عملية تقسيم وتوحيد كوريا

اقرأ في هذا المقال


توحيد كوريا

بدأت عملية تقسيم كوريا منذ القرون القديمة بعد أنّ كانت امبراطورية موحدة، وقد تمت عملية التقسيم فيما بعد، وفي عام 2000 ميلادي جرت عدة من المباحات لإعادة توحيد كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية.

بداية توحيد كوريا

كانت كوريا دولة موحدة لفترة طويلة وكانت تسمى باسم مملكة غوريو وشجون وكانت تعتبر أخر مملكة موحدة في التاريخ الكوري، بدأت بعد ذلك الحرب العالمية الثانية وكانت في تلك الفترة بداية الحرب الباردة، فتم من خلال تلكم الحرب تقسيم كوريا إلى دولتين، وبعد الحرب كانت كوريا الشمالية واقعة تحت إدارة الاتحاد السوفيتي، أما كوريا الجنوبية فقد كانت واقعة تحت إدارة الولايات المتحدة الأمريكية.

مع بداية عام 1950 ميلادي قامت كوريا الشمالية بغزو كوريا الجنوبية، الأمر الذي أدى إلى بداية الحرب الكورية وعلى الرغم من استمرار الصراع بين الطرفين لكن لم يتم الوصول إلى نتيجة لتنتهي الحرب في عام 1953 ميلادي، الأمر الذي جعل إعادة توحيد الدولتين صعب جداً، وقد أدى ذلك إلى جعل الدولتين بعيدتين عن بعضهما البعض من حيث الحضارة والثقافة والتقاليد وذلك على الرغم من قرب المسافات بينهم، ومع بداية عام 2010 ميلادي تحسنت العلاقات بين الدولتين.

لعل عملية التقسيم التي جرت في كوريا كان نتيجة الصراعات والحرب العالمية الثانية، حيث قامت اليابان بعملية ضم كوريا إليها، وبقيت كذلك حتى تم هزيمتها في الحرب، لتقوم الصين والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بعقد مؤتمر في القاهرة وتم الاتفاق فيه على ضرورة حصول كوريا على الاستقلال وتخلصها من الحكم الياباني وقد تم عقد تلك  في عام 1943 ميلادي وقررت الأمم المتحدة على وضع خططاً خاصة بإدارة كوريا.

تم الاتفاق على أنّ تقوم الولايات المتحدة الأمريكية على إدارة المنطقة الجنوبية من كوريا، أما المنطقة الجنوبية، فقد تم الاتفاق على أنّ تتم إدارتها من قِبل الاتحاد السوفيتي، وتم الاتفاق على ضرورة الجيش الياباني منها، ولم يكن القصد من تلك العملية العمل على تقسيم أراضي كوريا، وإنما كان يقصد منها العمل على إعادة تنظيمها وإخراج الجيش الياباني منه.

بدأت بعد ذلك الحرب الباردة والتي ساعدت في استمرار عملية التقسيم، وقد أدى ذلك إلى نشوب صراع بين كوريا الشمالية والجنوبية، وفي عام 1950 ميلادي قامت كوريا الشمالية بغزو كوريا الجنوبية، الأمر الذي أدى إلى إدخالها في صراع مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتم إيقاف الحرب والاتفاق على الهدنة بين الطرفين.

في عام 1971 ميلادي تم الاتفاق بين الدولتين تأسيس دولة موحدة على الرغم من وجود حكومة منفصلة لكلا الطرفين، وخلال تلك الاتفاقية تم تحسن العلاقة مع الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وتم إصدار قرار بضرورة وجود أنظمة لا بد من الالتزام فيها، كما تم الاتفاق على ضرورة وجود الوحدة الداخلية مع عدم السماح بالتدخل الخارجي والتغاضي عن اختلاف الأفكار بين الطرفين، بالإضافة إلى عدم قيام أي طرف التعدي على الطرف الثاني أو التشهير فيه؛ وذلك من أجل تخفيف حدة التوترات بين الطرفين.

من الشروط الأخرى؛ هو العمل على تبادل الثقافات والعلوم بينهم؛ وذلك من أجل تحقيق النجاح وكونهما دولة واحدة، ومن الاتفاقيات بينهما هو العمل على ربط خط اتصال عسكري بينهم في حال تعرض أحدهم إلى هجوم عسكري.

ومن بين الشروط التي تم الاتفاق عليها ولكي يتم الالتزام ببنود الاتفاقية العمل على تأسيس لجنة تقوم بتنسيق الأعمال بين كوريا الشمالية والجنوبية والعمل على عدم وقوع خلاف بينهم، وكان الشعب الكوري فرحاً بتلك الاتفاقية والتي رأى فيها الكوريتين على الاجتماع مع بعضهما البعض، وعلى من الاتفاق على تنفيذ شروط الاتفاقية، إلا أنّ اللجنة لم تقم بتنفيذ أي شيء منها ولم تكن سوى كتابات ولم يكن هناك أعمال على أرض الواقع، ليتم الاتفاق فيما بعد على عملية توحيد كوريا دون وجود تدخلات خارجية.

وتم الاتفاق بين الطرفين على ضرورة المساعدة الاقتصادية بين الطرفين، فقد كانت كوريا الشمالية في تلك الفترة تعاني من المجاعات، فقامت كوريا الجنوبية بتقديم المساعدات الغذائية لها، كما تم عقد اتفاقيات تعاون اقتصادية وثقافية، وكان لعملية التوحيد أثر كبير وخاصة على كوريا الشمالية، فقد كانت كوريا الجنوبية تتصف بالقوة في العالم والذي سوف يكون ذلك أثر إيجابي على كوريا الشمالية.

تقسيم كوريا

تمت عملية تقسيم كوريا إلى كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وذلك بعد انتصار كان قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية عام  1945 ميلادي، وقد أدى ذلك إلى إنهاء احتلال الإمبراطورية اليابانية لكوريا والذي دام لفترة طويلة، ليتم بعد ذلك عقد اتفاقية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وتم الاتفاق على السيطرة على كوريا والعمل على وضعها تحت سيطرة الدولتين، وعلى الرغم من المفاوضات التي قامت بها الأمم المتحدة وقيام الحرب الباردة، إلا أنها جميعها فشلت.

المصدر: تاريخ شرق آسيا الحديث-المؤلف: إسماعيل أحمد محمد ياغي-1994 موجز تاريخ حنوب شرق آسيا-1960موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012موسوعة دول العالم -المؤلف: حسام الدين إبراهيم عثمان-2014


شارك المقالة: