تشخيص التخلف العقلي

اقرأ في هذا المقال


تعتبر عملية تشخيص الطفل المتخلف عقلياً عملية مهمة؛ وذلك لأنها تقدم في النهاية صورة الطفل المتخلف تشمل جوانب متعددة تتعلق بماضيه وحاضره ومستقبله، وحصلت مشكلة التشخيص  على اهتمام كبير من العلماء من مختلف التخصصات؛ لأن الحكم على الطفل يؤثر تأثير كبير على مستقبله، فيتحدد مصير الطفل ومستقبله ومكانته الاجتماعية ونوع تعليمه وتأهيله وتشغيله.

تشخيص التخلف العقلي

مفهوم التشخيص مشكلة التخلف العقلي متعددة الأبعاد والجوانب، فهي مشكلة صحية ونفسية وتربوية واجتماعية، وهذه المشكلات متشابكة ومتداخلة، حيث يعاني الطفل من العديد من المشكلات في وقت واحد، والهدف من التشخيص التعرف على قدرات الطفل، وتحديد نواحي قدرته واستطاعته من أجل اختيار أنواع الخدمات والبرامج العلاجية والتأهيلية التي يحتاجها الفرد بحسب قدراته المتوافرة.

والكشف المبكر من خلال عملية التشخيص يجب أن يبدأ التشخيص مبكرة وهذا يساعد على تقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب، والتبكير بعملية التشخيص يساهم في إنقاذ حالات عديدة من التدهور
وتوقف تفاقمها، وأيضاً تكامل عملية التشخيص يجب أن تتم عملية التشخيص ضمن برنامج متكامل يعد من قبل فريق من المتخصصين.

وتكامل عملية التشخيص جوانب النمو الجسمي والحسي والحركي والعقلي والانفعالي والاجتماعي، حتى يمكن إظهار جوانب قوته واستطاعته بدقة، مما يساعد على تقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية المتكاملة اللازمة لنمو الطفل وتنميته في جميع نواحي النمو في نفس الوقت، وشمول عملية التشخيص على عدة محكات وهي الذكاء والسلوك التكيفي والصحة العامة والحالة الاجتماعية والحالة الانفعالية.

أبعاد التشخيص التخلف العقلي

يتضمن تشخيص التخلف العقلي البحث عن أعراضه أو علاماته النفسية والاجتماعية والتربوية والطبية، وذلك لكي يتحقق الهدف الأساسي من عملية التشخيص، وهو تقديم الرعاية المتكاملة والشاملة في الوقت المناسب، ومن هذه الأبعاد البعد النفسي ونعني به إجراء الفحوص السيكولوجية اللازمة، لتحديد القدرة العقلية للطفل ونسبة الذكاء ومظاهر السلوك العام ودرجة التوافق النفسي ومظاهر النمو الانفعالي.

والبعد الاجتماعي ويتضمن هذا البعد تحديد مستويات النضج الاجتماعي والسلوك التكيفي للطفل، ومدى اعتماده على الآخرين وحاجته إلى مساعدتهم، والبعد التربوي وهو تحديد مدى قدرة الطفل على التعلم، ومدى نموه اللغوي والقدرة على التعبير اللفظي والحصيلة اللغوية لدى الطفل، ولا يستطيع مسايرة التعليم لضعف قدرته على الانتباه، فتمر الخبرات ولا يدركها وكذلك ضعف قدرته على التذكر.

والبعد الطبي ويقصد به الفحص الطبي للنمو الجسمي والحالة الصحية العامة، وفحص الحواس وإجراء التحاليل اللازمة حسب كل حالة، لذلك اهتم الأطباء النفسيون بتشخيص التخلف العقلي عن طريق أعراضه الجسدية والبيولوجية والفسيولوجية، وافترضوا وجود علاقة بين العوامل الوراثية والمكتسبة وبين إصابة الجهاز العصبي، والتنبؤ بوجود التخلف العقلي.

معايير تشخيص التخلف العقلي

وتتمثل هذه المعايير في الشروط الواجب توافرها للحكم على الحالة، بأنها حالة تخلف عقلي، وهذه الشروط هي أن تكون القدرة العقلية للطفل دون المتوسط ونسبة الذكاء أقل من (75) درجة، وتقاس هذه القدرة عن طريق اختبارات الذكاء اختبار ستانفورد بينيه للذكاء، ويتضمن هذا الاختيار أسئلة لجميع المستويات العمرية من سن سنتين حتى الرشد.

وأن يكون لدى الطفل قصور في السلوك التكيفي، ويقصد به تأخر مظاهر النمو الاجتماعي لدى الطفل وتقاس درجة النمو الاجتماعي بأحد مقاييس النضج الاجتماعي ومقاييس السلوك التكيفي، حيث يحصل الطفل على درجة أقل من المتوسط في أدائه على أحد هذه الاختبارات.

القصور في القدرة الحركية، حيث يصاحب القصور في القدرة العقلية والقصور في السلوك التكيفي قصوره
في النمو الحركي، وضعفاً في التوافق الحركي وضعف القدرة على التوازن الحرکی بصفة عامة، وعدم القدرة على التآزر الحسي الحركي، والقصور في النمو  يتصف الطفل المتخلف عقلياً بقصور واضح في النمو اللغوي، حيث يتأخر في الكلام وتكثر لديه عيوب النطق والكلام، ويعجز عن التعبير اللفظي ويعاني من نقص شديد في استخدام اللغة وتركيب الجمل.

أدوات تشخيص التخلف العقلي

يوجد العديد من الأدوات التي تستخدم في جمع المعلومات والبيانات، وملاحظة قدرات وسلوك الطفل الذي تقوم بدراسته ومن أهم هذه الأدوات الملاحظة؛ وتهدف إلى ملاحظة سلوك الطفل وتفاعلاته وميوله واتجاهاته ومدى تحمله المسؤولية.

ويقوم بالملاحظة أخصائيون نفسيون واجتماعيون ومعلمون مدربون على ذلك، وتتضمن استمارة الملاحظة بيانات عن الحالة الصحية العامة، والسلوك الاجتماعي وسمات الشخصية والانفعالات المتباينة التي تصدر عنه، والمقابلة كأداة لجمع بيانات يقوم شخص مدرب تدريب كافية على كيفية طرح الأسئلة.

وتهدف المقابلة إلى جمع بيانات ومعلومات عن الطفل ذاته، وعن عائلته والبيئة الاجتماعية والمستوى الاقتصادي والثقافي والاختبارات، يعتمد تشخيص التخلف العقلي على عدد من الأدوات والاختبارات التي يتمثل بعضها في الآتي لوحة الأشكال لسيجان، ومقياس ستانفورد بينيه للذكاء، ومقياس وكسلر لذكاء الأطفال المعدل وغيرها من الاختبارات.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة.2- عبدالله الكيلاني وفاروق الروسان.القياس والتشخيص في التربية الخاصة. 3- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد .4- السيد السيد. الأنشطة التربوية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. مكتبة الانجلوا المصرية. القاهرة.


شارك المقالة: