دور الخدمة الاجتماعية مع كبار السن

اقرأ في هذا المقال


تلعب مهنة الخدمة الاجتماعية أدواراً أساسية في العمل مع كبار السِنّ وتنظيم برامج رعايتهم سواء على مستوى التخطيط أو التنفيذ المباشر وذلك من خلال أنظمة الرعاية المتعدّدة.

عمل الأخصائي الاجتماعي مع كبار السن

يعمل الأخصائي الاجتماعي في ممارسة الخدمة الاجتماعية مع كبار السِنّ باعتباره مستشار دائم، فهو شخص مهني يدبر شؤون كبير السِنّ، ويُسهّل لهُ الحصول على احتياجات الحياة اليومية. وتتعامل خدمة الفرد مع كبار السِن باعتباره فرداً له ظروف حياته الخاصَّة المُميّزة، ويتم التعاون مع المُسِنِّ من خلال نظرة تتَّسم بالشمولية، وتستهدف تحقيق الحماية للمُسِنِّ من الصعوبات التي تواجههُ بسبب الشيخوخة، وعلى الرغم من أنَّ الأساس في العمل المهني هو تحمّل الفرد لمسؤوليات حياتهِ، إلّا أنهُ في حالة العمل مع كبار السِن قد يضطر الممارِس إلى اتّخاذ مواقف مساندة تستلزم توفير الخدمات الوقائية لحمايتهم من أي أخطار تُحدّق بهم.

وعلى أي حالٍ فالحدّ الفاصل بين اتّخاذ موقف أبويٍّ من كبير السِنِّ، وبين توفير الخدمات وتأمينها، والتدخُّل للحماية هو خطّ دقيق، ويمكن أن يُفسَّر النوع الثاني أي الحماية بأنَّهُ تدخُّلٌ تدعيميٌّ، وذلك عندما يكون الأمر مُتعلّقاً بتوفير مطالب أساسية لا سيما في حالة المُسنين العاجزين كلّيّاً، وقد يُمثّل ذلك تناقضاً مع الاتّجاهات المهنيّة العامّة في الخدمة الاجتماعية، نحو ما يُعرَّف بالمسؤولية وتأكيد الذَّات وحقّ تقرير المصير لكبير السِنِّ دون المُمارِس حتى لا يصبح التَّدخُّل المهني قيداً على حرية العميل وحقوقه المدنية، وقد تتَّخذ المُمارسة المهنية مع المُسنين شكلاً آخر يتطلَّب التَّحوّل نحو ما يعرف باسم الأدوار الدفاعية للخدمة الاجتماعية، وذلك عندما يواجه المُمارِس في بعض الأحيان بفشل نُظم الرعاية في مواجهة حاجات مشروعة للمُسنين عند عدم توفُّر الخدمات أو بسبب القيود والإجراءات الرَّسمية التي تحدّد كيفية الاستفادة من الخدمة وفي حالة عدم كفاية الخدمة…الخ.

وفي هذه الحالة يتحوّل المُمارِس نحو أدوار خدمة المجتمع ومُحلّلي السياسات والأنظمة الذين يَسعَون لإحداث ضغوط لإعادة النظر في القوانين والتشريعات القائمة، أو لإعادة توزيع الموارد لتوفير خدمات الرّعاية لكبار السنِّ.

ويطلق على النمط الأخير المِهني، حيث يعمل المُمارِس المِهني في هذه المُمارسات على تحديد أهداف كبار السِنِّ، حيث تكون هذه الأهداف بسيطةً ومتواضعةً، وفي أبسط وأصغر الحدود المُمكنة حتى لا يدخل الكثير من التَّغيرات في حياة كبار السنِّ، وكذلك فإنَّ تجزئة المشكلات التي يواجهها كبار السِنِّ إلى أجزاء أصغر وأقلّ، ومستويات مُتعدّدة حيث يسهّل التعامل معها، ويصبح ذلك مُتطلَّباً ضرورياً لنجاح الممارَسة، ويجب أن لا ننسى أنَّ كثيراً من الدّراسات النَّفسية تشير إلى أنَّ شعور كبار السِنّ يغلِّفه إحساس دائم بأنَّ الوقت أو الزَّمن يمضي بسرعة، ولم يعدْ هناك مُتَّسع من الوقت لتحقيق أهداف مُستقبليَّة، ويعلمون أنَّهم قد لا يُتاح لهم تحقيقها، وهذه المشاعر قد تمثّل مُعوّقاً أساسيّاً يجب أن يتغلَّب عليهِ المُمارِس بتجزئة الأهداف.

الأخصائي الاجتماعي يلعب دورًا حيويًا في حياة كبار السن من خلال تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي. يعمل على تقييم احتياجاتهم وتصميم خطط رعاية فردية تلبي تحدياتهم الفردية. يسهم في تحسين جودة حياتهم عبر التواصل العاطفي، ويقدم الدعم في التعامل مع التحولات الحياتية والصحية. بشكل عام، يكمل الأخصائي الاجتماعي مساره لتعزيز رفاهية كبار السن وتحقيق تكاملهم في المجتمع.

يُظهر الأخصائي الاجتماعي في الخدمة الاجتماعية مرونة وفهمًا لتحديات كبار السن، ويشجع على المشاركة الاجتماعية والاندماج، بتوفير الدعم للأسر والمساهمة في تحسين البيئة المحيطة بهم، يسهم الأخصائي الاجتماعي في تعزيز حياة كبار السن بشكل شامل.


شارك المقالة: