عادات وتقاليد الزواج في تركيا

اقرأ في هذا المقال


عادات وتقاليد الزواج في تركيا:

يقال أنّ في الحكايات والروايات التركية في الزمن التركي القديم، أن حفل العُرس كان يتم خلال ثلاثين يوم وليلة متواصلة، ولكن في منطقة الأناضول التركية العُرس يتم في ثلاثة أيام، وفي أيامنا الحالية أصبح يقتصر على يومين فقط، وفي الغالب هم يومي نهاية الأسبوع في تركيا يوم السبت ويوم الأحد، ويكون حسب الوضع الاجتماعي والاقتصادي لكل عائلة.

وبما أن دولة تركيا تتميز بمساحتها الكبيرة، فإن تقاليد الزواج المطبقة فيها تختلف من الشمال التركي إلى الجنوب، ومن جهة الشرق إلى الغرب، أيّ في جميع الأنحاء، وأن الطقوس الأجتماعية المختلفة لتركيا تؤثر في العادات، خاصةً وأن جزءًا منها يقع في آسيا، وجزء آخر يقع في أوروبا.

عادات طُلبة العروس في تركيا:

لا بد أن ينوي الشاب بالذهاب إلى منزل العروس ليطلبها من والدها، وتتم مراسم الحفل ذلك عندما يذهب الشاب مع كبار وفضلاء العائلة، في يوم الأحد أو يوم الثلاثاء كالعادة في تركيا، لاعتقادهم بأنها أيام تجلب الفال الحسن، ويقوم كبير عائلة الشاب، كالأب أو الجد، بطلب يد الصبية للشاب على سنة الله ورسوله قائلًا: “نريد بنتكم فلانة لابننا فلان بشرع الله وسنة نبيه”.

وبعد رد خبر القبول يتم تحديد موعد قراءة الفاتحة بعد ذلك، وفي دولة تركيا ليس هناك ما هو معتاد عليه في الكثير من البلاد خاصة العربية، وهو ما يعرف بالمهر والمعجل والمؤجل، وكل ما يقوم به الشاب في زواجه، وهو إحضار طقم من الذهب لإلباسه للعروس في يوم الزفاف، وأحياناً يكون للعروس رأي في ما تطلبه لمهرها، بعضهن يطلبن أداء الحج مقابل موافقتهن، وبعضهن أيضا تطالبن العريس بأن يحفظ سورا من القرآن حتى توافقن عليه،حيث أن الطابع الديني الملتزم لدى بعض الأتراك ينعكس في مثل هذه الأمور.

عادات الخطوبة في تركيا:

من العادات التركية في طقوس الخطوبة قيام العريس بشراء محبس الخطوبة خلال اليوم الذي تتم فيه قراءة الفاتحة، أو في يوم آخر يتفق عليه أهل العروسين، حيث يرجع أهل العريس لزيارة منزل أهل العروس، ويحضرون معهم باقة ورد حمراء اللون، وطبق من الشوكولا التركية اللذيذة، للاتفاق على تفاصيل يوم الخطبة.

ومن العادات الغريبة التي تتميز بها طقوس الطُلبة لدى أبناء الشعب التركي، أنه عندما تقوم العروس بتوزيع أكواب القهوة للضيوف الحاضرين على مراسم الطلبة، تضيف في فنجان القهوة المحدد للعريس كمية كبيرة من الملح بدلًا من السكر، ويكون الفنجان مغلفًا بشريط ذو اللون الأحمر، ويجب عليه أن يحتسي القهوة، وتقبلها دون انزعاج أو استغراب، وتكون هذه الطقوس بشرة خير للعروس، وبأنه يتقبلها كيفما كانت.

أما خواتم الخطوبة عند أبناء الشعب التركي، وتحديداً المدن التركية الغربية، ما زالت لها طقوسها الخاصة والمميز والتي استمرت حتى يومنا هذا، ومن الأمثلة على ذلك، يختار العروسين في معظم الأحيان خواتم زفاف نفس التصميم، ولكن تختلف فى نوع المعدن، إما ذهب أو فضة، والأهم أن الخاتمين لا بد أن يربطا سوياً بعد الشراء بشريطة من قماش الساتان الأحمر.

والهدف من طقوس ربط الخاتمين سوياً، حسب اعتقاد الشعب التركي يكون نوع من أنواع الترابط الأبدية، ويتم السماح فقط لأب العروسة أو أمها بفك هذا الرابط، كنوع من القبول والسماح لهذا الرجل بالخطبة من ابنته، وفك قيدها من الجو الأسري التي اعتادت عليه، وتمهيدها للانتقال لبيت الزوجية، وتليها مرحلة تلبيس الشبكة، وتلف أيضاً بأشرطة ساتان حمراء.

عادات وتقاليد ليلة الحناء في تركيا:

العادات والطقوس التي تُقام في اليوم الذي يسبق ليوم الزفاف، تسمى بليلة الحناء، حيث يقوم العروسين بعمل حفلة خاصة للحناء، وعلى الأغلب تكون من تنظيم أهل العروس، ويجتمع النساء في بيت العروس، وبعد التسلية، يبدآن بغناء الأغاني الحزينة توديعاً للعروس، وحزناً على فراقها، ويتم إحضار الحناء التي تم بلها بالماء في صينية خاصة، وعليها الشموع المشتعلة، و يتم الدوران بها حول العروس، ومن ثم توزع الحناء على الحاضرين، وعندما يحين الوقت لوضع الحناء في يد العروس تغلق العروس يدها، فتأتي أم العروس وتضع قطعة ذهب في يدها، فتفتح العروس يدها للحناء، ويتم وضع الحناء للعروس بشكل دائرة في كف اليد، وعلى العقدة الأخيرة من كل اصبع.

وغالبًا ما تتكون الحناء ذات اللون الأحمر، وترتدي العروس فستانًا من اللون الأحمر، وهذا الفستان معروف عند الشعب التركي باسم “bindallı” أو “yöresel kıyafet“، ثم ترتدى العروس وشاحًا أحمر اللون مزخرفًا ومزينًا فوق ملابسها لتغطية وجهها، حتى يقوم العريس برفع هذا الغطاء عنها.

يوم الزواج هو اليوم التالي لليلة الحناء، هو يوم ذهاب العروس وأخذها، ويبدأ الفرح في أغلب الأوقات منذ ساعات الصباح بالطبل والمزمار.

يحلق العريس ويتجهز بالكامل في صباح يوم العُرس، ويأخذ حمامه بيضاء من الحمام التركي الشهير، ويتم تحضير العروس كذلك، ثم يجتمع أهل العريس لأجل الذهاب لبيت أهل العروس وأخذها، إذ يقوم عم أو أخ العروس بربط الرباط الأحمر حول خصرها، وهذا أهم شيء فى الزفاف، وبعد ذلك تودع العروس عائلتها، وقبل أن تخرج من البيت تقوم بالسلام، ومصافحة صديقاتها اللواتي لم يتزوجن بعد، من باب طرح البركة في يدهن على أمل الزواج القريب.

ومن العادات الغريبة للشعب التركي في الزواج قيام أهل العروس بمسك مرآة للعروس عند خروجها من بيت والدها؛ من أجل أن ينور عليها طريقها، ويقوم أهل العريس برمي “الحلوى” أو نقود معدنية أو مكسرات تجلب البركة للبيت.

وفى بعض الأحياء الشعبية يحتفل شباب القرية في تجمعات بالقرب من بيت أهل العروسين، ويتم طهي الطعام لجميع الجظور يوم العرس، بواسطة أهل العروسة، وهذا يكون في القرى فقط، وفيما يتعلق بالأعراس ذات الطابع الحديث، فقد بدأ الاتجاه حديثًا في تنظيم حفلات الزفاف نهاراً وليس ليلاً، حيث يتم نقل العروسين بالسيارات المزينة.

ويكون عقد القران إما في مقر البلدية الأقرب لموقع السكن من العروسين، أو في قاعة زفاف راقية، مُجهّزة بكامل المتطلبات؛ لاستيعاب ضيوفهم ولإقامة ليلتهم المميزة، بالإضافة إلى موائد طعام كبيرة وفخمة ومجهزة، وقائمة طعام بأيدي كبار الطهاة في الفندق.

وعند اقتراب وقت ختام طقوس حفلة الزفاف، يوضع على عنق كل من العرسان شريط ساتان أحمر اللون، وذلك يكون لغرض السماح للمعازيم بتقديم النقوط للعريس أو العروس، وذلك بإلصاق الأوراق المالية أو الليرة الذهبية مرفقة بدبوس، وإلصاقها على الشريط إما للعريس أو للعروس.

المصدر: تاريخ واسط، أسلم بن سهل الرازيموجز تاريخ العالم، هربورت جورج ويلز، 2016دول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابريآثار البلاد وأخبار العباد، أبو يحيى القزويني، 2005


شارك المقالة: