سمات الابتكار الاجتماعي وصفاته

اقرأ في هذا المقال


تعدّدت آراء الباحثين والعلماء في تحديد سمات وصفات وخصائص الابتكار الاجتماعي، وذلك بتعدّد واختلاف مداخلهم الفكرية واختلاف نظرتهم حول الابتكار الاجتماعي.

خصائص الابتكار الاجتماعي وسِماته

بالرَّغم من الاختلاف بين وجهات النَّظر للعلماء والباحثين حول تحديد خصائص وصفات الابتكار الاجتماعي إلّا أنَّه توجد نظرة مشتَرَكة تمَّ استنتاجها من الدّراسات في أدبيات الابتكار الاجتماعي، ووجهات النظر والدّراسات عند الباحثين والّتي تتمثّل بالآتي:

1- الحداثة والتجديد: تُشير أدبيات الإدارة إلى الحداثة والتجديد في مجال الاختراع والإبداع، يعني أنْ تكون الفكرة الأساسية أو الطريقة أو العمل أو السِّلعة أو المادة المُصنَّعة جديدة وغير مسبوق لأحَد القيام بها، حتى لو كان تجديداً أو إضافةً لأفكار موجودة فعلياً. بينما في الابتكارات الاجتماعية لا تحتاج أنْ تتَّصف بالأصالة والفردية النَّوعية مثل الاختراع والإبداع، وذلك لكونها تمتلك صفة التطبيق الفعلي والتنفيذ العملي للأفكار، وبذلك فإنَّ صفة وخاصيَّة التجديد والحداثة في الابتكار الاجتماعي تتمثَّل في عملية تبني المؤسسة للتنفيذ والتطبيق العملي والتي تتفرَّد بها المؤسسة كصفة وميزة للعمليات المؤسسية المنظمة.

2- نقل الأفكار المُبدِعَة والمُبتكرة لمرحلة التنفيذ والتطبيق: في الابتكارات الاجتماعية يَلزَم التنفيذ والتطبيق الفعلي لفكرة جديدة، مِمّا يجعل هناك اختلاف واضح وتمايز بين صياغة الأفكار كمرحلة من مراحل الإبداع والاختراع، وبين التطبيق الفعلي للأفكار كصفة مميزة للابتكار الاجتماعي والتي تحقق استدامة ميكانيكية للأنشطة في المؤسسة.

3- التوافق مع الحاجات الاجتماعية وتلبيتها: تُعَدّ هذه الصفة هي الصفة البارزة للابتكار الاجتماعي؛ لأنَّ الابتكار الاجتماعي مُصمَّم بشكل واضح وصريح لتلبية الحاجات الاجتماعية، فعلي المستوى المحلي المجتمعي ظهر العديد من التَّحركات الاجتماعية الكبيرة في مختلف الميادين، وأيضاً هناك توجّه قوي لبناء اقتصاد متنوّع وأكثر استخداماً لمعطيات المعرفة ومخرجاتها، بما يُلبّي ويُحقّق الحاجات الاجتماعية متجاوزاً بذلك مرحلة الاقتصاد القائم على الموارد الطبيعية فقط، ونتَج عن هذه التّحوّلات حدوث تطوّر إيجابي في مختلف الميادين والمستويات والقطاعات.
وبالرَّغم من اهتمام المجتمع بمشروع التنمية الاجتماعية إلّا أنَّ هناك تحدي كبير في مواجهة ومعالجة القضايا الهيكلية في المؤسسات والإعانات، وأيضاً تعزيز وتدعيم مستوى الفاعلية والكفاءة.

4- الفاعلية والكفاءة: تعتبر الفاعلية والكفاءة من خصائص وصفات وسِمات الابتكار الاجتماعي التي لها دور كبير في التأثير على أهداف ومخرجَات المؤسسة من خلال البدائل الصحيحة التي تُحقق أفضل النتائج. وإنَّ صفة الفاعلية والكفاءة في الابتكار الاجتماعي تُلخّص قدرة التنظيم في الإدارة على تحقيق التكامل بين أجزائه المختلفة وفي وضوح النّظام واتخاذ القرار وعمليات الاتّصال ومستوياته.

5- تعزيز قدرة المجتمع على العمل: حيث تُعتبر صفة للابتكار الاجتماعي والتي تعكس طبيعته، فالابتكار الاجتماعي لا يَقلّ أهمية عن النتيجة أو الهدف، فطبيعة الابتكار الاجتماعي يُلبي الحاجات الاجتماعية بطرق فاعلة وأكثر كفاءة، بحيث يَخلق أدوراً جديدة، وتُعزّز عمليات الاتصال بشكل واسع وكبير، وأيضاً تعزيز العلاقات بين المؤسسات واستثمار موارد المجتمع بشكل أفضل، ويتمّ أيضاً تعزيز قدرة المجتمع على العمل من خلال أبعاد خاصّة تتمثّل بالتَّكيّف والمرونة.

6- صفة التمكين والمرونة الاجتماعية والبيئية: يُشير “ويستلي” إلى هذه الصفة والتي تعني بسهولة تكيّف المؤسسات مع البيئات المركبة والمُعقّدة، وفي ضوء المتغيرات الداخلية السريعة تؤكد الاستراتيجيات والخطط المجتمعية على التّحوّل إلى مجتمع المعرفة من خلال تحقيق رفاهية المواطنين، وتحقيق الترابط الاجتماعي ومن خلال تمكين المواطن من المشاركة في سوق العمل.

المصدر: محاضرات في إدارة الإبداع والابتكار، د الطيف عبد الكريم، 2018.مقومات الابتكار الاجتماعي كمدخل لتطوير الإدارة الجامعية من وجهة نظر الهيئة الإدارية والأكاديمية في الجامهات السعودية، دراسة تكميلية لنيل درجة الدكتوراة في الإدارة التربوية والتخطيط، إدارة التعليم العالي، خالد حسين سعد العسيري، 2015.مقدمة قصيرة جداً، الابتكار، مارك دودجسون، وديفيد جان، ترجمة زينب عاطف، 2017.


شارك المقالة: