تحليل الرموز في كلمات الأغاني باستخدام السيميائية

اقرأ في هذا المقال


وجد علماء الاجتماع إنه في كلمات الأغاني يحول الشاعر كلمة معينة إلى رمز بتكرارها ودلالاتها التقاربية أو التلميح الثقافي، ويستشهد بهذه الظاهرة بتحليل الرموز في كلمات الأغاني باستخدام السيميائية.

تحليل الرموز في كلمات الأغاني باستخدام السيميائية

يصنف هينري مورييه عملية تحليل الرموز إلى فئتين: الرموز التقليدية والرموز الطارئة، وهينري مورييه يذكر بعض الصور التي تظهر في كلمات الأغاني والتي لها دلالة رمزية كما يعبر عنها بعلاقات الرومنسية المكبوتة بالعار، وتأتي العناصر الحداثية في الكتابات الرمزية، وبحسب جان نيكولا إيلوز من عدة كتابات الجانب نيابة عن الرمز والاقتراح.

ويفترض من ناحية نظرية اللغة التي تشرع في الانزلاق غير المحدود للمشار إليه تحت الدال، ومن ناحية أخرى التفكير في العمل الذي يربط العمل بافتتاح الاستقبال، ويعد الرمز مصدرًا ثابتًا للدلالات الجديدة والتعبير، وكوسيلة للتعبير عن الصورة الفنية، فالرمز يفترض مسبقاً تجانس الدال والمدلول بمعنى بعض النظم الديناميكية.

بهدف بناء لغة معبرة يستخدم الشاعر وعالم السيميائية السير ماسيدونسكي الرمز وهو وسيلة خاصة بالرمزية الشعرية الذي بواسطته يمكن للدال الذي يقدم صورته أن يكون له تفسيرات متعددة، فالرمز يعطي حق الوصول إلى دلالات محتملة جديدة وتكتسب لغة وقيمة معبرة خاصة من خلال استخدامها بدرجة إنتاجية عالية، وبالرمز يشير الشاعر في كلمات الأغاني إلى حقائق أخرى على أساس بعض الروابط التناظرية.

على سبيل المثال يمكن أن يصبح الشيء الملموس رمزًا للتجريد أو الفكرة أو الموقف أو بعض المشاعر، ويمكن القول أن السير ماسيدونسكي يفضل استخدام الرموز لإنه يعتمد على وظيفتها لتوليد الانطباعات مما يجعل القراء حساسين بسهولة.

مواضيع الرموز في كلمات الأغاني باستخدام السيميائية

فالشاعر في كلمات الأغاني يحول كلمة معينة إلى رمز بتكرارها ودلالاتها التقاربية أو التلميح الثقافي، ويستشهد بهذه الظاهرة على سبيل المثال عندما يصبح الوصف الأولي لحالة ومنظر طبيعي تهيمن عليه الحرارة والضوء كرؤية رمزية، والموت هو موضوع خاص بالرمزية، والسير ميدونسكي يناشد العديد من المصطلحات الملموسة التي يحولها إلى رموزها.

أولاً، يشار إلى الهاوية في كلمات الأغاني ثم الرماد ويتم استخدام اللكنات، ومن خلال تقنية الإيحاء للإشارة إلى نفس الفكرة قد يكون هذا الموت الروحي أو الجسدي، والمصطلح الآخر رمز الموت، والذي له تأثير مباشر على القارئ هو القبر، وفي كلمات الأغاني نفس المعنى تقام أيضًا بكلمة دمعة، ففي كلمات الأغاني يظهر الأصدقاء الذين يأخذون الشاعر إلى القبر باللون الأسود وبالبكاء.

ثانياً، وفي لغة السير ماسيدونسكي الشعرية، تُعطى فكرة الموت أيضًا من خلال بعض مصطلحات مملكة الحيوان كالغراب وطائر الفأل والذئب، كما يتم ملاحظة مصطلحات أخرى ملموسة التي توحي بمفهوم الموت كالتابوت والكفن والحجر والدم. والبلدة هي واحدة من الموضوعات الرمزية في كلمات الأغاني في السيميائية، إذ يتولى السير ماسيدونسكي في قصائده الغنائية استكشاف رمز المدينة إما كمجال للتدهور وإما كمجال للفساد، وفي كلمات الأغاني الشاعر يدير من خلال تقنية الإيحاء صورة المدن التي غمرها الفساد.

ثالثاً، وبالمثل يصور أحد البلدات بأنها فاسدة حيث لا توجد عدالة وجاذبية المال السهل يجرد الناس من إنسانيتهم، وقتل الفضيلة جريمة قتل وأبشع جريمة قتل، ونفس أحدى هذه البلدات كرمز الانحطاط تم تحديده ظاهرة البغاء حوَّل الرجال إلى أشرار بائسين وقاسيين وأشرار، ونساء يسيرون على جثث الموتى، ومن المثير للاهتمام أن يلاحظ أن المدينة المتدهورة لديها بيئة مروعة.

ويتم تمييز رموزها عن طريق السمع، وترافق حاسة الشم واللمس، على سبيل المثال الأجواء الكئيبة يرمز إليها في كلمات الأغاني بإن السماء والحقل قاتم والغربان تسود السماء والريح تعصف في الأشجار، والديدان رهيبة بجسم رمادي تغزو جثة الشاعر.

رابعاً، لكن الأجواء الكئيبة يمكن التعرف عليها ليس فقط في مدن الانحطاط، ولكن أيضًا في العديد من المجالات الغنائية الأخرى.

ففي كلمات بعض الأغاني يتم تسجيل رمز المكان المروع بواسطة المطر، وبطبيعته المدمرة من المعروف أن الماء هو رمز الحياة والخصوبة ولكن في بعض الأغاني الماء على شكل مطر كاد ينقلب في الفيضان، وهو ماء الانحلال الذي يجلب الحزن والأسى في روح الشاعر، وطقطق المطر يصبح أغنية مشؤومة تتنبأ بالموت الروحي للشاعر، ورمز آخر لما هو شرير يتميز به الرصاص كالدال وهكذا، ففي أحد القصائد المغنية على المسرح لديها دمعة من الرصاص في عينيها.

خامساً، واكتُشف أن المشنقة والحديد والنار والرصاص تتشابك من أجل بناء الحلم القاتل للشاعر، والغموض هي ملاحظات محددة للغة الرمزية، وهكذا تحليل الرموز في كلمات الأغاني باستخدام السيميائية يوفر الإبداع للقارئ وترسانة كاملة من المصطلحات التي تصبح رموزًا لهذه المفاهيم، ويُلاحظ أن بعض عناصر الطبيعة والكون تحمل رمز الغموض، على سبيل المثال في راحة الحرمان من الميراث الوديان عميقة وغامضة في ليلة ماطرة.

سادساً، وفي لغة السير ماسيدونسكي الشعرية يوجد رمز الغموض في مصطلحات معينة تعبر عن مفاهيم التجريد، ففي أحد قصائده يصبح الحب نفسه لغزًا وتتحول النفس البشرية إلى لغز، حيث وضع بالصورة المشرقة لمكة تصبح دائمًا رمزًا للروح البشرية، وميزة أخرى للرمزية والتي يمكن تحديدها في ليبرية ماسيدونسكي هي المراوغة ويتم تحقيقها في نفس الأماكن التي هي رموز المطلق حيث كل شيء نور وعطر وبهاء.

سابعاً، فيما يتعلق بالطبيعة في تحليل الرموز في كلمات الأغاني باستخدام السيميائية يمكن للمرء أن يلاحظ تفضيل الشاعر لهؤلاء لتنمية أحاسيس شمية يقدمها عطر الزهور، فهو يقع في حوالي الورود والزنابق والأقحوان وزهور التفاح والمشمش أو الخوخ

وغالبًا ما يجمع الشاعر بين الأحاسيس الشمية والأحاسيس اللونية والسمعية واقتراح الموسيقى، واستطاع الحصول على كلمات مليئة بالتعبيرية حيث يصبح ازدهار الوردة رمزًا للانفصال عن الوحدة ورمز التجديد الدائم للطبيعة، فالشاعر يشعر بهذه الطبيعة ويقدم له درسًا من الحكمة ورؤية الوردة التي تتفتح مرة أخرى يشعر إنه قادر على بدء وجود جديد، وإخضاع المصير غير المواتي إلى الأبد.

ثامناً، ومن خلال هذا يمكن دمج تحليل الرموز في كلمات الأغاني باستخدام السيميائية مع الرمزية للسير فيرلين، ومع ذلك الشعر العاطفي الذي يفصله بعض الباحثين عن الرمزية نفسها بهذا هو الشعر الفكري من المعرفة والهياكل السرية من حيث النص المثير، فإن أبطاله هم الورود ووحيد القرن ورياح المساء، ويبرز الشاعر أحد الدوافع ذات الإنتاجية الأعلى في الشعر الرمزي حيث إنه يحول سقوط بتلات الورد والتي قد تكون تمثيلًا لطيفًا بل ساحرًا للموت ولمرور الوقت ومن الكآبة والتخلص من الطابع المادي.

تاسعاً، وتم تحديد نفس الدافع الرمزي أيضًا بشكل استثنائي بمزيج من الإيحاءات الموسيقية، حيث تصبح الورود رمزًا للموت والتحلل والبطئ وتفصيل الأشياء، والشاعر يجد نفسه من بين هؤلاء ضحية نفس القانون العالمي باقتراح الموسيقى والترافق اللوني والسمعي، وفي تحليل الرموز في كلمات أغاني أخرى باستخدام السيميائية الوردة هي رمز الجمال الفائق وترمز الوردة إلى الأمل الذي لم يمت والثقة في البقاء على قيد الحياة على الرغم من أي عقبات وللحفاظ على الكرامة والفخر.

المصدر: السيميولوجيا والسرد الأدبي، صالح مفقود، 2000ما هي السيميولوجيا، ترجمة محمد نظيف، 1994الاتجاه السيميولوجي، عصام خلف كاملسيمياء العنوان، بسام قطوس، 2001


شارك المقالة: