خانية جاغاطاي في ظل حكم غياث الدين باراق

اقرأ في هذا المقال


كان غياث الدين باراق خان أحد خانات جاغاطاي والذي بدأ حكمه فيها في عام 1266 ميلادي واستمر حكمه لمدة خمسة أعوام، وقام فيما بعد باعتناق الإسلام، انتقلت عائلة باراق إلى الصين بعد أنّ تم نفي والده من قِبل الخان العظيم منغني خان؛ وذلك بعد قام والده بدعم سلالة أوجي خان، وربي  باراق في معسكر قبلاي خان.

خانية جاغاطاي في ظل حكم غياث الدين باراق

في بداية القرن التاسع عشر ميلادي سافر باراق إلى آسيا الوسطى وتمكن من الحصول على ثقة مبارك شاه، وفي عام 1266 ميلادي تم تنصيبه مبارك شاه على الحكم من جديد، حصل باراك على دعم الجيش؛ وذلك من قيادة انقلاب وعزل مبارك شاه عن الحكم، في ذلك الوقت تخلى عن سلطة قوبلاي باعتباره خاناً عظيماً، حيث قام فيما بعد بعزل ممثل قبلاي في تركستان الصينية ، ووضع مكانه أحد حكامه، إلا أنّ جيش قوبلاي القوي منعوه من طرده وتم تدمير قوات خوتان، وعلى الرغم من ذلك أرسله قوبلاي خان منحة في عام 1268 ميلادي؛ وذلك من أجل  إنهاء الصراع والتركيز على عملية كايدو.

بدأ  كايدو التقدم نحو أراضي باراك وكان باراك في ذلك الوقت ينصب فخاً لقوات المعادية على ضفة نهر جاكسارتس وتمكن من هزيمة القوات العسكرية لباراق من هزيمة كايدو، إلا انّه في المعركة الثانية تمكن كايدو من هزيمة باراق وجرت بينهم معركة بالقرب من خوجند وساعده في تلك الحرب خان القبيلة الذهبية مينجو تيمور، قام كايدو بتدمير أراضي ترانسوكسيانا، هرب باراق إلى أراضي سمرقند ومن ثم توجه إلى بخارى وسرق المدن على طول الطريق وكان يحاول من خلال ذلك استرجاع جيشه وإعادة تكوينه، أدت تلك التصرفات إلى غضب كايدو والذي لم يكن يريد المزيد من الدمار في أراضيه.

كان كايدو يحتاج  إلى تحرير جيشه؛ وذلك من أجل خوض صراع ضد كوبلاي، لذلك قام باقتراح السلام  على باراق، وضغط الحكام في الخانات المجاورة على باراق لقبول السلام، وبالفعل قام بإعلان السلام، وتم في عام 1269 ميلادي عقد الاجتماع في أراضي طلاس في جنوب سمرقند وتم خلال ذلك الاجتماع منح ثلثي ما وراء النهر إلى باراق، وتم منح الثلث الآخر إلى كايدو ومينغو تيمور، كما قام كايدو بالسيطرة على المنطقة المحيطة في بخارى، لم يسيطر أي منهم على المدن، أما الإدارة المباشرة فقد انتقلت إلى مسعود بيك، وأقام باراق وكايدو  في الجبال والصحاري، لم يكن باراق مرتاحاً من ذلك الاتفاق.

كان كايدو  في ذلك الوقت مشغولاً في محاولة مينجو تيمور لأخذ حصته من ما وراء النهر، أرسل باراق قواته العسكرية لاستعادة  السيطرة على بخاري ولم يلتزم بالهدنة، كما حاول فيما بعد بسرقة أراضي بخاري وسمرقند وبخارى، وتعرض مسعود بك لضغوط شديدة لمنع ذلك.، وعلى الرغم من ذلك، قرر مهاجمة الخانيات؛ وذلك من أجل الحصول على أراضي كبيرة، قدم كايدو الدعم لباراق لغزو الخانيات، وكان بداية الغزو في عام 1270 ميلادي، قام قبجق بطلب السلام من باراق، كان باراق في ذلك الوقت يزداد قوة، وتمكن خلال حملاته العسكرية من السيطرة على أراضي خراسان، إلا بدأ فيما بعد يتعرض للخسائر.

خسارة باراق الحرب ووفاته

قام باراق بإرسال عدد كبير من قواته ضد الفارين، في عام 1270 ميلادي تعرض باراق إلى هزيمة كبيرة في هرات ضد إيلخان، وتعرض لجروح كثيرة وهرب إلى بخاري وهرب الكثير من قواته العسكرية من أمام العدو، قام باراق بإرسال برسالة إلى كايدو يلومه على الخسارة ويطلب منه المساعدة، فقام  كايدو بإرسال عدد كبير من قواته العسكرية، قام مساعدو باراق بتحييد المتمردين؛ وذلك من أجل زيادة عدد الجيش.

في ذلك الوقت كان كايدو يقوم بتجهيز قواته العسكرية لخوض حرباً ضد باراق في الوقت الذي أوهمه أنّه سوف يتحالف معه وكانت قوات كايدو تتحرك لمحاصرة قوات باراق ومنعهم من التحرك، ولم يكن باراق على علم بخطط كايدو وكان يلس معه قبل الحرب ويتناولون الشراب معاً، إلا أنّ باراق توفي في ذلك الوقت وانضمت قواته العسكرية إلى حكم كايدو، ويقال أنّ كايدو هو من قام بوضع السم لباراق حتى مات، عل الرغم من أنّ هناك كان تحالف بين الطرفين على خوض الصراعات معاً وتشكيل تحالف موحد.

المصدر: تاريخ المغول وسقوط بغداد-المؤلف: رجب محمود إبراھيم بخيت‎معجم المعارك التاريخية-المؤلف: نجاة سليم محاسيس 2011التاريخ والعلاقات الدولية: منظور حضاري مقارن. الجزء الثاني-المؤلف: نادية محمود مصطفى 2015إمبراطورية المغول: دراسة تحليلية عن التاريخ المبكر للمغول وتكوين-المؤلف: رغد عبد الكريم أحمد النجار 2012


شارك المقالة: