بعض خلفاء العصر العباسي الرابع

اقرأ في هذا المقال


المستضيء بأمر لله الحسن بن يوسف المستنجد:

هو الحسن أبو محمد المستضىء بأمر الله بن يوسف المستنجد بالله، ولد عام (536 هجري)، وأمه أم ولد رومية اسمها (غضة). بويع بالخلافة يوم مات أبوه صبيحة يوم الأحد التاسع من شهر ربيع الثاني عام (566 هجري)، وكان من خيار الخلفاء، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، مُزيلاً عن الناس المكوسات والضرائب، مبطلاً للبدع، وكان حليماً وقوراً كريماً.

قال ابن الجوزي: فقد قام بالمُناداة لرفع المكوس، وردّ المظالم، وأظهر من العدل والكرم ما لم نره في أعمارنا. وقال ابن الجوزي عنه أيضاً: قام بالاحتجاب عن أكثر الناس، فلم يركب إلا مع الخدم، ولم يدخل عليه غيرهم. وقال الذهبي: في أيامه ضعف الرفض ببغداد ووهى، وأمن الناس، ورُزق سعادة عظيمة في خلافته.

وفي عهده انتهت الدولة العبيدية بمصر، وبذلك عاد الأمر الشرعي فلم يبق سوى خليفةٍ واحدٍ في ديار الإسلام، وذلك عام (567 هجري). وتوفي نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي عام (569 هجري)، في دمشق فخلفه ابنه الملك الصالح إسماعيل وكان صغيراً، فتحرك الصليبيون فصالحهم على مال يؤديه لهم. وخطب للمستضيء في بلاد اليمن هذا بالإضافة إلى مصر وإفريقية وبلاد الشام. وتوفي في شوال من عام (575 هجري)، فكانت خلافته تسعة أعوام.

الناصر لدين الله أحمد بن الحسن المستضيء بأمر لله:

هو الناصر لدين الله أحمد أبو العباس بن الحسن المستضيء بأمر الله ولد في العاشر من رجب سنة (553 هجري)، من أم ولد تركية تدعى (زمرد).‏ بويع بالخلافة بعد وفاة أبيه في مستهل شهر ذي القعدة من عام (575 هجري). كان فصيح اللسان، بليغ البيان، شُجاعاً شهماً، ذا فكرة صائبة، وعقل رصين، ومكر ودهاء. وكان له من يأتيه بالأخبار من الجهات كافة، واشتغل برواية الحديث. وكان مع ذلك رديء السيرة في الرعية، مائلاً إلى الظلم، وأخذ الأموال، وكان يفعل أفعالاً متناقضة، ومال إلى التشيّع.

لم يكن في أيامه خليفة سواه وفي عهده ضعف أمر الصليبيين، وظهر الأيوبيون وعلا سلطانهم، وكان الجميع يخطب له، وفتح صلاح الدين القدس عام (583 هجري)، وعقد صلح الرملة عام (588 هجري)، ثم توفي عام (589 هجري)، فكانت مصر لابنه عماد الدين عثمان الملك العزيز، ودمشق لابنه الأفضل نور الدين علي، وحلب لابنه الملك الظاهر غياث الدين غازي.

وقوي أمر خوارزمشاه وقضى على سلطان السلاجقة فزالت دولتهم وزال سلطانهم عام (590 هجري)، وسار خوارزمشاه على رأس خمسين ألفاً، وبعث إلى الناصر يطلب السلطنة، وإعادة دارها إلى ما كانت عليه، وأن يجيء هو إلى بغداد، ويكون الخليفة من تحت يده، كما كانت الملوك السلاجقة، فهدم الخليفة دار السلطنة، وردَّ رسول خوارزمشاه بلا جواب.

وكان خوارزمشاه قد دخل إلى همدان في طريقه إلى بغداد، فتساقطت على المنطقة التي هو فيها ثلج عظيم مدة عشرين يوماً، فأثر على جيشه، كما بلغه أن شعوب الترك قد تألبت عليه، وطمعت فى بلاده، فما كان عليه إلا أن يرجع، وكفى الله الخليفة القتال. وتوفي الناصر لدين الله سنة (622 هجري)، فكانت مُدة خلافته سبعاً وأربعين سنة.

الظاهر بأمر لله محمد بن أحمد الناصر لدين لله:

هو الظاهر بأمر الله أبو نصر محمد بن أحمد الناصر لدين الله، ولد سنة (571 هجري)، وبويع بالخلافة عند وفاة أبيه سنة (622 هجري)، فكان عُمره يومذاك اثنتين وخمسين سنة. وقد أحسن إلى الرعية، وأبطل المكوس، وأزال المظالم، وفرّق الأموال.

قال ابن الأثير: لمّا كانت الولاية للظاهر كان من صفاته العدل بين الناس والإحسان إليهم ما أن رجع به سنة العمرين، فلو قيل: إنه ما ولي الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز مثله لكان القائل صادقاً، فإنه أعاد من الأموال المغصوبة، والأموال المأخوذة في أيام أبيه وقبلها شيئاً كثيراً. وتوفي ‏رحمه الله في الثالث عشر من شهر رجب سنة ثلاث وعشرين، فكانت خلافته تسعة أشهر وعدة أيام، وكان عُمره ثلاثاً وخمسين سنة.

المصدر: ❞ كتاب الدولة العباسية ❝ مؤلفة محمود شاكر أبو فهر الجزء الثاني صفحة (296 – 300)❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث❞ كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول ❝ مؤلفة شوقي ضيف❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش


شارك المقالة: