خرافات شعبية أردنية

اقرأ في هذا المقال


يعج الموروث الأردني بكثير من المعتقدات والخرافات المرتبطة بالفلك الشعبي والنجوم والأجرام السماوية تحديدًا، ومنها ماهو مرتبط بتكهنات ومصادفة بعض العبارات التي تقال في مواقف معينة فتتحقق، ومنها ما يدخل بالمعتقدات ويصبح مرتبطًا ببعض المناسبات والطقوس الخاصة به، حيث أن بعضها أصبح ينقل كقصة أو حكاية تروى بهدف التسلية، وفي هذا المقال سيتم عرض سلسلة من الموروث الشعبي الأردني الذي الضوء على أبرز الخرافات المرتبطة في التراث الشعبي الأردني.

معتقدات شعبية:

في المجتمع الأردني تعتبر الصدف والتعقيب الجاهز عليها والمعروف عند الكثير من الناس ما هو إلا جزء من المعتقدات الشعبية المختلطة بالثقافة الحياتية الاجتماعية، والتي تُستمد من تناقلها من الآباء والأجداد، إذن فالمعتقدات متوارثة من عدة أجيال سابقة، ولا نعلم ما مدى عمقها في التاريخ العربي والإنساني الموغل في القدم.
يرى بعض الأشخاص أن هذه الموروثات والمعتقدات الشعبية ضربًا من الخرافات، وهم يحكمون العقل والمنطق في موقفهم؛ إذ أنهم لا يأخدوا ما يمر بهم دون سبب ونتيجة، فعلى سبيل المثال: إن الذي تصاب عينه بورم صغیر في جفنها ذي لون أحمر، ويُطلق عليه “الشحاد” أو “الجنيجن” ، وفي المعتقدات أنه يُعالج بأن يذهب المصاب إلى أحد الأشخاص من جيرانه ويطلب منه قطعة من الخبز؛ بهذه الطريقة يختفي “الشحاد” ويزول.
ومن المعتقدات الشعبية الأردنية التي لا يزال الأفراد يؤمنون بها ويصدقونها رفة العين، فإذا ما رف جفن أو رمش العين اليمنى فهذا يدل على أن خير سيجيء ويحصل لهذا الشخص المعني، وأما رفة اليسرى فيشير إلى سوء وشر لذلك الشخص، أما طنين الأذن الذي يأتي فجأة، فدلالته أن شخصًا مُحبًّا لك قد ذكرك بخير في نفس اللحظة التي طنت فيها أذنك، وعلى العكس تمامًا طنين الأذن اليسرى فدليل على أن مُبغضًا لك ذكرك بسوء في ذات اللحظة.
وكثير منا يعتقد ويؤمن بخرافة حكة اليد، وتأويل هذا المعتقد الشعبي أن من تصيبه حكة في يده اليمنى؛ فإنه سيصافح إنسانًا له مكانة في قلبه وأبعدته المسافات لفترة طويلة، وأما من تصيبه الحكة في يده اليسرى فهي إشارة إلى رزق قريب ومبلغ من المال، وكثير منا سمع بخرافة حكة الأنف، وتأويلها في التراث الشعبي؛ أن من يحك أنفه مصادفة فهو سيدعى الى وليمة طعام مفتخرة.
من المعتقدت الشعبية التي طالت الأحلام أنه إذا رأى الشخص في منامه بأن أحد أسنانه الأمامية قد سقط؛ فتأويله أن شخصا قريبًا عليه سيموت، وأما من رأى في المنام بأنه أسقط ضرسًا “طاحونة” فإن المفقود بالموت ستكون إمرأة قريبة، ومن المعتقدات والخرافات الشائعة يختص بكسر الأواني الفخارية والزجاجية؛ إذ يعتقدون أنه بانكسارها ذهب شر وسوء كان سيحل؛ لذا نرى الناس يبادرون بقولهم: “انكسر الشر” عندما ينكسر عندهم شيء.
معتقد لا يخلو من الظرافة واللطف، ولا شك أنه خرافة لا أصل لها، إنما هي وافقت صدفة فاتخذها الناس فكرًا ومعتقدًا؛ إذ يعتقد بعض الأشخاص بأن الطفل الذي في سن المشي، وأخذ يحبو، فهذا يدل على ضيوف قادمين لزيارة العائلة.
يوجد تضارب أحيانًا في تفسير بعض المعتقدات والخرافات، فعلى سبيل المثال لا الحصر: عند ملء كوب ماء أو شاي أو قهوة كله إلى الحافة، وتقديمه للضيف؛ فهذا إشارة إلى الحب الكبير الذي يكنه المضيف لضيفه، وعلى العكس تمامًا يرى آخرون أن ملء الكوب وتقديمه للضيف، ما هو إلا دلالة على أن قلب المضيف مليء بالحقد والكراهية والبغض للضيف.
للّون الأزرق نصيب في الموروث الشعبي، ونسجت حوله الكثير من الخرافات؛ إذ أن به دليلًا على الحرص والحماية وإبعاد العين ضد الحسد، فنجد البعض يعلق في رقبته أو يُلبسها لطفله، ومن المفارقات في تفسير بعض المعتقدات، فمثلًا يبدو الضحك أمرًا جميلًا، إلا أن البعض يعتقد أن من يضحك كثيرًا في مجلس ما؛ فإن شيئًا سيحدث له.
لمشروب القهوة نصيب من المعتقدات الشعبية الأردنية، فمنهم من يعتقد أن القهوة اذا انسكبت على النار فهذا دليل على حدوث خير، وكذلك فيها كل الخير والفأل الحسن إذا انسكبت على الملابس، أما تقديم مشروب القهوة للضيوف فور دخولهم بيت مضيفهم؛ فهذا يؤول على استعجال مغادرتهم، ما لم ينوه صاحب المنزل أن هذه القهوة قهوة ترحيب وتأهيل لا توديع.

المصدر: الخرافة: مقدمة قصيرة جدًا،روبرت إيه سيجال،ترجمة مؤسسة الهنداوي،1999الحنين إلى الخرافة،عادل مصطفى،2017عصر الخرافة الذي نعيش فيه،جستاف شتلبر،ترجمةمحمد أبو درة،1998المجتمع العربي من سيادة العلم إلى وحل الخرافة،يحيى محمود،2000


شارك المقالة: