عادات وتقاليد الزواج في قطر

اقرأ في هذا المقال


عادات وتقاليد الشعب القطري في الزواج:

لكل أمة من الأمم عاداتها وتقاليدها المميزة في كل مناسبة من مناسباتها سواءً في الحزن أو الفرح أو غيرها، وتختلف هذه العادات والتقاليد حسب طبيعة حياة الشعوب وبيئتهم التي يعيشون فيها، وتتحول مع مرور الزمان إلى موروث فكري قديم، يطلع عليه الأبناء بدهشة وانبهار؛ لأن هذه العادات مع تغير الزمن تتغير بما يناسب العصر الحديث والتكنولوجيا، نقدم إليكم بعض عادات قطر القديمة في الزفاف.

تتنوع أعراف وتقاليد الزفاف من بلد لآخر ومن دولة إلى أُخرى، ونجد لكل دولة من الدول عادات تميزها وتتناسب مع طبيعة حياتها والبيئة التي يقيم فيها شعبها. كذلك في دولة قطر عادات تميّز أهل البلد والحياة الاجتماعيّة القطريّة، ومن أبرز هذه العادات، عادات وتقاليد الزفاف.

الخطّابة في قطر:

يتم التعارف بهدف الخطبة في قطر عن طريق امرأة تسمى “الخطابة” إذ تكون وظيفتها البحث عن فتاة صالحة للزّواج، وتبدأ مهمّتها بتكليف من أهل العريس مقابل أجرة محددة. تبدأ الخطابة بزيارة العائلات فيستضيفها الجميع أملاً في اختيارها لابنتهم. وعندما تجد الخطابة العروس حسب الصفات التي حددها أهل العريس تخبر أهلها بذلك وتطلع أهل العريس على إيجاد عروس مناسبة لولدهم، فتذهب الوالدة أو الخالة أو إحدى القريبات أو الجارات لتراها وتتعرف إليها.

الدزة: هي عبارة عن صرّة كبيرة تحتوي على ملابس العروس وجهازها إلى جانب صرّة صغيرة من الجهاز المالي تحتوي على مبلغ مناسب.

الخلة في قطر:

بعد الاتفاق بين العروسين والأهل معاً، يتم تحديد موعد الزفاف في يوم وتاريخ معين، تعمل العروس على تجهيز “الخلّة” وهي الحجرة المُعدّة للزواج “غرفة النوم” في منزل أهل العروس، حيث يقضي العروسان ليلة الدخلة في هذه الحجرة، إذ يقوم أهل العروس بترتيبها وتجهيزها وتزيينها بالمرايا وقطع الخام المطرزة والملونة والمزركشة. حيث يقضي الزوج مدّة أسبوع كامل أو ثمانية أيام متتالية في الخلة قبل الانتقال إلى بيت الزوجية والعيش فيه.

ليلة الحناء في قطر:

يقام في هذه الليلة احتفال كبير تحضر إليه جميع النساء من أهل العروس والعريس، ونساء بعض الأقرباء والأصدقاء، حيث تغطي العروس نفسها بالكامل بقطع من القماش خضراء اللون، إذ تستر كلّ شيء في جسمها ما عدا الكفّين والقدمين، فتكونان جاهزتين لرسم ونقش الحناء، وتشارك أيضاً النسوة والفتيات العروس، فيقمن بتزيين أيديهن وأرجلهن ونقش الحناء، ويتميز هذا الاحتفال في عادة ضرب الدفوف وتوزيع المشروبات والحلوى وتوزيع الهدايا المقدمة من العروس.

الزفاف في قطر:

عند حلول ليلة الزفاف تتوافد جميع النساء المدعوات إلى بيت أهل العروس، حيث يتم تجهيز العروس بالملابس المطرزة والمجوهرات وكل أنواع الزينة الذهبية. أما العريس فيستضيف في منزله أقرباءه ومحبّيه وأصدقائه، وقبل صلاة العشاء مباشرة تزفّه فرقة الرزيف الرجاليّة مع مدعويه إلى بيت عروسه سيراً على الأقدام، حاملين المصابيح المشتعلة المرفوعة على أكتاف الشباب.

ومع وصول الموكب تستقبله الفرقة النسائيّة بدفوفها وطبولها بحماس. ثم يدخل العريس إلى غرفته ويبدأ الرجال بتقديم التهاني والتبريكات له، وبعد إكمالهم لهذه المراسم يغادر جميع الرجال المنزل بعد أن يُعطّروا بماء الورد والبخور. ثمّ تحمل العروس على سجادة مطرزة تحملها أربع نساء وتزف إلى زوجها، وفي الوقت نفسه تقوم والدتها بإعداد ما يسمى بالأجر مع الخدم. فتذبح الذبائح ويقوم الخدم بطبخ العيش مع اللحم طول الليل وفي الصباح يوزّع على الأهل والجيران.

في الصباح الباكر وقبل حلول صلاة الفجر يطرق الباب على العروسين؛ إعلاناً لهما بأن الليلة الأولى قد مضت وأن عليهما الاستعداد لترتيبات اليوم الثاني بكل ودّ ومحبة. وقبل أن يغادر العريس الخلة يضع تحت الوسادة قطعة ذهبيّة أو أوراقاً نقديّة تعبيراً عن رضاه ومحبته لزوجته.

ويتم التقديم للعريس في هذا اليوم بعض أشكال الحلويات والمشروبات، ويشرب القهوة ويتعطر بماء الورد والعود والبخور. وعند طلوع الشمس يعود إلى منزله حيث يتم استقباله بالزغاريد فيستعد في المجلس لاستقبال المهنئين من الأهل والأصدقاء والجيران.

الأجرة في قطر:

الأُجره: هي إعداد وليمة تذبح فيها الذبائح من الأغنام والأبقار، ويُعدّ فيها قِسمان قسم للرجال وآخر للنساء كل منهما منفصل عن الآخر، ويوزّع باقي الطعام على البيوت القريبة وكل منها يأخذ نصيبه.

ومن ضمن الأشياء التي يتحمل العريس كلفتها قاعة الفرح والفستان وغيرها من العزائم والتجهيزات الأخرى، أما عن تأثيث المنزل وتجهيزه فمسؤولية مشتركة بين الزوجين، وتتم التجهيزات من خلال الاتفاق بينهما، وهذا الشيء ما يجعل الزواج في قطر أكثر سهولة من الزواج في دول الخليج العربي الأخرى، وذلك لمشاركة الفتاة ببعض الأحمال المادية.

تختلف طقوس الزواج وعاداته في كل دولة من دول الخليج العربي، ولا شك أنها تختلف أيضًا في كل منطقة من المناطق فيها، لكن بالطبع هناك الكثير من عوامل مشتركة بين هذه الدول، كما تعتبر هذه دول الأقل تكلفة من بين الدول العربية، فعلى الرغم من ارتفاع معدل البطالة فيها، فإن مستوى المعيشة فيها لا يعتمد على مظاهر البذخ والرفاهية والمباهاة.

إذ تعتبر قطر من الدول الأقل مغالاة من ناحية المهر، أما بالنسبة إلى اللوازم الأخرى فهي مسؤوليات تتم بين العائلتين، ومع هذا إلا أن قطر شهدت عدة حملات تطالب بالتقليل من قيمة المهور وتيسير مصاريف الزواج خاصة فيما يتعلق بالألبسة الخاصة بالعروس، ومع مشاركة الشريكين بمصاريف الزواج وانخفاض قيمة المهور، تعتبر قطر أكثر الدول العربية سهولة في عقد الزواج. إذ تترواح كلفة التحضير للزواج ما بين 10 إلى 15 ألف دولار، من بينها ما يقرب 2 إلى 8 آلاف دولار للمهر، وفي مناطق أخرى، لا يتعدى المهر الألف دولار ومع التنوع بقيمة المهر وانخفاضها بشكل عام يُعدّ الزواج في قطر الأنسب في الدول العربية.

ومن ناحية أخرى يعاني شباب هذه الدولة من العادات الاجتماعية، وخاصة في المناطق النائية والتي لم تَعد تناسب الحياة العصرية في هذه الدولة، أما بالنسبة إلى ارتفاع نسبة غير المتزوجين في هذه المنطقة فيعود إلى تغير نظرة الشباب إلى فكرة الزواج نفسها والتي جعلت البعض ينظر إلى حياة الأعزب بأنها أفضل بكثير وأقل ضغطًا من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية.

ومن جوانب أخرى، يشير البعض إلى أن العوامل الاقتصادية الثقافية لدى الشعب القطري تُعَدّ أساسيات في تشجيع الشباب على الزواج أو في هدم طموحهم بشأن هذه المنظومة، لذلك لا بد من العمل بشكل مشترك للتغلب على المشاكل التي تعيق البعض من الإقدام على الخطوبة والزواج.

المصدر: آثار البلاد، القزوينيموجز تاريخ العالم، محمد غريب جودهتاريخ واسط، أسلم بن سهل الرازيدول العالم أرقام وحقائق، محمد القحطاني


شارك المقالة: