تعريف الصحة العامة في علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


تعريف الصحة العامة في علم الاجتماع الطبي:

كل مجتمع له ظروفه الخاصة به والتي تفوقه عن باقي المجتمعات هذا التميز يعطيه خصوصية يستقل بها وتجعل له متطلبات وفعاليات ومجهودات خاصة؛ لأننا نتعامل مع مجتمع له احتياجاته الاجتماعية الخاصة جداً، والتي تحدد بموجبها نوعية وكيفية وكمية الخدمات الصحية التي يريدها أو يحتاجها، وبذلك تختلف أنواع وطرق المجهودات الصحية التي تقدم للمجتمع، والتي بالتالي تخدم مصلحته وتبعد عنه شبح الأمراض وبذلك نضمن الابتعاد عن وجود أزمات ومشاكل اجتماعية، وبالتالي صحية، نتيجة لذلك تختلف برامج الصحة العامة من مجتمع لآخر وأيضاً تختلف طرق التطبيق وتوزيع الخدمات الصحية وتنويعها طبقاً للمنطقة الجغرافية أحياناً أو للطبقة الاجتماعية أو للعوامل الطبيعية والبيئية الطبيعية.

حتى في المجتمع الواحد تختلف طرق وأساليب وبرامج الصحة العامة تبعاً لثقافة الفئة المستهدفة في هذه البرامج ويختلف الخوض في الأمراض النفسية والاجتماعية ومسائل الحمل والولادة والعقم من أسرة إلى أسرة في نفس الطبقة الاجتماعية في نفس المجتمع الواحد؛ لأن اعتناق وتطبيق ثقافة المجتمع تختلف من أسرة إلى أسرة الواحدة تجد التباين في الاعتقاد والتطبيق وفهم العادات والأخلاق والأعراف.

من هذا المنطق والواقع الملموس يمكننا إعطاء تعريف للصحة العامة، وهي مجموعة من الفعاليات والخدمات التي تتسم بالمهنية المتقنة الملازمة للعلم الطبي والاجتماعي، إلى جانب التقنية الفنية في التعامل مع الواقع والتي تهدف بالنهاية إلى الوصول بالصحة العامة إلى أرقى المستويات ترقية الصحة.

والمحافظة على حياة البشر عن طريق التخطيط للقيام بفعاليات ونشاطات مخطط لها عن طريق إعداد برامج للصحة العامة، والتي تهدف أولاً وأخيراً صحة الفرد والمجتمع، ووقايته من الأمراض والعلل الاجتماعية والطبية.

الغاية من برامج الصحة العامة في علم الاجتماع الطبي:

1- النهوض والتقدم بالصحة العامة للمجتمع والرقي بالخدمات الصحية، وهي الجهود والفعاليات والنشاطات التي يقوم بها النسق الطبي من أجل الرقي والتطوير والتقدم بمجالات الصحة المختلفة، ورقي وتحسين الحياة الاجتماعية والصحية والبيئية والطبيعية والثقافية لأفراد المجتمع، وبالتالي الوصول إلى هدف هو ترقية الصحة.

2- الاحتياط ضد انتشار الأوبئة والأمراض في المجتمع والتي يخطط لها عن طريق إجراءات وقائية مثل التطعيم ورش المبيدات والوقاية من المسببات الكيماوية والفيزيائية والحياتية، والتي تكون سبباً مباشراً أو غير مباشر لانتشار وإصابة الأشخاص بالأمراض.

3- وضع خدمات خاصة تخدم فئات خاصة مثل المعوقين للانخراط بالحياة الطبيعية للأفراد  السليمين، وبالتالي تأهيلهم وتعويض النقص الحاصل لديهم نتيجة إعاقة عقلية أو سمعية أو بصرية أو عضوية حركية، وإعادة تأهيلهم علماً أن للمعوقين قوانين دولية تخدم مصالحهم كافة ومنها تقديم الخدمات الصحية الخاصة بهم.

المصدر: حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، 1983.سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، 2004.إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، 1991.فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، 1985.


شارك المقالة: