بيلا الرابع ملك المجر

اقرأ في هذا المقال


يعتبر ملك المجر وكرواتيا والابن الأكبر للملك أندراس الثاني وتوج بمبادرة من مجموعة من النبلاء المؤثرين في حياة أباه سنة 1214، حيث عارض والده التتويج ورفض منحه مقاطعة للحكم حتى سنة 1220، وفي تلك السنة عين بيلا دوق سلافونيا واستولى على كرواتيا ودالماتيا وتزوج من ماريا ابنة ثيودور الأول إمبراطور نيقية.

لمحة عن بيلا الرابع ملك المجر

لقد غزا المغول المجر وقضوا على جيش بيلا في معركة موهي في سنة 1241 وفر بيلا من ساحة المعركة لكن المغول طاردوه من مدينة إلى أخرى حتى وصلوا إلى بلدة تروجير على ساحل البحر الأدرياتيكي، على الرغم من أنه نجا من الغزو  فقد دمر المغول البلاد قبل انسحابهم غير المتوقع.

لقد وضع بيلا إصلاحات جذرية من أجل إعداد مملكته لأي غزو مغولي ثان وسمح للبارونات والأساقفة بإقامة حصون حجرية وتجميع قواتهم المسلحة وساهم في تطوير المدن المحصنة، حيث وصل الكثير من المستعمرين من الإمبراطورية الرومانية المقدسة وبولندا ومناطق مجاورة أخرى للاستقرار في الأراضي المهجورة أثناء مدة استلامه العرش وأكسبته هذه الجهود لقب المؤسس الثاني للدولة.

لقد أنشأ بيلا تحالفاً دفاعياً ضد المغول الذي تكون من الأمير دانيال رومانوفيتش وبوليسلاف الخامس وأمراء روثينيون وبولنديون آخرون، حيث شجعه أنصاره أثناء في احتلال دوقية ستيريا سنة 1254 لكنه خسرها أمام الملك أوتوكار الثاني ملك بوهيميا بعد 6 سنوات وفي عهد بيلا تم إنشاء منطقة عازلة كبيرة بما في ذلك البوسنة وعلى طول الحدود الجنوبية للمجر.

لقد توترت علاقة بيلا مع ابنه ووريثه ستيفن لأن الملك فضل ابنته آنا وابنه الأصغر بيلا دوق سلافونيا، حيث أُجبر على التنازل عن أراضي مملكة المجر، مما تسبب في حرب أهلية استمرت حتى سنة 1266 مع ذلك اشتهرت عائلة بيلا بالتقوى، حيث كان بيلا عضواً في الثالوث الفرنسيسكان وكرم الكرسي الرسولي 3 بنات كقديسات.

حياة بيلا الرابع ملك المجر كأمير

بيلا هو ابن أندراس الثاني الذي خلفه سنة 1235 وأظهر نفسه خلال حياة والده من خلال إدارة ترانسيلفانيا التي كانت آنذاك منطقة برية، حيث كان قادراً على استعمار المنطقة وغزوها بفضل إدارته، وقد أصلح ما يمكنه من إهدار والده من الموارد بعد أن أعطى العديد من ممتلكات الدولة للنبلاء كإقطاعيات، مما أضعف البلاد.

تولي بيلا الرابع ملك المجر العرش

عند توليه عرش المملكة وجد ارتباكاً ساد كل شيء ووفقًا للمؤرخ روجيريوس أثرى اللوردات العظماء أنفسهم لدرجة أنهم تمكنوا من إحباط خطط الملك، حيث امتلأت الأرض كلها بالعنف وكان الأساقفة أنفسهم يقتحمون الأديرة الغنية على رأس جيش مسلح.

لقد قضت بيلا على كل الفوضى بحزم وزاد ثروته من خلال استعادة ممتلكات التاج من اللوردات الذين خصصوا لهم خلال متاعب العصر الماضي، حيث دعم البابا الملك بعد استعادة النظام ووجد بيلا أيضاً في شقيقه كولومان متعاوناً مخلصاً وذكياً كما استخدم اليهود على نطاق واسع كمتخصصين ماليين ومنحهم الأراضي والألقاب.

الغزو التتاري في عهد بيلا الرابع ملك المجر

كان الحدث الأبرز في عهد بيلا هو احتلال التتار الرهيب الذي حول المجر إلى رماد وكان اسمهم المرعب قد سبقهم بوقت طويل، حيث في سنة 1235 أرسل بيلا راهباً دومينيكياً يدعى جوليان عبر القسطنطينية إلى روسيا لجمع معلومات عنهم من المجريين القدماء الذين استقروا هناك وربما يكونوا من فولغا البلغار، حيث رجع هذا الراهب إلى المجر بأخبار أن التتار قد أعدوا أنفسهم لغزو فوري لأوروبا.

إلى جانب ذلك فقد فعل بيلا كل ما في وسعه لوضع مملكته في موقف دفاعي وطلب المساعدة المبكرة من البابا ودوق النمسا والإمبراطور لكن في سنة 1241 اجتاح التتار المنطقة عبر ممرات في جبال الكاربات، حيث قاتل بيلا بشجاعة وبعد مثابرة كبيرة هزم على ضفاف نهر ساغو وهرب إلى جزر دالماتيا وفي الأشهر التالية دمرت المملكة.

سنوات بيلا ملك المجر الأخيرة

لقد كان بيلا يشعر بالمرارة في السنوات الأخيرة من حياته بسبب جحود ابنه ستيفن الذي أثار ثورات وصراعات ضد والده الذي أجبره في النهاية على تقسيم المملكة معه، حيث قام الأمير الأصغر بتأسيس عاصمته في ساروسباتاك وقام باتباع سياسة خارجية مباشرة على عكس سياسة والده، حيث توفي بيلا في سنة 1270 عن عمر يناهز 63 سنة.

المصدر: مشاهير السياسة، علي محمدموسوعة القادة السياسيين، عبدالفتاح ابو عيشة قيم القادة السياسيين وأثرها في القرار السياسي، انتصار سبكيالحكام العرب في مذكرات الزعماء و القادة السياسيين، مجدي كامل


شارك المقالة: