دور الأمويون في خلافة أبو بكر الصديق

اقرأ في هذا المقال


دور الأمويون في خلافة أبو بكر الصديق:

واجه االمسلمون بعد موت النبي صلَّ الله عليه وسلم ظرفاً شديدة، وكان الإجماع فيما بينهم على خلافة أبو بكر الصديق، حيث قام بمجهود عظيم لمواجهة الأخطار، فقام بمحاربة الذين ارتدوا عن الدين الإسلامي حتى ردَّهم إليه، وبعدها بدأت حركات الفتح في بلاد الفرس والروم، وكان أول كتاب قد كتبه أو بكر إلى عامله الأموي في مكة عتاب بن أسيد ليخبره عن حروب الردَّه.
وكان أبو بكر قد كتب لعتاب من ارتدَّ عن الدين ومن ثبت عليه، فقام بمواجهتهم في تهامة حتى ظفر بهم، وبعدها قام بتجيز جيش بقيادة أخيه خالد بن أسيد، وكان يقدرَّر بخمسمائة رجل، فقاموا بالإشتراك لمحاربة المرتدين في اليمن والعمل على إعادة أهل كندة وحضرموت إلى الإسلام.
وأيضاً في حروب المسلمين ضد مسيلمة الكذاب كان قائد الجيش حينها خالد بن الوليد، وقد جعل أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ومعه زيد بن الخطاب على قيادة المهاجرين من جيشه، وقد قاتل أبا حذيفة قتالاً شرساً، وكان يهتف بالمسلمين: يا أهل القرآن، زينوا القرآن بالأفعال، وقد استمر بالقتال حتى قُتل، وبعدها حمل الراية مولاه سالم وقاتل أيضاً حتى قُتل.
وقد شهد أيضاً الحروب ضد مسيلمة الكذاب معاوية بن أبي سفيان، واستشهد أيضاً من حلفاء بنو أمية عكاشة بن محصن الأسدي في قتاله لطليحة الأسدي، وساهم أيضاً علاء الحضرمي حليف الأمويين في إخماد الردَّه في البحرين، ففعل وظفر بهم بعد بلاء حسن وآيات عجيبة، وكان من الطبيعب بعد إعادة المرتدين إلى الدين الإسلامي أن يقوموا بمواجهة الظلم وتخليص الشعوب المستعبده من حكوماتها الظالمة، وبعدها بدأت حركات الفتح الكبرى على الفرس والروم.

السمات التي لازمت حركات الفتح بعد مشاركة الأمويين فيها:

كانت السمة الأولى هي تعاظم دور مسلمة الفتح وطلقاء مكه في الفتوحات وكان بعضهم من بنو أمية، وكان ذلك تحت توقعاتهم؛ لأن ما قرره أبو بكر الصديق بضرورة الإستعانة بالمرتدين عن الإسلام، وكان هذا دليلاً على حرص أبو بكر الصديق على تنقية هذه الفتوحات من أي آثار للرقة أو شهوات النفوس التي لم تتخلص منها بعد الإسلام، والسبب الآخر هو حرص السادة والأشراف لتعويض الذي فاتهم من خدمة للإسلام واللحاق بمن سبقوهم في الإسلام.
أما السمة الأخرى للفتوحات هي تركز النشاط الأموي في الفتوحات على الجبهة الشامية وكان يشاركهم الكثير من الفاتحين من أهل مكة، وكان هذا الأمر مدروساً من أبو بكر لرؤيته عمق العلاقات بين الأمويين وأهل مكة عموماً، والقبائل المقيمة في بلاد الشام الذين يقعون تحت حكم البيزنطيين.


المصدر: كتاب الدولة الأموية، محمد سهيل طقوشكتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار، علي محمد صلابيكتاب العصر الأموي، صلاح طهبوبكتاب معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره، علي محمد صلابي


شارك المقالة: