تولي الملك الناصر محمد بن قلاوون الحكم المملوكي

اقرأ في هذا المقال


ورد ذكر السلطان الناصر في كتاب تحفة النظار لابن بطوطة:

” وكان سلطان مصر على عهد دخولي إليها الملك الناصر أبو الفتح محمد بن المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي… وللملك الناصر السيرة الكريمة والفضائل العظيمة. وكفاه شرفاً انتماؤه لخدمة الحرمين الشريفين، وما يفعله في كل سنة من أفعال البر التي تعين الحجاج، من الجمال التي تحمل الزاد، والماء للمنقطعين والضعفاء، وتحمل من تأخر أو ضعف عن المشي في الدربين المصري والشامي “

من هو الملك الناصر

الملك الناصر محمد بن قلاوون، المعروف باسم الناصر محمد من أصول الأتراك القبجاق، وهو من المماليك الذين حكموا مصر، الذي حكم في ثلاث فترات مختلفة (1293-1294 ، 1299-1309 و 1310-1341)، وكان فترة حكمه الثالثة قد شهدت مصر تطورًا كبيرًا لم تشهده الدولة المملوكية من قبل ومن بعد.

كان الملك الناصر محمد أصغر أبناء السلطان قلاوون وإخوانه هم علي وخليل، ولد الملك الناصر في مدينة القاهرة في مصر وذلك بقلعة الجبل، كانت والدته هي إيكسلون خاتون وهي من أصول مغولية.

تولي الملك الناصر السلطة

بعد اغتيال الملك الأشرف خليل في ديسمبر من عام (1293)، تولى الملك الناصر محمد منصب السلطان، مع زين الدين كتابغا كوصي ونائب للسلطان والأمير سنجر الشجعي وزيرا، كان الناصر، في الثامنة أو التاسعة من عمره، سلطانًا بالاسم فقط.

كان كتابغا المنصوري (نائب السلطنة) والشجعي حكام مصر الفعليين، كان الأميران، كيتبغا، المنغولي الأصل، والشجعي، متنافسين وكانت علاقتهما سيئة مع بعضهما البعض، خطط الأمير الشجعي بدعم من المماليك البرجيين، وذلك من أجل القيام باعتقال كيتبغا واغتيال أمرائه، لكن كيتبغا اكتشف خطتهم وهاجم قلعتهم وحاصرها، وانتهى الصراع باغتيال الشجعي وإخراج البرجيين من القلعة.

كان ذلك في قلعة الكرك في شرق الأردن حيث نُفي السلطان الناصر عام (1294)، عندما ظهر الأمير حسام الدين المنصور لاجين، الذي فر بعد اغتيال الملك الأشرف خليل، في القاهرة، تمرد المماليك البرجيين الملقبون بالأشرفية (مماليك الأشراف) التابعين للملك الأشرف خليل، الذين طردهم كيتبغا من القلعة، وتمردوا، سار في شوارع المدينة وسط اضطرابات لأنه لم يتم القبض على لاجين أو معاقبته لتورطه في قتل سيده، تم سحق احتجاجهم، هُزمت الأشرفية وأُعدم الكثير منهم.

استمع كيتبغا إلى لاجين – الذي كان يعلم أن مماليك خليل والناصر محمد نفسه سينتقموا من اغتيال الملك الأشرف خليل، نصح بعزل الناصر وتولي السلطة مباشرة لهم، وهكذا تم خلع الناصر محمد (ديسمبر 1294)، ونُقل مع والدته إلى منطقة أخرى من القصر وبعد ذلك (عندما اعتلى لاجين العرش) أرسل إلى الكرك، تم تنصيب كتبغا كسلطان، أخذ الاسم الملكي للعادل، تم تعيين لاجين نائبا للسلطان، ولكن في وقت لاحق رجع الناصر وتولى الحكم المملوكي في مصر.

ومن الجدير بالذكر أنه توفي في عام (741) للهجرة في القاهرة عن عمر يناهز (58) عامًا، في ثالث أيام العيد، وكان قد حكم حوالي (43) عامًا وقد ازدهرت البلاد في عهده وأحبه الناس كثيرًا وحزنوا كثيرًا على وفاته، ووصى بالحكم لابنه أبي بكر وأوصى الأمراء به، وتم دفنه مع أبيه المنصور قلاوون.

المصدر: ابن إياس : بدائع الزهور في وقائع الدهور، مدحت الجيار (دكتور)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 2007.جمال الدين الشيال (أستاذ التاريخ الإسلامي) : تاريخ مصر الإسلامية، دار المعارف، القاهرة 1966.حمدى السعداوى : صراع الحضارات - المماليك، المركز العربي للنشر، الإسكندريةعلاء طه رزق (دكتور): دراسات في تاريخ عصر سلاطين المماليك، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، القاهرة 2008.


شارك المقالة: