ثورة البربر في عهد عبد الملك بن قطن الفهري الأموي

اقرأ في هذا المقال


من هو عبد الملك بن قطن الفهري

عبد الملك بن قطن الفهري، وهو أحد ولاة الأندلس وأحد القادة الأمويين الشجعان، وكان يتميز بالجرأة والشجاعة تولى إمارة الأندلس مرتين.

الانقلاب على عبد الملك بن قطن الفهري

وقع انقلاب خطير في الأندلس عندما كان عبد الملك بن قطن الفهري حاكماً لها في أوائل عام (740)، ولكن بعد وصول أخبار التي وقعت في بغداد، لم يعد هناك إمكانيات ومقدرة على ضبط الثورة البربرية التي ستحدث في الأندلس، في أكتوبر (741)، ثار البربر في مناطق الجهة الشمالية لنهر دورو.

قام البربر بقتل قادتهم الأمويين وقاموا بالتوجه إلى الساحة، تاركين بذلك أماكنهم في الحامية من أجل تجميع جيشهم الأمازيغي الذي يريد الثورة في العاصمة الأموية والسير ضد الأمويين في الجنوب، لم يتم ذكر من هم قادتهم الأمويين، فقد تم تنظيم جيش المتمردين البربر وذلك من أجل تحقيق ثلاثة أهداف.

أول هدف كانوا يسعون لتحقيقه الاستيلاء على توليدو وهي المدينة التي يوجد فيها قواعد عسكرية في العاصمة الأموية، والهدف الثاني من أجل استهداف الأطراف الأخرى لقرطبة (العاصمة الأموية)، والهدف الثالث من أجل القيام بالاستيلاء على الجزيرة الخضراء، حيث كان المتمردين البربر يخططون من أجل السيطرة على الأسطول الأموي في الأندلس وذلك من أجل تعزيز جيشهم بقوات عسكرية لمساندتهم، مع القيام بإخلاء الحاميات الحدودية في الجهة الشمالية الغربية.

لم يصدق الملك القوطي ألفونسو الأول الذي كان يحكم مملكة أستورياس ما يحدث، وأسرع في إرسال القوات الأستورية من أجل السيطرة على الحصون الفارغة، تمت السيطرة على الجهة الشمالية الغربية بسرعة كبيرة كما قام ألفونسو بمهاجمة ضفاف إيبرو ولكنه لم يستطيع السيطرة عليها، وظلت تحت سيطرة الأمويين.

قام الأستوريون بتدمير الكثير من القرى على سواحل نهر دورو، وقاموا بإعادة السكان المحليين من بقية القرى الأخرى الموجودة في الأراضي المنخفضة الجاليكية التي تأتي من جهة الجبال، مما أدى إلى تكوين منطقة فارغة لا يوجد فيها أحد بالقرب من وادي نهر دورو (صحراء دورو).

بقيت هذه الحدود التي تم القيام بإجلاء السكان منها حديثًا في مكانها وذلك خلال القرون القليلة القادمة، يُزعم أن متسلقي الجبال الأمازيغ ظلوا مختبئين في المرتفعات حول أستورجا وليون، وقد قام المسيحيون الليونيون المحليون بتسمية اسم  المجتمعات البربرية المحاصرة على هؤلاء المختبئين اسم “مارغاتوس”.

المصدر: فجر الإسلام: يبحث عن الحياة العقلية في صدر الإسلام إلى آخر الدولة الأموية (الطبعة العاشرة سنة 1969). الحروب الصليبية في المشرق (الطبعة الأولى سنة 1984). سعيد أحمد برجاوي. دار الآفاق الجديدة.تاريخ الأمم الإسلامية 1-2: الدولة الأموية (1969). محمد الضخري بك. المكتبة التجارية الكبرى.الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط (2006). محمد قباني. دار الفاتح - دار وحي القلم.


شارك المقالة: