أهم أعمال بعض خلفاء العصر العباسي

اقرأ في هذا المقال


الخليفة الراشد بالله منصور بن الفضل المسترشد:

هو منصور بن الفضل المسترشد، أبو جعفر، الراشد بالله. ولد عام (502 هجري)، قام والده بخطبة الولاية له سنة (513 هجري)، فكان عمره إحدى عشرة سنة، تمَّ مُبايعته بالخلافة بعد مقتل أبيه في شهر ذي القعدة من عام (529 هجري)، فكان عمره آنذاك سبعاً وعشرين سنة.

طالب السلطان مسعود السلجوقي الخليفة الراشد بالله بمبلغ أربعمائة ألف دينار كان المسترشد قد التزم بدفعها حين أسره مسعود، فامتنع الراشد من الدفع ووقع الخلاف بين الخليفة والسلطان، فاستدعى الخليفة عماد الدين زنكي من الموصل فجاءه والتف الأُمراء والناس حول الخليفة، وجاء إلى بغداد داود بن محمود بن محمد بن ملكشاه فخطب له الخليفة وبايعه على الملك، وأصبح الخلاف كبيراً بين السلطان مسعود والخليفة، وبعدت الشقة بينهما، ولم يُعد بالإمكان رتق ما انفتق.

خرج الخليفة إلى ظاهر بغداد، وجاء السلطان مسعود بجيوش كبيرة، ودخل بغداد، وأقنع عماد الدين زنكي الخليفة بالسير معه إلى الموصل فوافقه. واستفتى السلطان مسعود الفقهاء بخلع الخليفة فأفتى له بعضهم فخلع في منتصف ذي القعدة من عام (530 هجري)، وبذا لم يكمل الراشد بالله السنة في خلافته. واستقدم السلطان مسعود عم الراشد، وهو محمد بن المستظهر وبايعه بالخلافة.

خرج الراشد بالله من الموصل عندما بلغه خبر خلعه وسار إلى أذربيجان، ثم انتقل إلى همدان مع جماعة من خاصته، ثم سار بهم إلى أصبهان فحاصروها، وأصاب المرض الراشد هناك ودخل عليه جماعته من الأعاجم، وقتلوه في السادس عشر من شهر رمضان من سنة (532 هجري)، وقيل إن الباطنية هم الذين قتلوه.

كان الراشد فصيح اللسان، أديب، شاعر، شُجاع، سَمح، جواد، سيرته حسنة، يؤثر العدل، يكره الشر. قال العماد الكاتب: كان للراشد الصفات الحسنة اليوسفية، والكرم الحاتمي. وقال ابن كثير: وقد كان حسن اللون، مليح الوجه، شديد القوة، مهيباً أُمه أُم ولد.

الخليفة المقتفي لأمر لله محمد بن أحمد المستظهر:

هو المقتفي لأمر الله، أبو عبد الله محمد بن أحمد المستظهر بالله، ولد في الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة (489 هجري)، وأمه حبشية. بويع بالخلافة بعد خلع ابن أخيه الراشد بالله بن المسترشد، وكان عمره إحدى وأربعين سنة، وفي عام (531 هجري)، تزوج أُخت السلطان مسعود فاطمة بنت محمد بن ملكشاه. وخطب لابنه المستنجد بولاية العهد عام (542 هجري). ودخل السلطان مسعود بغداد عام (541 هجري)، واختلف مع الخليفة ثم اصطلحا.

وضعف أمر العبيديين كثيراً وخاصة بعد مقتل الظافر بالله العبيدي عام (549 هجري)، فكتب المقتفي عهداً لنور الدين محمود بن زنكي، وولّاه مصر، وأمره بالمسير إليها، وكان مشغولاً بحرب الفرنج، وهو لا يفتر عن الجهاد، وكان تملك دمشق في صفر من هذا العام، وملك عدة قلاع وحصون بالسيف وبالأمان من بلاد الروم، وعظمت ممالكه، وبعُد صيته؛ فبعث إليه المقتفي تقليداً، وأمره بالمسير إلى مصر، ولقبه بـ (الملك العادل).

وعظم سلطان المقتفي، واشتدت شوكته، واستظهر على المُخالفين، وأجمع على قصد الجهات المُخالفة لأمره، ولم يزل أمره في تزايد وعُلو إلى أن مات ليلة الأحد ثاني ربيع الأول سنة (555 هجري). وبذا يكون قد عاش ستاً وستين سنة. قال الذهبي: كان المُقتفي من سروات الخلفاء، عالماً، أديباً، شُجاعاً، حليماً، دمث الأخلاق، كامل السؤدد، خليقاً للإمامة، قليل المثل في الأئمة، لا يجري في دولته أمر ‏وإن صغر إلا بتوقيعه.

قال ابن السمعاني: وكان سيرته محموده، مشكور الدولة، وكان رجوعه إلى الدين والعقل والفضل والرأي والسياسة. قام بتجديد معالم الإمامة، وقام بتمهيد رسوم الخلافة، وتحرك ونفذ الأمور بنفسه، وقام بعدت غزوات غير مرة، وامتدت أيامه.

المصدر: ❞ كتاب الدولة العباسية ❝ مؤلفة محمود شاكر أبو فهر الجزء الثاني صفحة (261 – 264)❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث❞ كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول ❝ مؤلفة شوقي ضيف❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش


شارك المقالة: