنا جاءت البدايات الأولى للدراسات الأنثروبولوجية.

المصدر: محمد الجوهري، مقدمة في دراسة الأنثروبولوجيا، 2007محمد الجوهري، الأنثروبولوجيا الاجتماعية، 2004ابراهيم رزقانة، الأنثروبولوجيا، 1964كاظم سعد الدين، الأنثروبولوجيا المفهوم والتاريخ، 2010


شارك المقالة: